بطالة الشباب.. حلم مؤجل وطاقة مهدرة!
إعداد: تقي محمد إبراهيم، حبيبة محمد عبد المعطي، إسراء أحمد عبد العظيم
تعد البطالة من أكثر القضايا التي تؤرق فكر الشباب المصري، خاصة خريجي الجامعات الذين يقفون على أعتاب الحياة العملية دون أن يجدوا الفرصة التي تتناسب مع طموحاتهم ومؤهلاتهم.
وبينما تُعلن بعض الجهات عن فرص عمل محدودة، تظل الأغلبية في طابور الانتظار، ليتأجل حلم الاستقلال المادي وتأسيس المستقبل عامًا بعد عام.
يعيش الشباب حالة من القلق والتردد، بين الرغبة في تحقيق الذات والسعي وراء لقمة العيش.
فالكثيرون يرون أن السبب في البطالة يعود إلى نقص الفرص الحقيقية في سوق العمل، بينما يرجع آخرون الأزمة إلى عدم التوافق بين التخصصات الجامعية واحتياجات السوق.
قصص من الواقع
تقول نهى عبد الرحمن، خريجة كلية التجارة، إنها بحثت عن عمل لمدة عامين دون جدوى: “قدمت في عشرات الشركات لكن أغلبها كان يطلب خبرة أو مهارات مش متوفرة عندي، رغم إني متخرجة بامتياز.”
ويرى أحمد حسن، طالب دراسات عليا، أن الحل يكمن في التدريب والتطوير الذاتي: “اللي بيعتمد بس على شهادته مش هيلقى فرصة بسهولة، لازم نطور نفسنا ونتعلم مهارات جديدة زي التسويق الرقمي أو اللغة.”
أزمة نفسية قبل أن تكون اقتصادية
يقول د. محمود شريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، إن البطالة ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل أزمة مجتمعية تهدد الاستقرار النفسي للشباب، موضحًا: “عندما يفقد الشاب الأمل في العمل، يفقد ثقته في المستقبل، وهنا تبدأ مشكلات نفسية وسلوكية خطيرة.”
ويضيف أن أزمة البطالة لا تنعكس فقط على الدخل المادي، لكنها تمتد لتؤثر في العلاقات الاجتماعية ومعدلات الزواج والاستقرار الأسري.
طرق وحلول لمواجهة البطالة
يرى الخبراء أن مواجهة البطالة تتطلب خطة شاملة يشارك فيها المجتمع بأكمله.
فالدولة مطالَبة بفتح مجالات جديدة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتوفير قروض ميسّرة للشباب، مع تسهيل الإجراءات الإدارية.
كما يجب على الجامعات أن تربط الدراسة بسوق العمل، وتضمّن في مناهجها تدريبات عملية ومهارات مهنية حديثة يحتاجها أصحاب الشركات.
ويشير اقتصاديون إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفتاح الحل، من خلال تشجيع الشباب على العمل الحر عبر الإنترنت في مجالات مثل التصميم، التسويق الإلكتروني، البرمجة، وإدارة المحتوى.
كما يوصي آخرون بضرورة نشر ثقافة العمل الحر والحرف اليدوية بدلاً من انتظار الوظائف الحكومية، مؤكدين أن هذا التوجه سيسهم في خفض نسب البطالة وتحفيز روح الإنتاج.
وفى الختام تظل البطالة قنبلة موقوتة تحتاج إلى تعاون حقيقي بين الدولة والقطاع الخاص والجامعات.
فالشباب لا يحتاج إلى وعود مؤجلة، بل إلى برامج تأهيل واقعية وفرص عمل حقيقية تعيد إليه الأمل والثقة بنفسه.
فبدون تمكين الشباب، لا يمكن أن ننتظر مستقبلًا قويًا أو مجتمعًا منتجًا قادرًا على مواجهة التحديات.
English 

























































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































































