إعداد: مهند فيصل، وعبد الرحمن محمود، وبيشوي منتصر

عُرف قصر البارون، بأنه أحد المعالم التاريخية الفريدة في القاهرة، ويقع تحديدًا في حي مصر الجديدة، وتم بناء القصر على يد البارون البلجيكي “إدوارد إمبان”، بين عامي 1907 و1911م، ويعد نموذجًا مُميزًا للعمارة الهندية في قلب مصر؛ حيث استوحى تصميمه من معبد “أنكور وات” في كمبوديا، ومعابد الهندوس في الهند.

التصميم المعماري للقصر

يتكون قصر البارون من طابقين رئيسيين، وبرج مصمم بطريقة تسمح بدورانه 360 درجة؛ بحيث يُمكن مُشاهدة المنطقة بالكامل، كما أنه مبني من الخرسانة المُسلحة، ومُزين بنقوشٍ فنية مستوحاة من حضاراتٍ قديمة مُتعددة، بما في ذلك النقوش الهندية والكمبودية، ويعتبر من القصور التي لم تُبن بهدف السكن فقط؛ بل لاستعراض فخامته، وثروة البارون، وأسلوب حياته المُتميز.

المميزات الداخلية للقصر

تتألف الغرف الداخلية للقصر، من زخارفٍ بديعةٍ، وأعمدةٍ منقوشةٍ، بالإضافة إلى أسقفٍ مُزينةٍ بتماثيلٍ صغيرة، لكل غرفة طرازٍ خاصٍ بها، فبعض الغرف مُستوحاة من الفنون الرومانية، والبعض الآخر من الفنون الهندية، مما يُعطي القصر تنوعًا جماليًا لافتًا.

أما البرج الدوار، فهو أحد العناصر المُميزة، الذي كان البارون يستخدمه للاستمتاع بمُشاهدة الغروب.

الأساطير والقصص المحيطة

ارتبط القصر بعدة أساطيرٍ؛ أشهرها: أنه مسكون بالأرواح؛ حيث كان مهجورًا لفتراتٍ طويلة بعد وفاة البارون، وتقول بعض الحكايات، أن الأرواح التي تسكن القصر تتحرك ليلًا، مما جعله موضعًا للتخيل والروايات الشعبية.

الترميم والافتتاح

وبعد سنوات من الإهمال، خضع قصر البارون لمشروعٍ ترميمٍ واسعٍ النطاق، تحت إشراف وزارة الآثار المصرية، وتم افتتاحه للجمهور مُجددًا في عام 2020م؛ ليُصبح موقعًا ثقافيًا يُجذب الزوار من داخل مصر وخارجها، ويتضمن القصر حاليًا معارضًا وفعالياتٍ ثقافية، تُعرف الزوار بتاريخ القصر، وحي مصر الجديدة، كما تهدف إلى توثيق الأثر التاريخي والمعماري للمنطقة، كونه شاهدًا على حقبةٍ زمنيةٍ مُهمةٍ، وثقافة تجمع بين الشرق والغرب، ويُعتبر حاليًا مصدر إلهام للعديد من الباحثين في مجال الهندسة المعمارية، ومحبي التاريخ؛ حيث يُمثل لوحةً فنيةً شاهدةً على التنوع الثقافي والروحي لتلك الفترة.