كتبت :شهد محسن- الفرقة الأولى

يعكس شهر رمضان في إيطاليا تجربة فريدة من نوعها، حيث يمتزج التمسك بالتقاليد الإسلامية مع التعايش في مجتمع متعدد الثقافات، مما يساهم في إثراء النسيج الاجتماعي وتعزيز قيم الاحترام والتفاهم المتبادل.

وتشير التقديرات إلى أن عدد مسلمي إيطاليا يتراوح بين مليونين و600 ألف، إلى مليونين و800 ألف، وافدين من 60 دولة أو أكثر، بينهم نحو مليون و300 ألف حصلوا على الجنسية الإيطالية.

الاستعدادات لاستقبال رمضان

مع اقتراب شهر رمضان، يحرص المسلمون في إيطاليا على تنظيف المساجد وتعطيرها، استعدادًا لاستقبال المصلين خلال الشهر الكريم. كما تُزين المحلات التجارية بالفوانيس والأضواء الملونة، وتُعرض المنتجات الغذائية التقليدية المرتبطة برمضان، مما يضفي أجواء احتفالية في الأحياء ذات الكثافة السكانية المسلمة.

الأنشطة والفعاليات الرمضانية

تُنظم الجمعيات والمراكز الإسلامية في مختلف المدن الإيطالية فعاليات متنوعة خلال شهر رمضان، بهدف تعزيز الروابط بين أفراد الجالية المسلمة وتعريف المجتمع الإيطالي بالثقافة الإسلامية. من أبرز هذه الفعاليات:

الإفطارات الجماعية: تُقام موائد إفطار مفتوحة يدعى إليها المسلمون والمسيحيون على حد سواء، تعزيزًا لقيم التعايش والتسامح. على سبيل المثال، نظمت الجمعية الثقافية الإسلامية بروما إفطارًا جماعيًا بالتعاون مع كنيسة سان فيليشي، حيث اجتمع الحضور في ساحة الكنيسة لتناول الإفطار معًا.

الأنشطة الثقافية والتعليمية: تُقام دروس دينية، وحلقات لتعليم القرآن الكريم واللغة العربية، بالإضافة إلى محاضرات وندوات تهدف إلى تعزيز الوعي الديني والثقافي بين أفراد الجالية.

المساجد والمراكز الإسلامية

تحتضن إيطاليا العديد من المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية التي تلعب دورًا مهمًا خلال شهر رمضان. من أبرز هذه المساجد:

المسجد الكبير في روما: يُعتبر أكبر مسجد في أوروبا، ويقع في العاصمة روما، ويقدم خدمات دينية وثقافية متعددة.

مسجد سيجراتي: يقع في مدينة ميلانو، ويُعد من أهم المراكز الإسلامية في شمال إيطاليا.

مسجد بريشيا: يخدم الجالية المسلمة في مدينة بريشيا، ويشتهر بتنظيم الفعاليات الدينية والثقافية.

مسجد كاتانيا: يقع في جزيرة صقلية، ويعد مركزًا مهمًا للمسلمين في المنطقة.

مسجد رافينا: يخدم المسلمين في مدينة رافينا والمناطق المحيطة بها.

تجارب المسلمين في إيطاليا خلال رمضان

يُعتبر شهر رمضان فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين في إيطاليا، حيث يجتمعون في المساجد لأداء الصلوات، خاصة صلاتي التراويح والقيام. كما تُنظم الإفطارات الجماعية التي تجمع المسلمين من مختلف الجنسيات، مما يعزز الشعور بالانتماء والتضامن. بالإضافة إلى ذلك، يحرص المسلمون على حضور الدروس الدينية وحلقات تعليم القرآن الكريم واللغة العربية، مما يسهم في تعزيز الوعي الديني والثقافي.

التحديات والتطلعات

على الرغم من الأجواء الإيجابية التي تسود بين الجاليات المسلمة في إيطاليا خلال شهر رمضان، إلا أن هناك تحديات تواجههم، مثل قلة عدد المساجد المعترف بها رسميًا، مما قد يحد من القدرة على استيعاب أعداد المصلين المتزايدة خلال الشهر الكريم. ومع ذلك، تستمر الجهود من قبل الجمعيات والمراكز الإسلامية لتعزيز وجود المسلمين في المجتمع الإيطالي والتعريف بثقافتهم ودينهم، مع التأكيد على قيم التسامح والتعايش المشترك.