كتب- محمد منصور:

حين يلتقي القارئ مع كتاب “المهندس شريف إسماعيل.. رئيس وزراء مصر السابق.. رجل الإنجازات”، الصادر عن المعهد العالي للهندسة بالشروق، يجد نفسه أمام عمل توثيقي يتجاوز مجرد السرد التقليدي لسيرة رجل دولة، ليغدو شهادة حية على تجربة ممتدة جمعت بين الهندسة والفكر والسياسة والإدارة.

الكتاب الذي أعده كل من د. رامي عطا صديق رئيس قسم الصحافة بالمعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق، ورشا إسماعيل، وجهاد عادل، مع الإخراج الفني هيثم السيد، وتقديم د. حسام الدسوقى عميد المعهد العالى للهندسة بأكاديمية الشروق، والذى اختار أن يجعل من المهندس شريف إسماعيل رمزًا لخريجين المعهد للعام الجامعي 2024/2025، ليقدمه نموذجًا للمهندس القدوة الذي جسّد قيم الانضباط والتجرد والالتزام بالمسؤولية الوطنية.

فى مقدمته، يضعنا الكتاب أمام شخصية جمعت بين الدقة العلمية ورحابة الفكر الوطني، فالهندسة – كما يوضح أحد فصوله – لم تكن مجرد مهنة لإسماعيل، بل تحولت إلى منهج حياة انعكس في قراراته الحاسمة، سواء في الحقول والمصانع أو على مقعد رئاسة الحكومة في أصعب المراحل التي شهدتها مصر مؤخرًا.

يأخذ الكتاب القارئ في رحلة متدرجة تبدأ من النشأة والجذور العائلية، مرورًا بمسيرته المهنية الطويلة في قطاع البترول (1978-2013) حيث تولى مواقع قيادية بارزة، وصولًا إلى فترة توليه وزارة البترول ثم رئاسة مجلس الوزراء (2015-2018)، وفي هذه المرحلة الأخيرة تحديدًا، تتجلى ملامح “رجل الإنجازات”: اكتشاف حقل ظهر العملاق، إطلاق برامج إصلاح اقتصادي شاملة، القضاء على العشوائيات، تطوير البنية التحتية، وإقرار قانون التأمين الصحي الشامل.

كما يبرز الكتاب دور إسماعيل في المشروعات القومية الكبرى: العاصمة الإدارية الجديدة، مدينة العلمين، محور قناة السويس، الضبعة النووي، هضبة الجلالة، مدينة الأثاث بدمياط، وغيرها من المشاريع التي غيرت وجه الخريطة التنموية في مصر.

القيمة المضافة للكتاب أنه لم يقتصر على السيرة الرسمية، بل تضمن أيضًا كلمات خالدة وتصريحات شخصية تعكس فلسفة إسماعيل في مواجهة التحديات، إلى جانب شهادات تقدير ورثاء من الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين الدينيين والسياسيين، وشخصيات عامة من مختلف المجالات، ما جعل النص يكتسب طابعًا إنسانيًا إلى جانب كونه وثيقة سياسية.

الكتاب في مجمله يقدم للقارئ صورة متكاملة لرجل دولة حمل على عاتقه مسؤولية جسيمة في فترة استثنائية، فكان المهندس الذي خطط، والمسؤول الذي نفذ، والوطني الذي رحل تاركًا إرثًا من الإنجاز والقدوة، وإنه ليس مجرد تكريم لشخص، بل درس مفتوح للأجيال الجديدة حول معنى القيادة المخلصة والعمل بصمت من أجل الوطن.