المرأة ودورها في ثورة 1919..رائدات العمل الثوري و صانعات التغيير في مصر

كتبت: نبيلة روماني
على مر التاريخ كانت المرأة المصرية أيقونة بكل مراحل التاريخ وكانت بداية انخراطها بالحياة السياسية بعد مشاركتها فى ثورة 1919 فشاركت بجدارة وشجاعة بعد اعتقال زعيم الأمة سعد زغلول وانطلقت المظاهرات النسائية وضحى بعضهن بأرواحهن ..، وكانت ثورة 1919 هي الشرارة الأولى التي تحررت بها المرأة وأقحمت ذاتها فى الحياة السياسية، ومن أبرز مكتسبات ثورة 1919 للمرأة تشكيل لجنة للسيدات الوفديات، وجاءت بعد أن أشار بتشكيلها سعد زغلول، وذلك بغرض أن تعمل النساء جنبا إلى جنب مع الرجال في سبيل مقاومة الاستعمار، ومن ناحية أخرى حتى يواسين الجرحى الذين يطالهم بطش قوات الاحتلال الإنجليزي، وجرى تأليف أول لجنة برئاسة شريفة هانم رياض.
المشاركة في الاحتجاجات
كانت المرأة المصرية جزءًا أساسيًا من الثورة ضد الاحتلال البريطاني في عام 1919. فقد شاركت في المظاهرات والاعتصامات، وقادت العديد من المسيرات التي طالبت بالاستقلال. النساء في مصر، من جميع الطبقات الاجتماعية، خرجن إلى الشوارع للاحتجاج على الاحتلال البريطاني، سواء في المدن الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية أو في القرى.
المشاركة في العمل السياسي
ولم تقتصر مساهمة النساء المصريات على المشاركة في المظاهرات فقط، بل ساهمن في تنظيم الأنشطة السياسية من خلال جمع التبرعات، وكتابة المنشورات، وتوزيعها، حتى أن بعضهن لعبن دورًا في نقل الرسائل بين الزعماء السياسيين.
التعليم والتثقيف
في فترة ما قبل 1919، كانت الفرص التعليمية محدودة للغاية بالنسبة للنساء لكن مع اندلاع الثورة، بدأ عدد من النساء المصريات في السعي إلى التعليم، سواء من خلال مدارس خاصة أو بتشجيع من المؤسسات النسائية الجديدة. وهذا ساعد في نشر الوعي السياسي بينهن وتوسيع مشاركتهن في الحياة العامة.
الرموز النسائية البارزة
من أبرز الشخصيات النسائية التي لعبت دورًا كبيرًا في ثورة 1919 كانت هدى شعراوي، التي كانت من مؤسسي الاتحاد النسائي المصري وكان لها دور كبير في تحفيز النساء على المشاركة في الأحداث. كما كانت فاطمة اليوسف، المعروفة بلقب “روز اليوسف”، من الصحفيات البارزات اللواتي نشرن مقالات ومواقف سياسية تدعم القضية الوطنية.
صفية زغلول “أم المصريين”
هي من أبرز الشخصيات التي أسهمت في إشعال الثورة وشاركت فى تكوين هيئة وفدية من النساء عام 1919، بهدف تحقيق المطالب القومية للمرأة المصرية بالثورة ولقبت بـ “أم المصريين ” لنضالها الوطني وشجاعتها بالمظاهرات النسائية ، وفى 9 مارس 1920 اجتمعت السيدات في منزل سعد زغلول، وألهبت “أم المصريين” ،صفية زغلول، حماسة السيدات، وأكدن مطالبهن القومية، التي كان على رأسها تعليم المرأة حتى مرحلة الجامعة، والسماح لها بالانخراط في العمل السياسي، وتكوين الأحزاب، والإسهام في دفع عملية التنمية والإصلاح.
ويذكر التاريخ أنها حولت بيت الزوجية إلى بيت الأمة وكان مصدر قلق للإنجليز بعد نفى سعد زغلول، لأنها فتحت أبوابه للثوار والمناضلين، وكانت البيانات والمنشورات يتم طباعتها في المنزل، وكانت تنطلق منه المظاهرات العارمة لتجوب شوارع القاهرة.
سيزا نبراوي
زينب محمد مراد عرفت بـ”سيزا نبراوي ” وتعتبر من رائدات الحركة النسائية حيث اشتركت في تنظيم وقيادة أول مظاهرة نسائية ضد سلطات الاحتلال الإنجليزي.
التأثير الاجتماعي والسياسي
عام 1919 كان عامًا مفصليًا في تاريخ المرأة المصرية، حيث أظهرت المرأة قوة كبيرة في المقاومة والنضال من أجل الاستقلال. لم يكن دورها في الثورة محصورًا فقط في المظاهرات، بل كان لها حضور قوي في المجال السياسي والاجتماعي والثقافي. هذا التأثير ساعد في رسم ملامح مرحلة جديدة للمرأة في مصر، وزيّنت الطريق للمطالبات بحقوق المرأة في السنوات التالية.