المخرج مهاب رضا : فوز “أفراح القبة ” بجائزة أفضل عرض مسرحي محصلة جهد جماعي ودعم الأكاديمية

- المسرحية بأكملها كانت تحدي كبير وأهمها فكرة اندماج الممثلين في الشخصيات بشكل أعمق
- الرسالة الأساسية للمسرحية هي أن للحقيقة وجوه متعددة
- هناك روايات يمكن تحويلها إلى مسرحيات وروايات أخرى كُتبت لتُقرأ فقط
- أشكر إدارة الأكاديمية على الدعم وأشكر فريق العمل لأنهم بذلوا مجهودًا كبيرًا
أجرت الحوار: ملك شوقي
أعلنت وزارة التعليم العالي نتيجة مسابقة الفنون المسرحية على مستوى الجمهورية لعام 2025 حيث حصل العرض المسرحي “أفراح القبة ” لفرقة أكاديمية الشروق المسرحية على جائزة أفضل عرض مسرحي على مستوى الجمهورية كما حصد العرض ٩ جوائز بالمسابقة.وحصل مخرج العرض مهاب رضا على جائزة أفضل إخراج.
موقع ” شروق نت ” أجرى هذا الحوار مع مخرج المسرحية للتعرف عن قرب عن الظروف التي تم فيها خروج هذا العمل للنور والصعوبات التي واجهته ..فإلى نص الحوار :
لماذا قمت بإختيار رواية أفراح القبة تحديدًا من بين جميع روايات نجيب محفوظ؟
عندما قرأت رواية “أفراح القبة” شعرت أنها تصلح للمسرح أكثر من الطابع الروائي لأنها تحاكي “مسرحية داخل مسرحية” لذلك شعرت أنها درامية إلى حد كبير وعندما شاهدتها في شكل مسلسل شعرت أيضًا بأنها لا بد أن تكون مسرحية، فظل هذا الهاجس يراودني حتى جاء الوقت ونفذتها كمسرحية
ما هي أول خطوة تبدأ بها للاستعداد لعمل إخراجي ضخم كهذا؟
بالنسبة للعمل الذي قدمناه، لم يكن وفق الترتيب الطبيعي لأي عمل فني فالطبيعي في أي عمل فني أن نقرأ النص ثم نتخيل القصة وكيف يمكن أن تُروى و لكن في هذا العمل فقد جاء التخيل أولا من قراءة الرواية ثم تم تحويلها إلى نص مسرحي ثم قمت بالعمل على الإخراج ، العملية كانت مختلفة عن المعتاد والتسلسل مختلف عن أي عمل فني آخر قمت به
ما أصعب شيء قمت بمواجهته في المسرحية؟
المسرحية بأكملها كانت تحدي كبير وأهمها فكرة اندماج الممثلين في الشخصيات بشكل أعمق حيث كان المطلوب منهم تقديم شخصيات أكبر من أعمارهم بفارق حوالي 20 أو 30 سنة
ما الرسالة الأساسية التي كنت ترغب في إيصالها للجمهور من خلال هذا العرض؟
أن الحقيقة لها وجوه متعددة وذلك من خلال أربع سرديات لأربع شخصيات مختلفة تروي القصة نفسها ولكن كلٌ منهم يرويها من وجهة نظره ، فالحقيقة كانت نسبية وليست قاطعة ولم يكن للقصة بداية أو نهاية واضحة حيث كان الحكم في يد المشاهد
ما المشهد الذي استغرق منك مجهودًا إخراجيًا كبيرًا؟
مشهد الأغنية ، لأنه تضمن أكثر من خدعة بصرية تم تنفيذها على المسرح دون أن يلاحظها الجمهور حيث كان هناك تبديل للممثلين وعلى سبيل المثال مشهد تبديل شخصيتي “حليمة الكبيرة” و”حليمة الصغيرة” بشكل سينمائي احترافي.
هل تمنح الممثلين حرية الحركة والتعبير وتغيير بعض تفاصيل الشخصية؟ أم تفضل السيطرة التامة على الشخصيات؟
يمكن للممثل أن يكون لديه حرية في التحرك ولكن يجب أن يكون على دراية بالرؤية العامة للمخرج ولا يمكنه الخروج عن الإيقاع العام للدور أو الشعور النفسي الذي نرغب في توصيله للمشاهد .
ما أصعب قرار إخراجي اتخذته أثناء التحضير؟
ترتيب المشاهد بشكل عشوائي كان من أصعب القرارات، فقد كنت أفكر في كيفية سرد المشاهد الأربعة دون الوقوع في فخ الملل الذي قد يصيب المشاهد عند رؤية نفس القصة تُروى في كل مرة على لسان شخصية جديدة كان هدفي أن يظهر العرض في صورة “عشوائية منتظمة” .
هل هناك مشهد معين تفضله أو تراه مشهدًا محوريًا؟
مشهد الفرح، حيث يتم فيه الكشف عن كثير من الحقائق المتعلقة بالشخصيات وفجأة يجد الجمهور اجابات عديدة للأسئلة التي كانت تدور في ذهنهم
كيف قمت باختيار ممثلي العرض؟ وكيف وزعت الأدوار ليخرج العرض بهذا الانسجام؟
اختيار الممثلين يبدأ منذ ورشة إعداد الممثل التي أعمل فيها على تدريبات الموهبة، وعقلية الممثل، وإدارة موهبته، حتى تتكون مجموعة فريق العمل التي أختارها ثم بعد ذلك نبدأ في الورش الخاصة بالنص والبروفات
هل كل الروايات الأدبية صالحة للتحويل إلى مسرحيات؟
بالتأكيد لا، لأن الدراما تختلف من رواية إلى أخرى ، هناك روايات يمكن تحويلها إلى مسرحيات وروايات أخرى كُتبت لتُقرأ فقط ويكون الوسيط الروائي فيها أفضل من الوسيط المسرحي أو السينمائي.
وعلى سبيل المثال إذا كانت الرواية تتناول الخيال العلمي، فلابد من قراءتها وتخيُّلها لكنك قد لا تقتنع بها كمشهد سينمائي أمامك
لو كنت ستخرج أفراح القبة مرة أخرى ، ما الذي قد تغيره فيها ؟
بشكل عام أنا راضٍ جدا عن العرض وعن الأدوات التي كانت معي لذلك لن أغير شيئ ، ولكن لو كانت هناك أدوات أخرى سواء جهة إنتاج مختلفة ، مساحة مسرح ، ديكور أو ممثلون مختلفون حينها من الممكن أن أُجري بعض التغييرات
من هو الشخص الذي كان له دور كبير في دعم العرض وترغب في توجيه الشكر له الآن؟
بالطبع أشكر إدارة الجامعة بالكامل وأشكر فريق العمل بأكمله لأنهم بذلوا مجهودًا كبيرًا ، خاصة أنهم أدّوا شخصيات أكبر من أعمارهم بكثير كما أنهم قاموا بذلك أثناء فترة الدراسة ومشاريع تخرجهم ، وطبعًا أشكر زوجتي جدًا بسبب دعمها المعنوي الكبير الذي دائمًا ما يجعلني قادرًا على أداء عملي بشكل جيد.





