كتب- محمد منصور:

أكد الدكتور حسام عبد الغفار، مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن المشروع القومي لبناء الإنسان المصري هو حجر الزاوية في رؤية الدولة للتنمية المستدامة، مشددًا على أن الاستثمار في المواطن يجب أن يبدأ مبكرًا، وقبل دخول الطفل إلى المدرسة.

جاء ذلك خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر العلمي الثامن للإعلام، والذي نظمه المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، تحت عنوان: “الإعلام وبناء الإنسان“.

مأسسة مشروع بناء الإنسان

أوضح عبد الغفار أن شهر يوليو 2024 شهد نقطة تحول مهمة، عندما كلّف الرئيس عبد الفتاح السيسي الدكتور خالد عبد الغفار، نائبًا لرئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، في خطوة تهدف إلى مأسسة مشروع بناء الإنسان المصري الذي بدأ الرئيس في ترسيخه منذ توليه المسؤولية قبل أكثر من عقد.

وأشار إلى أن المشروع يقوم على رؤية شاملة تتجاوز التعليم وحده، وتركز على الحالة الصحية والنفسية والاجتماعية والذهنية للمواطن منذ ولادته.

“تحسين التعليم لا يكفي وحده”

طرح عبد الغفار تساؤلًا محوريًا خلال كلمته: “ماذا لو طوّرنا المناهج، ورفعنا رواتب المعلمين، وخففنا كثافة الفصول، لكن الطفل الذي يتعلم يعاني من التقزم أو فقر الدم أو أمراض مزمنة؟“.

وأجاب قائلًا: “لا يمكن الحديث عن تحسين مخرجات التعليم دون ضمان صحة الطفل.. فالطالب المصاب بالتقزم لا يعاني فقط من نقص طولي، بل من ضعف في الإدراك والقدرة على التحصيل، وكذلك الحال مع المصابين بفيروسات أو أمراض تعيق النمو الذهني والبدني.”

دراسة: الزحام المروري يؤثر على تحصيل الطلاب بنسبة 52%

كشف عبد الغفار عن نتائج دراسة حديثة صدرت عام 2024، أظهرت أن الطلاب الذين يعانون من ازدحام مروري شديد في طريقهم إلى المدرسة ينخفض أداؤهم الدراسي بنسبة تصل إلى 52% مقارنة بزملائهم الذين يسلكون طرقًا هادئة وآمنة.

واستدل بهذه النتيجة ليوضح أن مشروعات البنية التحتية – كإنشاء الكباري والطرق – لا تندرج فقط تحت مسمى التطوير العمراني، بل هي أدوات مباشرة في تحسين جودة التعليم، وبالتالي في بناء الإنسان.

بداية جديدة منذ الولادة

في أغسطس 2024، أطلقت الدولة مبادرة رئاسية بعنوان “بداية جديدة”، تستهدف الإنسان منذ لحظة ميلاده وحتى سن 6 سنوات، وهي المرحلة التي وصفها عبد الغفار بأنها الأهم في تشكيل القدرات الذهنية والبدنية للطفل.

“85% من قدرات الإنسان تُكتسب قبل أن يبلغ سن السادسة.. بينما يبدأ التعليم الرسمي عند سن السادسة أو السابعة، مما يعني أننا فقدنا فرصة ذهبية للتأثير والتكوين المبكر.”

تكامل المبادرات الحكومية

أشاد عبد الغفار بروح التكامل بين الوزارات في تنفيذ مشروع بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن أي خلل في حلقة واحدة ينعكس على المنظومة بأكملها.

وضرب مثالًا توضيحيًا: “لو ذهبت في الصباح إلى الوحدة الصحية فتلقيت خدمة جيدة، ثم اتجهت إلى الشهر العقاري فوجدت طوابير وإجراءات معقدة، فإن التجربة العامة للمواطن ستتأثر سلبًا.. لذا لا بد أن تعمل كل المؤسسات بتناغم لخدمة الإنسان المصري في كل مراحل حياته.”

التعليم ليس فقط إلزاميًا.. بل مستمر مدى الحياة

وختم عبد الغفار كلمته بالإشارة إلى أن مشروع بناء الإنسان لا يرتبط بفترة التعليم المدرسي فقط، بل يمتد ليغطي مراحل الحياة كافة: من الميلاد وحتى ما بعد التقاعد.

وقال: “نحن أمام مشروع وطني ضخم، يرعاه السيد الرئيس بنفسه، ويستهدف بناء المواطن المصري في صحته، ووعيه، وتعليمه، وقيمه. وهذا هو المعنى الحقيقي للاستثمار في الإنسان.”

وذلك خلال كلمتها بالجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام باكاديمية الشروق، بحضور الأستاذة ياسمين خميس، واللواء دكتور أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، ودكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة، ودكتورة إلهام يونس وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر، ود. طارق سعده نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، ود. جودة غانم رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، نيابة عن دكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، ود. حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة، والمتحدث الإعلامي، ود. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، ووزير التعليم العالي سابقًا، ود. سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووزير الإعلام الأسبق، والفنان أشرف زكي نقيب الممثلين، ود. منى الحديدى أستاذ الإعلام وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، والكاتبة الصحفية سناء البيسي.