اقتصاديون يؤكدون: صفقة رأس الحكمة توفر الدولار وتوقف اللجوء للسوق السوداء

- د. هشام إبراهيم: انخفاض الأسعار يحتاج الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بجانب مشروع رأس الحكمة
تقرير: عبد الرحمن محمود حامد
تم الإعلان عن المُخطط الاستراتيجي لمدينة رأس الحكمة، من خلال الشراكة مع كياناتٍ عالميةٍ، مًستهدفًا التنمية العمرانية، ووضع المدينة في خريطة السياحة العالمية خلال الـ5 سنوات القادمة؛ حيث تقع على رأس الساحل الشمالي، وتمتد شواطئها من منطقة الضبعة في الكيلو 170 بطريق الساحل الشمالي الغربي، وحتى الكيلو 220 بمدينة مطروح التي تبُعد عنها 85كم.
مشروع رأس الحكمة
قال الدكتور عمرو صالح، أستاذ الاقتصاد السياسي، ومُستشار البنك الدولي السابق في أحد البرامج التلفزيونية، إن الجهاز المصري كان له دورًا في إعادة التوازن في السوق؛ مُضيفًا أنه يوجد خطةٌ مُحكمةٌ، تتمكن من اللعب بالسياسات المالية والاقتصادية، وجذب الاستثمار الخارجي المُباشر، من خلال التعاون في الإمارات؛ مُضيفًا أنه تم الاتفاق من قبل على ٣ مليارات دولار؛ لكن تم الحصول على ٨ مليار دولار، وتم العمل بطريقةٍ مهنية جدًا، والتعامل مع التجار والمُستهلكين، والجهاز المصري، وأصحاب الودائع.
توفير الدولار وانخفاض الأسعار
وأشار الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن الصفقة ستُدخل العملة الدولارية، وتُزيد من الاحتياطي الأجنبي بالبلاد، مما يُتيح استيراد مُستلزمات الإنتاج الهامة والسلع الاستراتيجية، وتلبية احتياجات المُستوردين والبضائع الموجودة بالجمارك، وتبطل حجة شراء الدولار من السوق السوداء بـ 70 جنيهًا؛ ولو بشكلٍ مؤقتٍ، وهو ما يؤثر على الأسعار إيجابيًا.
كما أضاف الدكتور هشام إبراهيم، الخبير الاقتصادي، أن الأسعار ستتراجع؛ ولكن ليس بهذا المشروع فقط، بل بالإضافة إلى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو ما يضمن دخول النقد الأجنبي، الذي يُهدئ الأسعار قليلًا.
مُخطط التنمية العمرانية بـ رأس الحكمة
الجدير بالذكر أن وزارة الإسكان، أكدت في تقريرٍ سابقٍ لها، أن مدينة رأس اﻟﺣﻛﻣﺔ الجديدة، ستكون ﻣﻘﺻدًا ﺳﯾﺎﺣيًا ﻋﺎﻟﻣيًا، ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻘوﻣﯾﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺳﺎﺣل اﻟﺷﻣﺎلي اﻟﻐربي، وهو ما سينعكس على تحقيق ﻣﺟﻣوﻋﺔٍ ﻣن اﻷھداف والغايات؛ ومنها: إنشاء ﻣدﯾﻧﺔ ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﺑﯾﺋﯾﺔ ﻣُﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣر اﻟﻣﺗوﺳط، تُنافس مثيلاتها ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ، مع ﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣُﺟﺗﻣﻊٍ ﺣﺿريٍ ﻣُﺳﺗدام ﯾﺗﻧﺎﻏم ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣوﻗﻊ، وتوفير اﻷﻧﺷطة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣُﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺣﻠﻲ.
ويستهدف مخطط التنمية العمرانية لمصر 2052م، ضمن أولوياته، التنمية العمرانية المُتكاملة لمنطقة الساحل الشمالي الغربي، باعتبارها من أكثر المناطق القادرة على استيعاب الزيادة السكانية المُستقبلية لمصر، من خلال خلق أنشطة اقتصادية مُتميزة توفر العديد من فرص العمل، وتُسهم في مُضاعفة الرقعة المُعمورة.
ومن المُستهدف أن تتحول مدينة رأس الحكمة، شرق مدينة مرسى مطروح، كإحدى أهم الواجهات الأكثر سياحية حول العالم، على غرار العلمين الجديدة؛ نظرًا لقربها من مطار العلمين الجديدة، وستعمل على جذب ملايين السياح من مُختلف دول العالم بشواطئها الدافئة شتاءً، وتمتد المدينة الجديدة بطول 4 كيلو متراتٍ على الشريط الساحلي، بعمق يصل إلى 4 كيلو متراتٍ.
كما يتضمن مُخطط المدينة، استغلال ظهير الاستصلاح الزراعي في إنشاء تجمعات عمرانيةٍ جديدةٍ، قائمةٍ على الأنشطة السياحية، والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعي والتعدين، إضافة إلى أنشطة سياحة السفاري، ومن المُقرر أن تستوعب المدينة 300 ألف نسمةٍ من السكان، بالإضافة إلى جذب 3 ملايين سائحٍ سنويًا، من خلال التركيز على سياحة اليخوت، والسياحة الشاطئية، والبيئية والصحراوية.
وتضم المنطقة أنماطًا مُتعددةً، ومقوماتًا جاذبةً للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالي الغربي لنحو 400 كم من غرب الإسكندرية، وحتى الحدود الغربية للجمهورية، بطولٍ نحو 90 كم من غرب الإسكندرية، وحتى العلمين، ومن العلمين وحتى رأس الحكمة بطولٍ نحو 130 كم، ومن النجيلة وحتى السلوم بطولٍ نحو 130 كم، وتضم بداخلها شرق وغرب مدينة مرسى مطروح، بطولٍ نحو 90 كم، وتزخر بعددٍ من المناطق الأثرية.