تحديات الصحفي في كوكب الترند!

بقلم : نرمين نجيب
مع تطور وسائل التواصل الإجتماعي واعتماد الجمهور بشكل رئيس في الحصول على أخباره من السوشيال ميديا أصبح الكل مراسلًا صحفيًا خلف الكواليس يصور ويرصد ويحلل وربما تنقل منه وسائل الإعلام العالمية والمحلية، والصورة الذهنية التي كان يرى بها الصحفي تكاد تختفي ويخفت بريقها وأصبح النجاح الصحفي مرادفًا لعدد المتابعين على منصات السوشيال ميديا.
الأمر الذي أدى إلى وقوع بعض الصحفيين في فخ الترافيك والترند، فقد يكون ضوءًا لامعًا للصحفي أو مصيدة سهل الوقوع بداخلها لفقد الوعي وحسن التصرف خاصة في ظل صراع الصحفيين المهنيين مع جيل التيك توك ونشر المعلومات.
ربما ليس كل ما يتعلمه الصحفي في كليات ومعاهد الإعلام وملتزم به في عمله هو مناسب على وسائل التواصل الإجتماعي، مواكبة كليات ومعاهد الإعلام للتطور الرقمي ضرورة وذلك بالاستعانة بالكوادر التي تستحق لتوضيح رؤية الحاضر والمستقبل للطلاب وكيفية تأهيلهم بالشكل اللائق من هنا يخرج صحفي قادر على مواكبة التطورات بشكل أكثر مهنية وحرفية.
ومن هذا المنطلق وجب أيضًا على المؤسسات الصحفية التقليدية والرقمية إعادة ترتيب الأوراق والأولويات ومواجهة الواقع وكيفية مواكبة التكنولوجيا والسرعة والتحقق بشكل عملي وليس مجرد مسميات وأقسام جديدة على صفحات المواقع.
وفي واقع الأمر أن الصحفي بذاته له دور كبير في تقليص حجم التحديات والصعوبات التي طرأت على حياته المهنية من خلال أن يجعل تفاعله مع موضوعات يتم دائمًا حسب قناعته المهنية وحسب الضوابط المهنية الصحفية لا حسب ما يريده الاتجاه السائد بين مستخدمي السوشيال ميديا وخاصة أن القراء مختلفين في مستوى الثقافة الوعي وهناك منهم من يكون أكثر درايه من الصحفي ويسعى لتصحيح معلوماته.
ولا بد على الصحفي ألا ينساق للتلاعب بمشاعر القراء وإثارة فضولهم ومحاولة جذبهم بالمبالغة التي تتحطم بمجرد قراءة ومشاهدة فيديوهاته، فجذب الانتباه للمحتوى الصحفي المقدم عبر المنصات الحديثة ضرورة ولكن إن لم يغلف بالمصداقية وإيصال المعلومة كاملة سيتلاشى هذا الانجذاب مع الوقت ويفقد متابعيه.
*مدرس مساعد بقسم الصحافة