كتب– محمد منصور:

أكد اللواء دكتور أحمد عبدالرحيم، رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، أن العالم يعيش لحظة تحول فارقة تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة إدراك المؤسسات التعليمية والعلمية في مصر لطبيعة هذا التحول، ومواكبته بصورة عملية تضمن للدولة مكانًا متقدمًا في سباق الابتكار والتكنولوجيا.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي حول “تطبيقات الهندسة الذكية”، الذي ينظمه المعهد العالي للهندسة بأكاديمية الشروق، بمشاركة نخبة من الوزراء السابقين، والخبراء، والعلماء، ورؤساء المعاهد، وأعضاء هيئة التدريس، وحضور واسع من الباحثين والطلاب.

ورحب رئيس الأكاديمية بكبار الحضور، وفي مقدمتهم د. جودة غانم، رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشئون المعاهد، ود. محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. حسام الدسوقي عميد المعهد، إلى جانب عدد من الوزراء السابقين، بينهم د. حسين العفطي وزير الموارد المائية الأسبق، ود. وائل الدجوي وزير التعليم العالي الأسبق، فضلًا عن قيادات الجهاز الإداري والهيئات العلمية بالأكاديمية.

وقال “عبدالرحيم” في كلمته إن الذكاء الاصطناعي أصبح “مفردة العصر” ومحورًا لثورة علمية تفرض نفسها على مختلف القطاعات، موضحًا أن العالم يشهد يوميًّا ابتكارات جديدة تعكس حجم التطور في هذا المجال، واستشهد بتجربة شخصية واجهها مؤخرًا خلال مشاركته في لقاء عام، حيث عرض عليه أحد الحضور نموذجًا رقميًا لامرأة افتراضية تم توليدها من خلال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه النوعية من الاستخدامات ليست هي ما تحتاجه مصر، وأضاف: “نحن بحاجة إلى ذكاء اصطناعي يخدم البناء والتنمية، لا الذكاء الافتراضي الذي يُستخدم للترفيه أو التشويه أو إضاعة الوقت.”

وانتقد رئيس الأكاديمية الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي بطريقة سلبية، معتبرًا أنها أصبحت مساحة للتجاوزات والشتائم والمهاترات، وهو ما لا يخدم تقدم المجتمع، قائلًا: “بهذا الشكل لا يمكن لمصر أن تتقدم.. التقدم يكون باستخدام التكنولوجيا في الصناعة والزراعة والتعليم والإدارة الذكية، وليس في الإساءة للآخرين.”

وأشار إلى أن أكاديمية الشروق دخلت بالفعل مسار التطوير عبر إطلاق شعبتين متخصصتين هذا العام؛ الأولى في الذكاء الاصطناعي بمعهد الحاسبات، والثانية في مجال مرتبط داخل معهد الهندسة، وذلك بدعم مباشر من الدكتور جودة غانم، مؤكدًا أن هذه الخطوات تأتي استجابة لمتطلبات المرحلة الجديدة، واستعدادًا لمستقبل لا مكان فيه لمن يتأخر أو يكتفي بدور المستهلك.

وتوقف رئيس الأكاديمية أمام قضية تراجع الإقبال على دراسة الهندسة المدنية في السنوات الأخيرة، لافتًا إلى انتشار اعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي بات قادرًا على تصميم المباني والإنشاءات بكبسة زر، دون الحاجة لمكاتب هندسية متخصصة، معربًا عن أمله في أن يسهم المؤتمر في توضيح هذه المفاهيم، وتفنيد المبالغات، وتحديد الحدود العلمية الحقيقية لهذه التقنيات، قائلًا: “أتمنى أن يفك المؤتمر كل الطلاسم ويقدم رؤية وافية عن حدود الذكاء الاصطناعي في المجال الهندسي.”

ووجه اللواء دكتور أحمد عبدالرحيم الشكر لأعضاء هيئة التدريس، والهيئة المعاونة، والعاملين، وجميع فرق العمل التي ساهمت في تنظيم المؤتمر، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي لأي فعالية علمية يعتمد على الجهد الجماعي والإيمان بأهمية المعرفة، متمنيًا للمؤتمر أن يخرج بنتائج تدعم مسيرة الأكاديمية وجهود الدولة نحو التحول الرقمي والابتكار.