كتب- محمد منصور:

أكد الدكتور سامي الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووزير الإعلام الأسبق، أن بناء الإنسان هو قضية محورية تتشارك فيها مختلف مؤسسات المجتمع، وليس الإعلام وحده، مشيرًا إلى أن الإعلام يقوم بدور مهم، لكنه لا يتحمل وحده مسؤولية التراجع القيمي أو السلوكي الذي نلاحظه في بعض جوانب المجتمع.

تكريم الإنسان أساس الرسالات السماوية

أشار الدكتور الشريف إلى أن جميع الأديان، وعلى رأسها الدين الإسلامي، تدعو إلى تكريم الإنسان وتمكينه من أداء دوره في إعمار الأرض، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى قد جعل معيار التفاضل بين البشر هو التقوى، لا اللون أو العرق أو العقيدة.

“الإنسان مكرم لكونه إنسانًا.. وقد فضّل الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي على المؤمن الضعيف، والقوة هنا تعني الإيمان والوعي والعلم، لا السلاح أو الجسد.”

الإعلام شريك في البناء.. وليس المسؤول الأوحد

تناول “الشريف” دور الإعلام في تشكيل وعي الإنسان، مؤكدًا أنه يؤدي وظيفة محورية، لكن من الخطأ تحميله المسؤولية الكاملة عن الأزمات السلوكية أو الأخلاقية التي يواجهها المجتمع.

“الإعلام جزء من منظومة متكاملة تضم الأسرة، والمدرسة، والمؤسسات الدينية والثقافية.. الجميع يتحمل مسؤولية البناء والتوجيه.”

ولفت إلى أن ما تبثه وسائل الإعلام من مواد درامية وإخبارية يساهم بشكل واضح في تشكيل الشخصية والقيم، لكنه لا ينفرد بهذا التأثير، خاصة في ظل وجود بيئات افتراضية مفتوحة تتجاوز الرقابة المحلية.

المواطن الكوكبي.. وتحديات العصر الرقمي

أكد “الشريف” أن الشباب اليوم أصبح يعيش في “عالم افتراضي خاص”، له أصدقاء ومؤثرون ومرجعيات من خارج محيطه العائلي أو المجتمعي، وهو ما يجعل مهمة بناء الوعي أكثر تعقيدًا، ويستلزم تضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والأهلية.

“الهاتف المحمول أصبح الصديق الأقرب لكل شاب، ومن خلاله يتلقى محتوى متنوعًا من مصادر لا نعرفها، وربما لا نثق بها.. وهذا ما يستوجب تدخلًا متعدد المسارات.”

دعوة رئاسية لإعادة بناء الوعي

نوّه الدكتور سامي الشريف، إلى أن القيادة السياسية في مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تولي اهتمامًا بالغًا بدور الإعلام في إعادة بناء الشخصية المصرية، وقد وجهت مؤخرًا بدعم محتوى الدراما الجادة والعمل على الارتقاء بالوعي المجتمعي.

“الرئيس السيسي يدرك أهمية الإعلام كأداة لتشكيل الوجدان.. وقد جاءت توجيهاته بضرورة تطوير المحتوى الإعلامي لتعكس ذلك بوضوح.”

دور الجامعات في دعم الوعي

وفي ختام كلمته، أشار الشريف إلى أن رابطة الجامعات الإسلامية، التي تضم أكثر من 200 جامعة حول العالم، تضع بناء الوعي الإنساني والديني والوطني ضمن أولوياتها، وتسعى من خلال الأنشطة الثقافية والخدمات التعليمية إلى إطلاق طاقات الشباب وتأهيلهم لقيادة المستقبل.

كما أشاد بحُسن اختيار ضيفتي المؤتمر:

• الدكتورة منى الحديدي، أستاذة الإعلام البارزة
• الكاتبة والصحفية القديرة سناء البيسي، التي أثّرت في وجدان المصريين لعقود

وختم كلمته بقوله: “هذا المؤتمر خطوة مهمة وجرس إنذار.. وينبغي أن تتبعه خطوات جادة على جميع المستويات لمواجهة التحديات وتفعيل دور الإعلام في بناء الإنسان.”

وذلك خلال كلمتها بالجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام باكاديمية الشروق، بحضور الأستاذة ياسمين خميس، واللواء دكتور أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، ودكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة، ودكتورة إلهام يونس وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر، ود. طارق سعده نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، ود. جودة غانم رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، نيابة عن دكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، ود. حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة، والمتحدث الإعلامي، ود. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، ووزير التعليم العالي سابقًا، ود. سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووزير الإعلام الأسبق، والفنان أشرف زكي نقيب الممثلين، ود. منى الحديدى أستاذ الإعلام وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، والكاتبة الصحفية سناء البيسي.