# Tags
#مقالات رأى

اكتشف قيمتك الحقيقية

بقلم/ د.عمرو المغربي

ألف مبروك حصولك على الشهادة الجامعية، هذا إنجازٌ رائعٌ، لكن تذكر، الآن ستمتحنك الحياة نفسها، لا لجان الامتحانات، لن تعتمد بعد اليوم على الدراسة الأكاديمية وحفظ المعلومات؛ بل ستكتشف أن التعليم الحقيقي لا يتوقف عند الحصول على شهادة، فالعالم لا يُكافئ أصحاب أعلى الشهادات؛ بل من يعملون بجدٍ على تطوير أنفسهم ومهاراتهم باستمرارٍ.

السؤال الأهم وأنت في بداية طريقك هو: كيف تحول هذه العلوم والمعارف التي اكتسبتها إلى قيمة ملموسة تدر لك دخلًا شهريًا ثابتًا؟ وكيف تبني اسمًا لنفسك في مجالك؟

يجب أن تتعلم المهارات التي عليها طلبٌ حقيقيٌ في سوق العمل؛ لتؤسس مسيرة مهنية قوية، وتضمن وظيفة ذات قيمة، استفد مما درسته في مجالات؛ مثل: “البرمجة، تصميم المواقع، تنفيذ الشبكات، والتسويق الرقمي، أو المحاسبة”، ولا تتردد في تعلم مهاراتٍ لم تدرسها بالجامعة؛ مثل: “تصميم الجرافيك، الترجمة، كتابة المُحتوى، أو مونتاج الفيديو”، ولا تقل: “لا أعرف لأني لم أدرسها”، فالمعرفة لم تعد حكرًا على الجامعات، فهناك كنزٌ من المصادر التعليمية المجانية والثرية المتاحة للجميع، استغل منصات؛ مثل: YouTube، Coursera، Edraak، Digital Garage  Google، وتابع المواقع التي تقدم محتوى عالي الجودة في مجالك؛ مثل:Khan Academy  ، W3schools، فالتعلم المُستمر من هذه المصادر يضمن لك البقاء على الاطلاع بأحدث التطورات، وتطوير مهاراتك باستمرار، فالشهادة وحدها قد لا تكفي، والعالم يكافئ من يضيف لنفسه مهاراتٍ جديدة، تضمن له دخلًا جديدًا، وعملاءً جُددًا، هذا هو التعليم الذي يؤهلك للحياة.

التطبيق هو مفتاح المعرفة، وبناء الخبرة، قم بتصميم برنامجٍ أو تطبيقٍ، أو نفذ حملة إعلانية، أو أدر موقعًا إلكترونيًا لأحد معارفك أو أصدقائك، الهدف هو إنتاج عملٌ حقيقيٌ وملموسٌ يعكس قدراتك ومهاراتك.

بمجرد أن تمتلك أعمالًا قوية يُمكنك عرضها بشكلٍ احترافيٍ، فقد حان الوقت لتقديم نفسك للعالم، أنشئ ملفًا شخصيًا احترافيًا على منصات العمل الحر؛ مثل: “خمسات، ومستقل، LinkedIn”، ولا تتردد في تسويق نفسك وخدماتك عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ مثل: “فيسبوك، تيك توك”، وتذكر أن عميلك الأول يجب أن يأتي من خلال رؤيته لعملك وجودته، وليس مجرد وعودٍ.

فالنجاح يا صديقي، رحلةٌ تبدأ من إيمانك بنفسك وبقدراتك، إذا لم تؤمن أنت بنفسك، كيف تنتظر أن يؤمن بك العالم؟ واعلم أن كل خطوة نحو القمة هي انتصارٌ خفيٌ على جيوشٍ من الأعداء الكامنة بداخلك، التي تقيد طموحك.

تغلب على نفسك الآمارة بالسوء، التي تلتمس الأعذار، والمبررات، فهي أول من يجب أن تكسر قيودها، وتجاوز أفكارك السلبية التي تحجب الرؤية، وتضيع منك الهدف، ولا تدع الخوف يسرق منك الفرص؛ فالخوف من الفشل، أو من رأي الناس، أو من التغيير، جميعها أوهام تقيدك، وتجعلك تتراجع بدلًا من التقدم، فإذا لم تتعلم كيفية مواجهة مخاوفك، ستظل عالقًا في دائرة من الشكوك والقرارات المُترددة، فالقرار الصحيح الذي لم تأخذه اليوم قد يكون ندم الغد.

احذر الغرور، فالقمم لا تُنال إلا بالتواضع، والأخلاق، وحب العلم المُستمر، واحذر الكسل، ذلك اللص الصامت، الذي يسرق منك أغلى ما تملك: “الوقت والمستقبل”،و امتلك إرادة صلبة لا تنكسر أمام عواصف الحياة، فإذا وهنت، تسلطت عليك الظروف، واعلم أنك القيمة الحقيقية، وأنت فخر والديك، وأسرتك، وأساتذتك.

مدرس علوم الحاسب

المعهد العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *