كتب– محمد منصور:

أكد د. محمد شومان، نائب رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، أن الثورات التكنولوجية الحالية تفرض على المجتمعات العربية الانتقال من مرحلة استهلاك التقنيات إلى مرحلة صناعتها وتطويرها، مشيرًا إلى أن الهندسة الذكية أصبحت اليوم محورًا أساسيًا في بناء المستقبل، بما تحمله من تطبيقات تغير شكل الحياة اليومية وأنماط الإنتاج.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لتطبيقات الهندسة الذكية IECSA-2025، والذي يتزامن مع احتفال أكاديمية الشروق بمرور ثلاثين عامًا على تأسيسها، بحضور كوكبة من القيادات الأكاديمية والعلمية، من بينهم: د. جودة غانم، رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشئون المعاهد، واللواء د. أحمد عبدالرحيم، رئيس مجلس الإدارة، ود. حسام الدسوقي، عميد المعهد العالي للهندسة ورئيس المؤتمر، إلى جانب الأساتذة والعلماء وضيوف المؤتمر وطلاب الأكاديمية.

وأوضح د. شومان، أن الهندسة الذكية — التي تقوم على دمج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة مع الأسس الهندسية التقليدية — أصبحت قادرة على ابتكار حلول أكثر كفاءة وأمانًا واستدامة، لافتًا إلى أن ما كان يُعد خيالًا علميًا بات واقعًا ملموسًا، مثل: المدن الذكية المستدامة، والمصانع التي تتنبّه للأعطال قبل حدوثها، والجسور التي تراقب سلامتها لحظيًا، وأنظمة الزراعة الذكية التي تحقق أمنًا غذائيًا بأقل الموارد.

وأضاف أن التحدي الحقيقي يكمن في قدرة المنطقة العربية على اللحاق بركب هذه الثورة، وتقديم مساهمات علمية وصناعية تُميزها، بدلًا من الاكتفاء باستهلاك التكنولوجيا المستوردة.

وأشار نائب رئيس الأكاديمية ،إلى أن الجامعات والمعاهد الهندسية تمتلك القدرة على قيادة هذا التحول، من خلال تحديث البرامج الدراسية وإدخال تخصصات متقدمة تشمل: المواد الذكية، وإنترنت الأشياء، والروبوتات الذكية، وأنظمة إدارة المباني والمنشآت الذكية، وتحليل البيانات الضخمة، والأنظمة السيبرانية الفيزيائية.

وكشف أن المعهد العالي للهندسة بأكاديمية الشروق اتخذ خطوات فعلية في هذا الاتجاه، بإطلاق برنامج دراسي جديد يغطي هذه المجالات الحيوية، بالتزامن مع تنظيم المؤتمر الذي يمثل “نقطة انطلاق حقيقية نحو هدفين رئيسيين” هما: متابعة الريادة العالمية والمساهمة فيها من خلال أبحاث وطنية تضع بصمة مصرية وعربية واضحة في عالم الهندسة الذكية. ونشر الوعي لدى صناع القرار والمستثمرين والمجتمع بأهمية هذه التطبيقات في تحقيق الكفاءة والاستدامة والراحة والسلامة.

وفي ختام كلمته، وجه د. محمد شومان، شكره لأسرة المعهد ولجميع المشاركين في تنظيم المؤتمر، ولاتحاد الطلاب الذي ساهم بجهود بارزة في ترتيبات الفعاليات، داعيًا الله أن يوفق الجميع لما فيه خدمة الوطن ورفعة العلم.