د. دينا عبدالكريم: فقدان مهارات التواصل أكبر تهديد لجيل السوشيال ميديا.. والمحتوى الأخلاقي هو الحل

كتب – محمد منصور :
أكدت الإعلامية وعضو مجلس النواب د. دينا عبدالكريم، خلال مشاركتها في ندوة “التحولات الرقمية ومستقبل الإعلام”، أن الجيل الحالي يواجه تحديات غير مسبوقة، ليس فقط بسبب التطورات التكنولوجية السريعة، بل بسبب تآكل مهارات أساسية كان يُفترض أن تُشكّل الأساس لأي تقدم، وعلى رأسها مهارات التواصل الإنساني.
قالت د. دينا، اننا لا نواجه أزمة في التكنولوجيا، بل في توظيفها بشكل صحيح، والأزمة الحقيقية أن الجيل الجديد فقد تدريجيًا أبسط قواعد التواصل، من النظر في عين من يحدثه، إلى الحديث بصوت واضح، إلى اختيار الزي المناسب، إلى احترام الآخر، خاصة في ظل تأثيرات السوشيال ميديا التي ساهمت بشكل كبير في تقليص هذه القيم.
وأضافت أن الاحترام المتبادل أحد الأعمدة الأساسية لأي تفاعل إنساني سليم، قائلة: “كثيرون نسوا أهمية احترام الآخر، وتحوّلت المساحات العامة – سواء كانت حوارًا أو حتى الطريق – إلى ساحة للصدام لا للفهم”.
وأشارت إلى أن الإعلام وصناعة المحتوى يجب أن يُقادهما أشخاص يتحلّون بالمسؤولية الأخلاقية، قائلة: “في ظل طوفان المحتوى السريع والخفيف، نحتاج لتيار مضاد، محتوى أخلاقي ومحترم، يضيف لا يستهلك فقط. على كل من يريد الدخول إلى هذا المجال أن يبدأ من السؤال: هل لدي ما أقدمه؟”.
وشدّدت على أهمية الاستثمار في الذات وتكوين محتوى حقيقي قبل التفكير في التفاعل مع الجمهور، وتابعت: “قبل أن تصبح صانع محتوى، لا بد أن تكون فاعلًا حقيقيًا. تعلّم، كوّن رأيًا، ابنِ عقلًا نقديًا قادرًا على التمييز، وان الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون بديلًا عن الفكر النقدي”.
ووجهت رسالة للطلاب وصناع المحتوى الشباب: “لن تفيدنا أدوات الذكاء الاصطناعي دون عقل قادر على تحليل ما تقدمه. فلنكن نحن التيار الأقوى، ولنجعل من أنفسنا نموذجًا للمحتوى الجاد المحترم القائم على الفهم، لا التكرار”.