# Tags
#تعليم

سهى سعيد في ندوة “معًا.. يوم بلا شاشات”: التكنولوجيا منحتنا أدوات مذهلة لكنها سرقت دفء الحياة الإنسانية

كتب – محمد منصور – ونورهان عمرو – ومهرائيل ميلاد:

أكدت الكاتبة الصحفية سهى سعيد، مديرة تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، أن الدعوة إلى “يوم بلا شاشات” ليست مجرد نداء للابتعاد عن الأجهزة الذكية، بل هي دعوة لاستعادة الإنسان لذاته ووعيه في زمن طغت فيه التكنولوجيا على كل تفاصيل الحياة اليومية.

جاء ذلك خلال كلمتها في ندوة “معًا.. يوم بلا شاشات” التي نظمها المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، بمشاركة نخبة من رموز الإعلام والفكر، بينهم الدكتورة منى الحديدي صاحبة المبادرة، والكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة موريس، والكاتب الصحفي فتحي محمود رئيس مركز أتون الثقافي.

وقالت سهى سعيد إن جيل اليوم وُلد داخل الفضاء الرقمي ويتنفس من خلال الشاشات، مشيرة إلى أن الخطر يبدأ عندما يتحول هذا الاعتماد إلى إدمان يُقصي الإنسان عن تواصله الحقيقي مع نفسه ومجتمعه.

وأضافت أن الصورة قد تخدع والكلمة قد تُستخدم في غير موضعها، وهو ما يجعل مسؤولية الإعلاميين الجدد أكبر من مجرد إنتاج محتوى أو السعي للانتشار، بل في الحفاظ على المصداقية والمعنى والعلاقة بين الإعلام والمجتمع.

وأوضحت أن التكنولوجيا، رغم ما قدمته من إمكانات مذهلة، نزعت من حياتنا لحظات إنسانية لا تُنسى، مثل جلسات العائلة ولقاءات الأصدقاء ونقاشات الفكر العفوية. مؤكدة أن يومًا بلا شاشات ليس انعزالًا، بل لحظة تأمل لاستعادة الذات وطرح سؤال: “هل ما زلنا نحيا كما ينبغي؟”.

وأضافت أن الجمهور اليوم أصبح يبحث عن المحتوى السريع والمختصر، لكن الوعي لا يُختصر، والفكر لا يُعبَّر عنه في سطرين، والإنسان لا يُقاس بعدد الإعجابات أو المتابعين.

ووجّهت رسالة إلى طلاب الإعلام قائلة: “كونوا مختلفين، واستخدموا التكنولوجيا بعقل لا بعادة، واجعلوا منها وسيلة للتنوير لا للتسطيح، وسلاحًا للحقيقة لا للتزييف.”

واختتمت كلمتها برسالة إنسانية لطلاب الإعلام قائلة: “لا تجعلوا الشاشة مرآة حياتكم، أطفئوها قليلًا لتسمعوا صوت قلوبكم، فالعلاقات لا تُبنى على إشعارات، بل على صدق واهتمام. اجعلوا التكنولوجيا في أيديكم لا في عقولكم، واستخدموها لتقولوا الحقيقة وتزرعوا الأمل، لأن الإعلام الحقيقي هو الذي يعيد الإنسان إلى إنسانيته.”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *