#ثقافة وفن

هند صبري ما بين “عايزة اتجوز” و”البحث عن علا”..هل استغل المنتجون “علا عبد الصبور”؟

تقرير يكتبه: محمد وائل       

عرضت منصة “Netflix” مسلسل “البحث عن علا” الجزء الثاني، بطولة الفنانة هند صبري، وذلك بعد مرور سنتين تقريبًا على عرض الجزء الأول، على المنصة نفسها، ويعد الجزئين امتدادًا لمسلسل “عايزة اتجوز”، الذي تم عرضه في موسم رمضان 2010م.

وقد لاقى مسلسل “عايزة اتجوز” حين عرضه، عبر القنوات التلفزيونية، نجاحًا كبيرًا من قِبَل الجمهور، وذلك كان لعواملٍ عديدة؛ أهمها: فكرة العمل، التي تتمحور حول فكرة العنوسة، ومحاولة بطلة العمل طوال الوقت اللحاق بقطار الزواج، قبل وصولها إلى الثلاثين من عمرها، وتلك الفكرة يشعر بها المُشاهد وتمسه؛ حيث إنه إذا كان رجلًا، قد يشعر أن علا عبد الصبور مثل شقيقته التي تُعاني من المُشكلة نفسها، أو إذا كان أبًا، فمن المُمكن أن يجد في “علا” ابنته، أما إذا كانت المُشاهد امرأة، فقد تجد نفسها في علا عبد الصبور، أو تجد صديقتها، أو شقيقتها؛ حيث إن جزء ليس بقليل من فتيات مُجتمعنا تُعانين من مُشكلة العنوسة، وفي المقابل مسلسل “البحث عن علا”، وخاصة الجزء الأول، والتي كانت تتمحور فكرته حول استقلال المرأة، وأنها قادرة على التغلب على التحديات بمفردها دون رجلٍ، وفي حقيقة الأمر لست ضد الفكرة، ولكني أجد في المسلسل أمرًا ما، يكمن في عدم شعور المُشاهد بالتحديات التي واجهتها علا، وهذا بسبب المُستوى الاجتماعي والاقتصادي لشخصيتنا، فالشخصية هنا انتقلت إلى مستوى اقتصادي واجتماعي آخر، وهذا ظهر بوضوح، من خلال هيئة المنزل، وشكله، وكذلك ملابسها، فأصبحت هناك شخصية أخرى تُشبه علا عبد الصبور، وليست عُلا نفسها، التي كانت تعيش في بيوت تشبه بيوتنا، وبالتالي أصبح المسلسل موجهًا لفئةٍ أخرى غير الفئة التي كان يستهدفها في عام 2010م؛ لأن المشاهد نفسه لن يقتنع بالتحديات التي تواجهها علا، وهي تعيش في أرقى الأحياء، وعلى الرغم من أن المخرج هادي الباجوري أعاد تقديم شخصية علا عبد الصبور مرة أخرى بعد المخرج رامي إمام، واعتمد على كسر الجدار الرابع للشخصية؛ أي أنها تتحدث مع الجمهور، وكأنها تراهم مثلما كانت تفعل من قبل، إلا أن المُشاهد كان ينتظر مسلسله الذي ارتبط به، ويشعر بحنين تجاهه.

أسباب نجاح “عايزة اتجوز”

أما العامل الثاني، الذي كان سببًا في نجاح مسلسل “عايزة اتجوز” هو طريقة تناول الموضوع، فالمسلسل يعتمد على المواقف الكوميدية الناتجة من مُقابلة علا للعرسان، فعلى الرغم من أن القضية المطروحة ليست ببسيطة، ولكن تم تناولها بطريقةٍ كوميديةٍ، جذبت العديد من المُشاهدين، أما في مسلسل “البحث عن علا”، لم تكن المواقف الكوميدية التي تم طرحها بقوة المواقف التي عاش معها المُشاهد في “عايزة اتجوز”، خاصةً مع غياب الفنان طارق الإبياري في الجزء الأول، وكذلك غياب الفنان أحمد فؤاد سليم، والفنانة رجاء حسين.

كما اعتمد مسلسل “عايزة اتجوز” على الحلقات المُنفصلة المُتصلة في ذات الوقت، ما جعل لديه القدرة على جذب المُشاهد طوال الوقت؛ بل وزيادة حماسه مع كل حلقة، وهو يسأل نفسه قبل بداية الحلقة “يا تُرى من عريس اليوم؟”، بينما في مسلسل “البحث عن علا” في رأيي لا تتحمل القصة، سواء في الجزء الأول، أو الثاني، هذا العدد من الحلقات، فالموسم يتكون من ست حلقات فقط، ولكن كل حلقة مدتها ساعة، وقد تزيد، وفي حقيقة الأمر القصة لا تتحمل أن يتم تناولها في ست ساعات، وكون المسلسل أصبح دراميًا، ذو حلقات مُتصلة، أضاع الفرصة على نفسه؛ لأن الحلقات المُنفصلة المُتصلة تجعل المسلسل حيويًا طوال الوقت، فهو في كل حلقة يُقدم زاويةً جديدةً.

استغلال شخصية “علا”

لذلك أرى أن مسلسل “البحث عن علا” كان من الأفضل أن يكون مسلسلًا مُنفصلًا تمامًا عن مسلسل “عايزة اتجوز”؛ وذلك لأن الشخصية قد تغيرت بشكلٍ كبيرٍ، والتغيير شيء طبيعي بعد مرور سنوات عديدة، ولكن ليس من الطبيعي أن تلك التغييرات التي طرأت عليها، تجعلها  تتخلى عن العادات والتقاليد التي نشأت عليها، وهذا ظهر بوضوحٍ في الجزئين من مسلسل “البحث عن علا”؛ حيث كان واضحًا أن الجهة المُنتجة للعمل، قررت الاستفادة من نجاح مسلسل “عايزة اتجوز”، لتعيد تقديم شخصية “عُلا”، ولكن بأچندتها الخاصة، ولكن في النهاية ما زالت هند صبري مُحتفظة بخفة ظلها، واستطاعت التطوير من موهبتها طوال الفترة الماضية.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *