# Tags
#مقالات رأى

مشروع التخرج.. الحلم الذي يتحقق

دكتور مهندس/ خالد المنشاوي

أبنائي وبناتي الأعزاء، ها أنتم على أعتاب مرحلة حاسمة في مسيرتكم الأكاديمية، وهي “مشروع التخرج”، لا تنظروا إليه كخطوة أخيرة يجب تجاوزها للحصول على الشهادة؛ بل اجعلوه منارةً تضيء مُستقبلكم المهني، ونقطة انطلاقٍ حقيقية نحو الإبداع والتميز.

أهمية مشروع التخرج في مجال نظم المعلومات

يُعدّ مشروع التخرج في مجال الحاسبات، حجر الزاوية في المسيرة الأكاديمية للطالب، فهو ليس مجرد مُتطلبٍ للتخرج؛ بل هو فرصة ذهبية؛ لتطبيق المعرفة النظرية المُكتسبة على مدار سنوات الدراسة، في مشروعٍ عمليٍ ملموسٍ، تتجلى أهميته في عدة جوانبٍ أساسية، تؤثر بشكلٍ مُباشرٍ على تطور الطالب “المهني والأكاديمي”، وتُساهم في سد الفجوة بين الدراسة الأكاديمية، ومُتطلبات سوق العمل.

مشروع التخرج من الفكرة إلى الواقع

ففي مجال نُظم المعلومات، لا يقتصر نجاح مشروع التخرج على جودة الكود، أو صحة المفاهيم النظرية فحسب؛ بل يمتد ليشمل قابلية التطبيق على أرض الواقع، فالمشروع الذي يظل حبيس الأدراج، أو لا يخدم مُشكلة حقيقية، يفقد جزءًا كبيرًا من قيمته وأثره، والتركيز على قابلية التطبيق يحول مشروع التخرج من مجرد تمرينٍ أكاديميٍ، إلى فرصة حقيقية للإبداع، الابتكار، والمُساهمة في حل مُشكلات المُجتمع والصناعة، كما يُتيح للطالب فرصة فريدة؛ لتطبيق المفاهيم والنظريات التي درسها في مجالات؛ مثل: “البرمجة، قواعد البيانات، الشبكات، الذكاء الاصطناعي، أمن المعلومات، وغيرها”، وهذا التطبيق العملي يُحول المعرفة المُجردة، إلى مهاراتٍ قابلة للتنفيذ، مما يُعمق فهم الطالب للمادة العلمية، ويكشف له عن تحدياتٍ واقعية.

كما يُسهم مشروع التخرج في صقل مجموعة واسعة من المهارات العملية، والشخصية الضرورية للنجاح في سوق العمل؛ التي من أهمها: زيادة القدرة على التفكير النقدي والابتكاري؛ لإيجاد حلولٍ فعالة، وتُنفذ المشروعات ضمن فرقٍ جماعية، مما يُعزز مهارات التواصل، التعاون، وتقسيم الأدوار بين أعضاء الفريق، وأيضًا يتعلم الطلاب كيفية تخطيط المشروع، تحديد الأهداف، توزيع المهام، تتبع التقدم، والالتزام بالمواعيد النهائية.

قد تُقدم مشروعات التخرج حلولًا مُبتكرة لمشاكلٍ موجودة في المُجتمع أو الصناعة، أو تُساهم في تطوير تقنياتٍ جديدة، وهذه المشروعات حتى لو كانت على نطاقٍ صغيرٍ، يُمكن أن تكون نقطة انطلاقٍ لأبحاثٍ أوسع، أو لتطبيقاتٍ عملية ذات فائدة حقيقية.

وبشكلٍ عامٍ، مشروع التخرج في مجال نظم المعلومات ليس مجرد تكليفٍ أكاديميٍ؛ بل هو استثمارٌ حيويٌ في مُستقبل الطالب، يُزوده بالمهارات، والمعرفة، والخبرة اللازمة؛ للانطلاق بثقةٍ في عالم العمل سريع التطور، كما إنه يُحقق منفعة لوطننا الغالي.

مدرس علوم الحاسب

المعهد العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *