شباب الإعلاميين..رؤية جديدة لإعلام المُستقبل

أ.د. سهير صالح
الإعلام جزءٌ أساسيٌ من النشاط البشري، فمن خلاله نرى العالم، وأصبح مكونًا من مكونات سلوكياتنا اليومية، ووعينا المُجتمعي، وبجهود الشباب يصبح إعلام المُستقبل أكثر استدامة، بالجمع بين الحلول التقنية الذكية، والحقائق والقيم والأخلاقيات.
ودائمًا وأبدًا وسائل الإعلام وجهة للمبدعين، والمبتكرين، والمؤثرين، فشباب الإعلام قادرون على بناء مستقبلهم، من خلال الأفكار، والقيم، والهوية المُتميزة، التي تجعلهم مثالًا يُحتذى به في مُجتمعاتهم، ونتاجهم الإعلامي الإبداعي والمُبتكر.
ومع تخرج جيل جديد من شباب الإعلام، نثمن أهمية تطوير البنية التحتية الاتصالية والتقنية، واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، وتوفير محتوى مصري قادرٌ على الحد من تدفق الأخبار الزائفة عبر الإنترنت، والعمل على إيجاد فرص للتعاون البحثي والتقني مع الدول العربية المحيطة، والانفتاح على تجاربٍ عالميةٍ؛ لتطوير التقنيات الإعلامية، وإنشاء زمالات إقليمية وعالمية مع شباب العالم.
فليس من المقبول الحديث عن المستقبل، دون أن يكون الشباب شركاء أساسيين في كل النقاشات التي تدور حول تطوير الإعلام.
الرهان اليوم حول صناعة محتوى إعلامي يُخاطب الشباب، ويتناسب مع أفكارهم الإبداعية، وإيجاد الأدوات والمنصات الرقمية التي تُقدم لهم تجربة إعلامية أكثر تأثيرًا وجاذبية، مع طرح عددٌ من قصص النجاح الملهمة؛ للسير نحو المستقبل، ومن هنا يأتي دور الدولة في اكتشاف وإعداد وتدريب المواهب الإعلامية الوطنية، وصقل مهاراتهم، تأكيدًا لدور الشباب في صنع إعلام عربي بمعايير عالمية، وبناء منظومة إعلامية عربية متميزة وشابه، تحقق التقارب بين الثقافات مع العالم، ويكون لها دورٌ مؤثرٌ في مد جسور التواصل، وتفعيل الشراكات البناءة مع مؤسسات الإعلام الرائدة في أنحاء العالم؛ بهدف تطوير الأداء الإعلامي، وإنتاج محتوى جاد، والاستفادة من نقاط القوة، والخبرة في المشهد الإعلامي سريع التطور.
ونحن نعول على الإعلاميين الشباب؛ لقيادة إعلام مصري وعربي قادر على التعامل مع هذه التقنيات المتسارعة، ونقل صورة مُميزة عن مجتمعنا، ومواكبة التطورات العالمية، وتوظيف المهارات التكنولوجية المُتقدمة في تطبيق أفكارهم، وضخ دماء جديدة في الإعلام المصري والعربي، فكرًا وممارسةً.