كتب– محمد منصور:

أكدت الدكتورة نسرين عبد العزيز، أستاذ الدراما والإعلام والمدرس المساعد بالمعهد الدول العالى للإعلام بأكاديمية الشروق، أن مشاركة المرأة في الحياة العامة ليست قاصرة على حضورها المباشر في المشهد السياسي، بل تمتد لتشمل أدوارًا متعددة ومتنوعة تعكس تأثيرها في المجتمع، لافتة إلى أن الدراما المصرية قدمت توثيقًا حيًا لدور المرأة في مسيرة النضال الوطني.

وأوضحت في كلمتها خلال فعاليات مبادرة “المرأة تشارك” التي أطلقتها كلية الإعلام بنات بجامعة الأزهر، أن الدراما لعبت دورًا كبيرًا في إبراز نماذج نسائية كانت في الصفوف الأولى للأحداث الوطنية، مثل المشاركات في المظاهرات السلمية خلال ثورة 1919، والصحفيات اللاتي قمن بالتغطية الميدانية خلال حرب أكتوبر المجيدة، والمتطوعات في جمعية الهلال الأحمر، مشيرة إلى أن هذه النماذج تجسد الوعي الوطني العميق لدى المرأة المصرية.

وأضافت أن القوى الناعمة، وعلى رأسها الدراما والفن، لها دور مؤثر في تعزيز المشاركة السياسية، مؤكدة أن كوكب الشرق أم كلثوم كانت نموذجًا فريدًا لهذا الدور بعد نكسة 1967، من خلال حفلاتها داخل وخارج مصر لدعم المجهود الحربي ورفع الروح المعنوية للشعب والجيش.

وقدّمت الدكتورة نسرين عبد العزيز، أمثلة من النماذج النسائية المشرفة في تاريخ النضال الوطني، مثل السيدة هدى شعراوي وصفية زغلول، مرورًا بالأعمال الدرامية التي تناولت مشاركة المرأة في ثورة 25 يناير، لافتة إلى أن ما ينقص الدراما المصرية هو مشهد واقعي يعكس مشاركة المرأة في الانتخابات، وهو ما يمثل جانبًا مهمًا من حضورها السياسي الفاعل.

وشددت على أن الشاشة كانت ولا تزال مرآة حقيقية لحضور المرأة المصريّة الفاعل، مؤكدة أن الدراما تُعد من أهم أدوات القوى الناعمة التي تساهم في تعزيز الوعي والمشاركة النسائية في الحياة العامة والسياسية.

وذلك خلال إنطلاق الفاعلية الثانية من المبادرة المجتمعية “المرأة تشارك”، برعاية الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد فكري نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتورة ولاء عقاد عميدة كلية الإعلام بنات.

وشارك في الفاعلية عدد من القيادات الأكاديمية والإعلامية، منهم: د. اعتماد خلف معبد  أستاذ الإعلام بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، ود. رضا عبد الواحد أمين عميد كلية الإعلام بنين جامعة الأزهر ووكيل الكلية الأسبق، ود. أحمد زارع المتحدث الإعلامي باسم جامعة الأزهر.

وتأتي المبادرة في إطار الدور المجتمعي لجامعة الأزهر في دعم قضايا المرأة وتمكينها، وتسليط الضوء على إسهاماتها في المجالين الأكاديمي والإعلامي.