# Tags
#تحقيقات وحوارات #تعليم

من يتحمل المسؤولية؟.. التنمر المدرسي بين ضعف القوانين وغياب التوعية

من السخرية إلى العنف الجسدي.. كيف يتطور التنمر بين الطلاب؟
الاكتئاب والقلق والعزلة.. التنمر يطارد الأطفال داخل وخارج المدارس

كتبت: مهرائيل مجدي لمعي

يُعد التنمر داخل المدارس، من الظواهر الاجتماعية والنفسية الخطيرة، التي تُهدد سلامة البيئة التعليمية، ويُعرف أنه سلوكٌ عدوانيٌ مُتكررٌ، يهدف إلى إيذاء شخصٍ آخر “نفسيًا أو جسديًا”، ويشمل الإساءة “اللفظية أو الجسدية أو الاجتماعية”، وبالرغم من تطور أساليب التعليم، واهتمام المجتمعات بتربية الأجيال، إلا أن ظاهرة التنمر لا تزال تنتشر في المدارس بمختلف مراحلها، مما يستدعي دراسة أسبابها، وأنواعها، وآثارها، واقتراح سبل العلاج والوقاية منها.
أسباب التنمر في المدارس
ووفقًا للتقاريرٍ السنوية عن بيئة المدرسة، الموجودة على الموقع الرسمي لوزارة التربية والتعليم، فأن العوامل الأسرية تلعب دورًا مهمًا، فغالبًا ما يكون المتنمرون من بيئات أسرية مضطربة، تفتقر إلى الدعم العاطفي، أو تسودها أساليب التربية العنيفة، أو الإهمال، مما يؤدي إلى توليد العدوانية في سلوك الأبناء.
وتساهم البيئة المدرسية في تفشي الظاهرة أيضًا، فقد يؤدي ضعف الرقابة، أو غياب القوانين الصارمة، أو التساهل مع المُتنمرين، إلى ازدياد انتشارها، إلى جانب غياب الأنشطة الإيجابية الموجهة للطلبة، كما أن التفاوتات الاجتماعية أو الجسدية بين الطلاب قد تكون من أبرز الدوافع للتنمر، كأن يُهاجَم الطالب بسبب “شكله، طبقته الاجتماعية، لغته، ديانته”.
أنواع التنمر
ووفقًا لدليل مواجهة التنمر، للمدارس وأولياء الأمور، الذي أصدرته منظمة اليونسيف، فإن “التنمر الجسدي”؛ يتمثل في: “الضرب، الدفع، إتلاف ممتلكات الطالب”، أما “التنمر اللفظي”؛ يشمل: “الشتائم، السخرية، إطلاق الألقاب، الإهانات العلنية”، و”التنمر الاجتماعي”؛ يشمل: “عزل الطالب من الجماعة، نشر الشائعات عنه، تحريض الآخرين عليه”، وأخيرًا “التنمر الإلكتروني”، يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو الرسائل النصية، ويُعد الأخطر؛ لصعوبة السيطرة عليه، وسرعة انتشاره.
آثار التنمر على الطلاب
ويؤثر التنمر على الضحية بشكلٍ كبيرٍ؛ حيث يُضعف من ثقته بنفسه، ويجعله يميل إلى الانعزال، الذي يؤدي إلى الاكتئاب، أو التفكير في الانتحار، أما “المُتنمر” فيتطور سلوكه العدواني مُستقبلًا إلى مشاكلٍ قانونية، أو سلوكية كـ “الجرائم أو العنف المجتمعي”، كما أن البيئة التعليمية تتضرر بشدة من انتشار التنمر، مما يُقلل من شعور الطلاب بالأمان والانتماء.
سبل الحد من الظاهرة
وللحد من ظاهرة التنمر، فيجب على المدرسة وضع سياسات واضحة لمواجهتها، وتفعيل آليات الإبلاغ الفعالة، إلى جانب تدريب المعلمين والإداريين على التعامل مع الحالات المُختلفة، ودمج برامج التوعية بمخاطر التنمر داخل الأنشطة والمناهج.
أما من جانب الأسرة، فعليها أن تُعزز التواصل الإيجابي مع الأبناء، وتعلمهم احترام الآخرين، والتعاطف معهم، ومراقبة سلوكهم، ومُساعدتهم في حل مُشكلاتهم الاجتماعية.
كما أن التدخل المجتمعي والإعلامي لا يقل أهمية، من خلال دعم حملات التوعية، وتقديم نماذج إيجابية في الإعلام، تروج لقيم التسامح والتفاهم، والحد من عرض سلوكيات العنف أو العدوانية بشكلٍ طبيعي أو فكاهي.
فالتنمر في المدارس ليس مجرد سلوكٍ فرديٍ عابرٍ؛ بل هو ظاهرة لها جذورها وأبعادها المُتعددة، ويتطلب مكافحته تكاتفًا بين “الأسرة، المدرسة، والمجتمع”، من خلال التوعية، والرقابة، والحزم، ويمكن خلق بيئة تعليمية آمنة تتيح لكل طفلٍ أن يتعلم وينمو دون خوفٍ أو قلقٍ، وعلينا أن نغرس في نفوس طلابنا قيم الاحترام، والتسامح، والرحمة؛ لنصنع جيلًا أقوى نفسيًا واجتماعيًا.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *