#مقالات رأى

رؤساء تحرير المستقبل

بقلم- أحمد سليمان:

رئيس تحرير جريدة المساء
وبوابة الجمهورية أون لاين
وكتاب الجمهورية

الكثيرون منا ربما كان يحلم أثناء دراسته بالعمل فى مجال أو تخصص معين وأخذته احلامه بعيداً، ولكن بعد احتكاكه بالواقع العملى أعاد التفكير وتحولت بوصلة مستقبله ربما من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
ليس عيبا ان تغير حلمك بعد اكتشاف الحقائق سواء عن طريق التدريب العملى، او ربما من خلال محاضرة استمعت إليها من أحد الأساتذة، أو نصيحة مخلصة من ناصح أمين صادق يتمنى لك الخير، المهم أن تلحق نفسك وتغير بوصلة مستقبلك قبل فوات الأوان.
كثيرون ايضاً حددوا طريق مستقبلهم وأصروا عليه على الرغم من العقبات التى اكتشفوها فى طريق تحقيق أحلامهم.
كلا النوعين على صواب، ولكن المهم هو الاحتكاك بالواقع العملى حتى تكون واقعيا عندما تتخذ قرارك إما باستكمال تحقيق حلمك بالتخصص المعين الذى حددته قبل الاحتكاك بالواقع، أو تغيير أحلامك لتناسب قدراتك ومواهبك والواقع العملى أيضاً.
ونحن فى جريدة المساء وبوابة الجمهورية أون لاين وكتاب الجمهورية تلك الإصدارات التابعة لمؤسسة دار التحرير للطبع والنشر نحرص على نقل الخبرات من الأجيال السابقة إلى الجيل الحالى ثم جيل المستقبل، على الرغم من اختلاف المعطيات والأدوات وبالتالى المخرجات.
لذلك فإنناعندما فتحنا باب التدريب لطلبة الإعلام بمؤسسة دار التحرير خلال الإجازة الصيفية لهذا العام كان أول من بدأنا به البرامج التدريبية طلبة المعهد الدولى العالى للإعلام باكاديمية الشروق لما لمسنا فيهم من خلال مشروعات التخرج لطلبة السنة النهائية من مواكبة للواقع العملى فى المؤسسات الصحفية، بل احيانا يفوق الطلبة بمعلميهم الواقع الحالى ويخترقون المستقبل فى طريقة التفكير والأداء واصبحت مشروعات التخرج تتفوق على صحف ومجلات ومواقع إليكترونية تعمل على أرض الواقع، وهذا لمسته بنفسي اثناء مناقشة الطلبة فى مشروعات تخرجهم هذا العام.
هذا التفوق لم يأت من فراغ ولكن من المؤكد أن خلفه مجهودات أصحاب ومسؤولى واساتذة المعهد الذين درسوا الواقع العملى ونقلوه لأبنائهم من الطلبة والطالبات.
هذا بالفعل ما لمسته اثناء الدورة التدريبية لأول مجموعة من طلبة المعهد الذين جاءوا بفكر متفتح يريدون الاستفادة من كل كلمة، وسبقهم اساتذتهم ومنم د. رامى عطا رئيس قسم الصحافة بالمعهد ود. ……. لكى يطمئنوا إلى أننا نقدم جديداً فى هذه الدورة التدريبية، وهذه فى حد ذاتها أمانة تجاه ابنائهم الطلبة والطالبات نشكرهم عليها.
قدمنا للطلبة جانبا نظريا من الواقع العملى تضمن نقل خبرات الزملاء مديرى التحرير ونواب رئيس التحرير ورؤساء الأقسام الصحفية فى مجالات اساسيات العمل الصحفى وإجراء التحقيقات الصحفية والمونتاج وإنشاء المحتوى فى الصحافة الإليكترونية وصحافة الفيديو وإعداد تقارير بتقنية الذكاء الاصطناعى وهى التقنية التى كنا أول من يطبقها بين المواقع الإليكترونية والصحف فى مصر، ونجح طلبة المعهد فى إعداد وتنفيذ أول فيديو وتقرير بهذه التقنية التى من المنتظر أن تسيطر على كل مجالات العمل خلال فترة وجيزة، وربما تكون هذه الدورة التدريبية سبباً لعدد كبير من الطلبة فى تغيير أحلامهم وتخصصهم ويفكرون فى تغيير بوصلة مستقبلهم كما ذكرت فى بداية كلامى.
بعد يومين إن شاء الله سوف ينطلق طلبة المعهد فى الجزء العملى من الدورة التدريبية، وهو إجراء التحقيقات الصحفية من الشارع والتواصل مع المصادر الصحفية بعد طرح الطلبة لأفكارهم ومناقشتهم فيها وشرح كيفية تنفيذ الفكرة والتعامل مع المصادر أو المواطنين فى الشارع ثم كيفية كتابة الخبر أو التحقيق أو التقرير سواء لجريدة المساء او لموقع بوابة الجمهورية أون لاين ، فالكتابة لصحيفة ورقية تختلف عن الكتابة لموقع إليكترونى.
كنت حريصاً على استقبال طلبة المعهد قبل وبعد كل مرحلة من مراحل الدورة التدريبيبة لمعرفة انطباعاتهم ومدى استفادتهم ، ولمست منهم السعادة بخوض التجربة وحماسهم لاستكمال الدورة بكل همة ونشاط حتى أنهم جميعاً طلبوا العمل فى يوم الأجازة الرسمية لمعظم الصحفيين.
الأمانة والعمل بضمير تحكم عملنا ، وحرصٌنا على ان يستفيد الطلبة من هذه الدورة التدريبية هو أهم من أى شئ آخر لأن هذه رسالتنا .. فقد وجدنا فى بداية طريقنا من استقبلنا وعلّمنا ونقل إلينا خبراته حتى أصبحنا رؤساء تحرير، وها نحن اليوم نستكمل الرسالة تجاه أبنائنا وبناتنا طلبة المعهد الدولى العالى للإعلام باكاديمية الشروق الذين أعتقد أنه سيكون بينهم رؤساء تحرير فى المستقبل إن شاء الله.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *