كتب- محمد منصور 

في أجواء من الفخر والاعتزاز بالبطولات الوطنية، نظم المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، يوم الأربعاء، ندوة توثيقية بعنوان “حرب أكتوبر.. ملحمة العبور والبطولات”.

وكان ضيف الندوة اللواء نبيل محمد سليمان أبو النجا، مؤسس الوحدة الاستراتيجية (999 قتال صاعقة) والحاصل على وسام النجمة العسكرية، وقدم الندوة الإعلامي د. أيمن العدلي، بمسرح المعهد، واللواء الدكتور أحمد عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، والأستاذ الدكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة، والأستاذة الدكتورة سهير صالح إبراهيم، عميدة المعهد، والدكتور حسام شوقي، عميد المعهد العالي للهندسة، والدكتور محمد صلاح عميد المعهد العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتورة إلهام يونس وكيلة المعهد الدولي العالي للإعلام، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، وطلاب المعهد.

د. سهير صالح: مصر خاضت معركة أكتوبر بالسلاح ومعركة غزة بالإنسانية والحكمة

ورحبت الدكتورة سهير صالح إبراهيم باللواء نبيل أبو النجا، وأشادت بإنجازاته ودوره في حرب أكتوبر، كونه أحد أبطالها، كما عبرت عن تقديرها للجيش المصري، والبطولات والانجازات التي حققها عبر التاريخ،  وأكدت عميدة المعهد، في حديثها، على أن حرب أكتوبر ستظل علامة خالدة في تاريخ مصر العسكري والسياسي، إذ استعادت فيها مصر كرامتها وأثبتت للعالم أن جيشها لا يعرف المستحيل.

وأضافت أن أكتوبر لم يكن مجرد معركة على الأرض، بل درسٌ خالد في الإرادة والتخطيط والعلم والإيمان، موضحة أن ما تحقق عام 1973 أعاد لمصر هيبتها وللعرب ثقتهم بأنفسهم.

وأشارت الدكتورة سهير إلى أن مصر، بعد أكثر من نصف قرن على النصر، تواصل بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي معاركها بحكمةٍ وإنسانيةٍ لا تقل بطولةً عن ميادين القتال، وأوضحت أن مصر خاضت معركة أكتوبر بالسلاح، بينما معركة غزة بالإنسانية والحكمة، ونجحت في توحيد المواقف الدولية وإجبار العالم على الإصغاء لصوت الحق، حتى تحقق وقف إطلاق النا،ر وبدء معاهدة سلام شاملة من أرض شرم الشيخ – أرض السلام – تحت رعاية الرئيس السيسي وبالتنسيق مع الرئيس الأمريكي.

وصرحت أن مصر كانت دائمًا قائدة في الحرب والسلام، وأن روح أكتوبر الحقيقية لا تزال تسري في أبناء الوطن الذين يواجهون تحديات الحاضر بعزيمة الأبطال، داعية طلابها إلى حمل الرسالة الإعلامية بشرف ومسؤولية؛ حيث وقالت: «أنتم جيل يحمل رسالة جديدة من بطولات أكتوبر إلى تحديات الحاضر.. دافعوا بالكلمة كما دافع الأبطال بالسلاح».

اللواء د. أحمد عبدالرحيم: حرب أكتوبر بدأت منذ الهزيمة في 67.. والنصر ثمرة إعداد وتحدي

 وقال اللواء الدكتور أحمد عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، في كلمته، إن حرب أكتوبر المجيدة لم تبدأ يوم السادس من أكتوبر فحسب، بل منذ لحظة الهزيمة في يونيو 1967، حين قرر الجيش المصري أن النكسة لن تكون نهاية الطريق، بل بداية طريق جديد نحو الكرامة.

وأوضح أن القوات المسلحة خاضت ست سنوات من التدريب والإعداد والانضباط حتى جاء يوم العبور العظيم، مشيرًا إلى أن الإصرار والتخطيط العلمي والدقة في التنفيذ كانت مفاتيح النصر.

واستعاد اللواء عبدالرحيم ذكرياته بصفته قائد سرية بلواء 24 مدرع في منطقة أبو سلطان وقت الحرب، قائلاً: «حتى اللحظات الأخيرة لم نكن نعلم أن الأمر حقيقي وليس تدريبًا، حتى صدرت الأوامر بالتحرك الثانية ظهرًا.. لحظة لا تُنسى».

وفي ختام كلمته، وجه تحية إلى زميله اللواء نبيل أبو النجا قائلاً:

 «أفخر أنني من دفعته.. إنه من العلامات المضيئة في تاريخ العسكرية المصرية، وبطولاته صفحة مشرقة في سجل الشرف لوطنٍ لا يعرف الهزيمة».

اللواء نبيل أبو النجا: النصر لم يكن صدفة.. بل ثمرة إيمان وتخطيط وتضحيات

واستهل اللواء أبو النجا كلمته بطلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن الأبرار، مؤكدًا أن “دماءهم الزكية هي التي أعادت للأرض كرامتها وللوطن مجده”، مضيفًا قائلًا: “أنه من لم يعشق تراب مصر لا يعرف معنى الحياة.. مصر التي وُجدت أولًا، ثم جاء التاريخ ليكتب عنها.”

وأكد اللواء نبيل محمد سليمان أبو النجا، مؤسس الوحدة الاستراتيجية 999 قتال صاعقة وحامل وسام النجمة العسكرية، على أن مصر كانت وستظل أصل الحضارة وموطن الكرامة، مشيرًا إلى أن ما تحقق في نصر أكتوبر المجيد لم يكن صدفة، بل ثمرة إيمانٍ صادق، وتضحية، وتخطيط علمي دقيق، جسد قدرة المقاتل المصري على تحويل الهزيمة إلى انتصار.

وتحدث البطل العسكري عن رحلة الإعداد لمعركة أكتوبر، موضحًا أن النصر لم يكن وليد يوم، بل بدأ منذ لحظة الانكسار في يونيو 1967، حيث أعاد الجيش بناء نفسه بالإيمان والعزيمة حتى تحقق النصر في العاشر من رمضان عام 1973، قائلًا: “لم تكن لدينا إمكانيات كبيرة، ولكن كان معنا السلاح الأعظم.. كلمة (الله أكبر) التي زلزلت قلوب العدو.”

وأشار إلى أن مصر اليوم تواصل معاركها بوعي وإصرار، سواء في الدفاع عن الأمن القومي أو في تحقيق السلام العادل ورفض الظلم، مستشهدًا بدور القيادة المصرية في وقف حرب الإبادة على غزة وتوحيد المواقف الدولية لإقرار السلام، مؤكدًا أن “مصر كانت دائمًا صاحبة الريادة في الحرب والسلام”.

وأضاف اللواء نبيل أبو النجا في كلمته التي تفاعل معها طلاب الإعلام، قائلًا: “علينا أن نؤمن أن لا أحد أفضل من المصري.. فالعقلية المصرية فريدة، والروح المصرية لا تُقهر. كل أزمة نمر بها هي اختبار لصبرنا وإيماننا.”

وشدد على أهمية الإيمان والعمل والإخلاص للوطن، موضحًا أن “من يجعل الدنيا أكبر همه يجعل الله فقره بين عينيه”، داعيًا الشباب إلى الصبر، والعمل الجاد، والتمسك بالقيم الوطنية والأخلاقية التي قامت عليها الأمة المصرية.

ووجه حديثه لطلاب الإعلام قائلًا: “أنتم جنود الكلمة، سلاحكم الصدق، ومعركتكم هي الوعي. فكما انتصرنا في أكتوبر بالإيمان والسلاح، انتصروا أنتم بالوعي والفكر والكلمة الصادقة.”

وأشار إلى أن مصر اليوم تواصل معاركها بوعي وإصرار، سواء في الدفاع عن الأمن القومي أو في تحقيق السلام العادل ورفض الظلم، مستشهدًا بدور القيادة المصرية في وقف حرب الإبادة على غزة وتوحيد المواقف الدولية لإقرار السلام، مؤكدًا على أن مصر كانت دائمًا صاحبة الريادة في الحرب والسلام.

وعلى هامش الندوة عزفت فرقة موسيقية من دار الأوبرا المصرية مقاطع موسيقية وطنية، تتناسب مع أجواء الندوة، كما تم تكريم اللواء نبيل أبو النجا، ومنحه درع الأكاديمية، وكذلك تم تكريم الفرقة الموسيقية.