الحياة المُصمَمة

بقلم سامي محمد المرسي
هل فكرت ذات مرة في تصميم حياتك؟ ربما خطرت على بالك الفكرة، لكنك اعتقدت أنها مُستحيلةٌ، أو غير مقبولةٍ، لكن عليك أن تُجرب، لن تخسر شيئًا، ضع الجمال عنوانك، والساعة ميزانك، وأبدأ في تنفيذ فكرتك التي ولدت كخيالٍ في رأسك، ارسمها على الورق بشكلٍ جميلٍ، وحاول أن تقنع نفسك بها، وعندما تثق في قناعاتك ستكون مؤهلًا بالتنفيذ، لكن إذا كنت مُترددًا ستكون كل الأمور صعبة أمامك، فالحياة خلاقة، ومُمتلئة، ومُتغيرة، ومُتطورة، وهناك دائمًا احتمال المُفاجأة، فكن مُستعدًا لذلك دائمًا، ويجب عليك الإجابة بعنايةٍ على الأسئلة المُهمة؛ مثل: ماذا أريد أن أكون؟ وكيف ستكون حياتي؟ كيف أجد الوظيفة التي أحبها؟ كيف يكون بإمكاني إيجاد مهنة من شأنها أن تمنحني الحياة التي أحبها؟ كيف أوازن بين مُستقبلي وعائلتي؟ كيف أكون إنسانًا مُختلفًا عن غيره ويضيف جديدًا يمكنه أن يُحقق قفزة غير مسبوقةٍ؟
مُهم جدًا وجود إجابات منطقية عن هذه الأسئلة، وإذا لم نحصل على الوقت الكافي، فقد تتخلى عنا القناعة، والسعادة، والرضا، والرفاهية، لأن ديناميكية الحياة كلها تدور هدفها الأساسي حول النمو، والتغيير، فالحياة ليست راكدةً، ولا تتعلق بالنتائج والوجهات، وديناميكيات الحياة هي التي تجعلها مُثيرة للغايةً؛ بالتأكيد.
فمن المهم أن ترى عملك كنظامٍ، وطالما واصلت التحرك في الاتجاه الصحيح، يُمكنك تصميم حياتك، ولذا يجب أن تُخطط لرحلتك؛ لتحديد المسار والاتجاه والاستمتاع بالرحلة، ويجب أن تعرف أين تقف، وبالتالي سيكون تحركك مُدروسًا، وأن تنظر إلى الحياة على أنها توازن بين أربعة أجزاءٍ مُختلفةٍ “الصحة، العمل، الحب، المرح”، لأن “الصحة” هي الأهم، فبدونها لا يمكنك الاستمتاع بحياتك، وقيم درجات لنفسك في كل مجالٍ من هذه المجالات سالفة الذكر في حياتك.
تخلص من أي سلبياتٍ وعالجها بالتدريب، وابحث عن المُشكلة الحقيقة قبل البدء في حلها، حتى يمكنك حلها بشكلٍ صحيحٍ؛ لتصميم حياةٍ تستحق العيش، فعليك أن تُحدد الأشياء التي تُبقيك مشغولًا ونشطًا، وتابع أنشطتك اليومية بعنايةٍ، ومن أهم الأمور هو ألا تعتقد أنه عليك أن تعيش بطريقةٍ واحدةٍ فقط، فبمجرد أن تُدرك أنه يُمكنك أن تعيش حياة سعيدة ومرضية بعدة طرقٍ مُختلفةٍ، افتح عينيك على تصميم حياتك، سيمنحك حصانة ضد الفشل، وهذا يعني استخدامها كوسيلةٍ للتعلم، واكتساب الخبرة.