” عاشق الصحافة والشعر “.. كتاب تذكاري عن الشاعر فاروق جويدة

كتبت:هبة طلعت-شهد عبد الحليم
أصدرت أكاديمية الشروق كتاب تذكاريا عن الشاعر فاروق جويدة بعنوان”عاشق الصحافة والشعر” وذلك بعدما أعلن المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق عن اختياره رمزا إعلاميا لخريجى “إعلام الشروق” الدفعة الثانية عشرة 2024.
وقد وافق اعضاء مجلس إدارة المعهد الدولي العالي للإعلام بالإجماع على اختيار الكاتب الصحفي والشاعر الكبير فاروق جويدة ليكون عنوانا واسما لخريجي الدفعة الثانية عشرة من خريجي المعهد 2024 .
ويعد جويدة شخصية صحفية وإعلامية رائدة وموسوعية فهو الصحفي والشاعر الذى يناقش عبر عموده الصحفي بجريدة الأهرام مختلف القضايا والموضوعات بأسلوبه الشائق والجذاب مستعينا بالبيانات والمعلومات بالإضافة إلى أشعاره التي ترتقي بالحس الإنمساني حتى أن قصائده صارت من علامات الشعر العربي الحديث والمعاصر .
مسيرته الأدبية جمعت بين البساطة والعمق
ولد فاروق جويدة في مُحافظة كفر الشيخ عام 1946م، وهو من أبرز الشعراء في العالم العربي، ويُعد من أهم أدباء مصر، بدأ كتابة الشعر وهو في سن الخامسة عشر من عمره، تخرج في كلية الآداب، قسم الصحافة عام 1968م؛ لتُفتح له الآفاق في نشر مقالاته وقصائده.
وكانت أولى بداياته الصحفية في مجلة “روزاليوسف”، التي التحق بها وهو في الصف الأول الجامعي، واستمر بها 3 سنوات، وتخلى عن العمل كمعيدٍ في الجامعة؛ لينتقل إلى جريدة الأهرام؛ حيث عمل بها مُحررًا اقتصاديًا.
بدأ فاروق جويدة مساعيه الأدبية في سنٍ مُبكرٍ، واستطاع أن يوازن في تجاربه الشعرية بين العمق الإنساني، والبساطة في التعبير؛ مُعبرًا في عن “الحب، الفراق، الوطن، الغربة” في قصائده، مُتحدثًا عن العديد من القضايا المُتعلقة بالحرية والعدالة.
وترك “جويدة” بصمةً مُتميزةً في عالم الأدب والشعر، وتُرجمت العديد من قصائده إلى عددٍ من اللغات العالمية؛ منها: الفرنسية، الألمانية، الصينية، الفارسية، الإيطالية، الإسبانية”، وقدم أكثر من عشرات الكتب خلال رحلته الأدبية في الشعر، والقضايا السياسية والثقافية، والأدب، كما كتب أيضًا سلسلةً من المسرحيات الشعرية، التي لاقت نجاحًا كبيرًا في المسرح المصري والعربي؛ منها:
- الوزير العاشق 1981م: تناول بها قصة الوزير الذي يقع في حب ملكة في زمن ارتبطت فيه السلطة والحب.
- دماء على ستار الكعبة 1987م: دارت هذه المسرحية حول التمرد، والقتل، والظلم، والصراع الديني في العالم الإسلامي.
- الخديوي 1993م: ركز في هذه المسرحية على قضية الهوية والانتماء، والصراعات الداخلية؛ حيث تدور أحداثها في فترة حكم الخديوي إسماعيل.
أبرز أعماله الأدبية
- ديوان في عينيك عنواني 1979م: يُعد من أشهر دواوينه التي تعكس مشاعر الحب المشحونة بالعاطفة؛ مُعبرًا عن أرق المشاعر الإنسانية، وأدّتها الفنانة “سمية قيصر” غنائيًا، وأصبح هذا الديوان من أعظم ما عبّر عن الحب في الأدب العربي.
- ديوان أوراق من حديقة أكتوبر 1974م: هو أحد الدواوين الشعرية التي تُعبر عن الانتصارات التي تحققت، والتضحيات التي بُذلت في حرب 73، وذلك تقديرًا واحترامًا للشهداء الذين أعادوا للشعب المصري عزته وكرامته بعد الهزيمة في 67، ومن أبرز قصائد هذا الديوان:
“وفي المساء.. على ضفاف النيل قد عبروا تلاحق الأحلام خطاهم.. والقلب يخفق في العيون سرابًا.. ومضيتِ يا مصر الحبيبة.. تنثرين عبيرك الفواح في كل الزوايا”.
- قصيدة بلاد السحر والخيال 1981م: مزج الشاعر فاروق جويدة في هذه القصيدة بين مشاعر الحب والشوق، وهي واحدةٌ من الأعمال الرومانسية التي تناولت الطبيعة الساحرة، والخيال المُحمل بالحنين إلى عالمٍ أفضل، وأكثر نقاءً مما يجعل المرء وكأنه في حلمٍ.
- قصيدة آخر ليالي الحلم 1993م: تحدثت عن مشاعر الفراق والحنين؛ حيث يُعبر الشاعر عن النهايات في الحب، وكيف يكون الوداع الأخير؟ والألم الداخلي على ما فات؛ ولكن تحمل أيضًا في مضمونها نبرةً من التأمل، وتذكر اللحظات السعيدة؛ ولكنه سرعان ما يتذكر أن للحلم نهاية، ولا بد من مُعايشة الواقع.
المسيرة الصحفية للشاعر فاروق جويدة
بدأ فاروق جويدة مسيرته الصحفية، وعمل في مُختلف الصحف المصرية؛ لكنه تميز في جريدة الأهرام، وأصبح من كبار الصحفيين، وشغل منصب رئيس القسم الثقافي حاليًا، وكانت مقالاته تمتلك طابعًا سياسيًا واجتماعيًا، وفي الوقت نفسه؛ كان يُعبر عن مُشكلات الدولة والعالم العربي.
من مقالات الكاتب الصحفي فاروق جويدة
- تغير كل ما فينا
- أولمبياد باريس!
- مأزقٌ صعبٌ على إيران!
- عن تطوير التعليم
- وقف النار مجرد بداية
تكريم روائع جويدة الأدبية والشعرية
حصل فاروق جويدة على جائزة “كفافيس” عام 1990م، وهي جائزة تُمنح للمبدعين في الأدب، من دول البحر الأبيض المتوسط، وجائزة “العويس الثقافية” عام 1997م، وهي تُمنح من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، في الإمارات العربية المُتحدة، وجائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 2002م، وتم منحها من الدولة المصرية؛ تقديرًا له في إسهاماته في تطوير الثقافة والأدب في مصر، وحصل عدة مرات بجائزة الصحافة العربية؛ تقديرًا لمقالاته المؤثرة في الصحافة العربية.
