#مقالات رأى

الإعلام الرياضى ومحنة التريند

بقلم- د. سهير صالح إبراهيم:

أعادت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لضبط أداء الإعلام الرياضى النقاش حول مشاكل الإعلام الرياضى فى الفترات الأخيرة وقد شملت هذه القرارت توصيات خاصة بتحديد مدة البرنامج الرياضى الحوارى وقصر مدة الاستوديو التحليلى للمباريات وإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي.

وهو ما يلقى بالضوء على بعض وجهات النظر فى جدوى تطبيق هذه القرارات لضبط الأداء وطبيعة الخطاب الإعلامى الرياضى والالتزام بالمعايير المهنية.

فهل من الأجدى التركيز على الشكل العام والوقت المحدد للبرنامج أم أن الأهم الاهتمام بالمحتوى المقدم فى هذه البرامج بعيدًا عن الجوانب الشكلية والزمنية، فليست العبرة فى تحديد مدة وموعد وشكل الظهور الإعلامى ولكن الأهم جدوى اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية ومدى كفاءتهم وموضوعيتهم فى تناول الموضوعات الرياضية ووضع كود مهنى واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه بما يمنع التعصب، خاصة أن ما تقدمه بعض برامج الإعلام الرياضى من مبالغة وإثارة وتبادل للاتهامات وملاسنات بين بعض مقدمى البرامج وضيوفها يعد معولا أساسيا لمشكلة التعصب الرياضي. كما أن للقائمين بالاتصال فى الإعلام الرياضى دورا من خلال هذه البرامج التى تزخر بها الفضائيات فى فترات ذروة المشاهد فقد حاد الإعلام الرياضى عن دوره الأساسى وأصبح محركًا أساسيًا للتعصب والاحتقان بين الجماهير فى الشارع الرياضى المصرى من خلال مشاركة بعض الإعلاميين المتعصبين لألوان الأندية.

فقد ركزت هذه المواد الرياضية فى الحصول على دخل مادى ووسائل الجذب للوصول للجماهير والمعلنين والممولين وتحقيق أعلى معدلات مشاهدة ومتابعة دون اهتمام بالمضمون فى ظل الاعتماد على بعض مشاهير الكرة الذين لم يحصلوا على تدريب إعلامى كاف والذى كان نتيجته شحنا متواصلا للجماهير قبل المباريات وبعدها للحصول على نسب مشاهدة والبحث عن التريند بما يقدم من محتوى إعلامى يعبر عن آراء موجهة لمصلحة شخصية خاصة أنهم من الرياضيين السابقين وفقًا لميولهم ولجذب الجمهور والمعلن، إضافة إلى الملاسنات مع العاملين فى قنوات منافسة وتبادل الاتهامات هذا وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن المواقع الالكترونية خاصة المواقع الخاصة لمشجعى الأندية وصفحات الفيس بوك أهم وسيلة إعلام تسهم فى موجات التعصب لأنها تتيح التعليقات المتشددة والمنحرفة إضافة للسخرية والتهكم بين جماهير الأندية (أو ما يسمى التحفيل).

بل تجاوز الخلل للوصول لمرحلة الهوس بقصد زيادة أعداد المتابعين والوصول إلى التريند أسوة بالآخرين دعاة التعصب وهو ما يؤكد أن هذه المنصات التى وفرتها مواقع التواصل وتقنيات الإعلام الرقمى تمت إساءة استخدامها خاصة أنها تجاوزت حراس البوابة التقليدية وأصبح صانع المحتوى هو من يتحكم فى الرسالة الإعلامية ويتواصل مباشرة مع الآخرين.

يعيد الصورة المنضبطة للإعلام الرياضى تقديم تغطية متوازية وعادلة من خلال سياسة تحريرية صارمة لمنع التجاوزات والصراعات والبعد عن السلوكيات السلبية من بعض الضيوف وبعض مقدمى البرامج الرياضية أنفسهم وكل عناصر المنظومة تأكيد مفهوم المنافسة وليس الصراع إضافة لوقفة قوية من الجهات المنظمة لضبط الأداء وتفعيل العقوبات على المخالفين.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *