#مقالات رأى

ثورة الشات جي بي تي “ChatGPT”

بقلم: أ.م.د. هند يحيى

 

الشات جي بي تي ChatGPT، هو روبوت دردشة مجانٍ، قائم على الذكاء الاصطناعي، حظى في أواخر نوفمبر 2022م باهتمامٍ كبيرٍ؛ حيث اجتذب 100 مليون مُستخدم خلال عامين، وتسمح الأداة التي طورتها OpenAI فهم وتوليد نص يشبه الإنسان، بسبب استفسارات المُستخدم، ويتم تدريبه مُسبقًا على مجموعة متنوعة من مصادر الإنترنت، ويتعلم ردود الفعل البشرية.

يُساعد ChatGPT كثيرًا في عمليات البحث؛ فيتم استخدامه كأداة لمعرفة المعلومات، وجمعها سريعًا حول نقطة واحدة، ويُمكن من خلاله العثور على أفضل الأسئلة التي تسألها لجوجل نفسه؛ لكن لن يحل محل جوجل.

ويساعد على طرح الأفكار؛ رغم عدم قدرته على تقديم أفكار مُبتكرة أو شيقة، إلا أنه قادرٌ على تقديم بعض الأفكار الفرعية حول موضوع معين؛ فمثلًا: يُمكن سؤاله عن أفضل 20 مقالًا في مجالٍ معين وهكذا، لكن يجب التأكد من المعلومات المقدمة، ولا تشاركها مباشرة، إلا بعد الاطلاع على صحتها.

كما يساعد في إنشاء مسودة أولى للفكرة، فعلى سبيل المثال: يمكن إخبار روبوت ChatGPT عن موضوعٍ يتناول أفضل مميزات الذكاء الاصطناعي، وما يتم تقديمه، تستخدمه أنت كمسودة أولى للموضوع، وعليها يتم بناء باقي الموضوع، بالإضافة إلى الحصول على عناوين جيدة تُناسب المحتوى، ومنها يحصل الأشخاص على أفضل عنوان لمقطع فيديو على الإطلاق، فتطلب منه اقتراح 10 عناوين لمقطع فيديو حول موضوعك.

لذلك يجب أن يخضع استخدام التكنولوجيا لقوانينٍ، وضوابط، وأخلاقيات؛ مثل: عدم استخدام التكنولوجيا في إزعاج الآخرين، أو إلحاق الضرر بهم، أو سرقة أموالهم، أو انتهاك حرماتهم، أو الاعتداء على حرياتهم الشخصية والاجتماعية، واحترام خصوصية المعلومات، وعدم مُشاركة المعلومات الشخصية، والإعتناء بمعدات التكنولوجيا، ومُراعاة مخاطر التقنيات، والامتثال للإرشادات الأخلاقية، فمن الضروري التفكير فيما يحدث للأجهزة أو البرامج أو البيانات بعد أن تتركها، والمُساهمة في منع التنمر الإلكتروني، وعدم الاستهتار بالمُقدسات الإسلامية للأفراد، وتجنب إنشاء الحسابات الوهمية أو التعامل معها، وعدم نشر الشائعات أو المعلومات التي لا صحة لها.

ومن هنا فيجب على المُعلمين أو أعضاء هيئة التدريس، والباحثين، النظر باهتمامٍ بالغ في الآثار الأخلاقية، والتحيزات العلمية، الناتجة عن استخدام نموذج ChatGPT في التعليم والبحث، نظرًا لأن نماذج الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على بيانات الإنترنت، التي قد تحتوي على تحيزاتٍ أو حالاتٍ شاذة، مما يؤدي إلى نصوص أو نتائج غير عادلة، فإذا كانت بيانات الإنترنت مُتحيزة تجاه أشخاص أو ثقافات معينة، فقد ينتج عن النموذج مُخرجات غير عادلة أو تمييزية؛ ولذلك يُصبح من الضروري على المُعلمين والباحثين التأكد من أن بيانات الإنترنت مُتنوعة ومُتوازنة.

وفي الختام نوصي بـ: ضرورة وضع مدونة أو دليل يتضمن قواعد وأخلاقيات تعامل الإعلاميين والصحفيين مع منصات أو تطبيقات ChatGPT بالمؤسسات الصحفية والإعلامية التي يعمل بها الصحفيون، وبنقابة الصحفيين، ويجب على الحكومة المصرية وضع القواعد والقوانين لاستخدام هذه المنصات بكل المجالات.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *