أسعار تذاكر مونديال 2026 تثير موجة غضب عارمة.. هل تعزف الجماهير عن مباريات البطولة؟
كتب:عبدالرحمن ابراهيم
تترقب جماهير وعشاق كرة القدم العالمية بشوق كبير موعد انطلاق الحدث الكروي العالمي الأهم “مونديال 2026” بمشاركة 48 منتخبا، لأول مرة في تاريخ البطولة، ورغم أن فعاليات البطولة ستنطلق في شهر يوليو 2026 إلا أن هناك جدل واسع وغضب جماهيري عارم في الأوساط الرياضية بسبب الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر مباريات المونديال.
ومع إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فتح باب بيع التذاكر للبطولة المقرر تنظيمها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، كشفت الأرقام عن زيادات غير مسبوقة في أسعار الدخول، أثارت موجة غضب وانتقادات واسعة، وسط مخاوف من إقصاء شريحة كبيرة من الجماهير عن الحدث الكروي الأهم في العالم قبل أن تنطلق.
تبدأ أسعار تذاكر المباراة النهائية من نحو 4195 دولارًا، بينما قد تصل إلى 8680 دولارًا للمقاعد المميزة، وهي أرقام تُعد الأعلى في تاريخ البطولة.
ولم يقتصر الارتفاع على الأدوار المتقدمة، إذ شهدت مباريات دور المجموعات زيادات حادة أيضًا، حيث يبلغ متوسط سعر التذكرة نحو 380 دولارًا للمباريات العادية، بينما يصل إلى قرابة 500 دولار للمواجهات الكبرى بين المنتخبات ذات الشعبية الواسعة، مثل لقاء كرواتيا وإنجلترا المقرر إقامته في مدينة دالاس. أما الفئة الأقل سعرًا، فتبدأ من 265 دولارًا، مع محدودية كبيرة في عدد التذاكر المتاحة ضمن هذه الشريحة.
وفي هذا السياق، أعربت منظمة Football Supporters Europe ،وهي منظمة غير ربحية تمثل مشجعي كرة القدم في أوروبا، عن استيائها الشديد ووصفت السياسة التسعيرية الحالية بأنها “خيانة تاريخية لروح كأس العالم”، مؤكدة أن المشجع العادي بات خارج حسابات البطولة، في ظل هذه الأرقام المرتفعة.
وبحسب تقديرات المنظمة، فإن المشجع الذي يرغب في متابعة منتخب بلاده منذ المباراة الافتتاحية وحتى النهائي، يحتاج إلى ما لا يقل عن 6900 دولار، وهو ما يعادل نحو خمسة أضعاف التكلفة التي تطلّبها حضور مونديال قطر 2022.
في المقابل، دافع الاتحاد الدولي لكرة القدم عن سياسته، معتبرًا أن الأسعار تعكس طبيعة العرض والطلب في الأسواق المستضيفة، لا سيما في أمريكا الشمالية، التي تشهد طلبًا مرتفعًا على الفعاليات الرياضية الكبرى.
كما أوضح “فيفا” أن إعادة بيع التذاكر ستتم حصريًا عبر منصة رسمية معتمدة، مع فرض عمولة تبلغ 15% على كل من البائع والمشتري، في خطوة تهدف بحسب وصفه إلى الحد من السوق السوداء وضمان شفافية عمليات البيع.
وتشير توقعات الاتحاد الدولي إلى أن تحقق البطولة إيرادات تتجاوز 11 مليار دولار، مقارنة بنحو 7.6 مليار دولار في كأس العالم 2022، مدفوعة بتوسّع البطولة إلى 48 منتخبًا وزيادة عدد المباريات.
يظل السؤال مطروحًا،هل كأس العالم يسير بخطى متسارعة نحو فقدان هويته كـ”بطولة الشعوب”، ليتحول تدريجيًا إلى عرض رياضي فاخر لا يستطيع حضوره سوى النخبة القادرة؟
English 
















































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































