قسم الصحافة ينظم ندوة “الصحافة والإعلام الرقمي- بين الواقع والتطور”

- د.إلهام يونس: نتعامل مع واقع إعلامي متغير، وعلى الطلاب التسلح بأدوات التفكير النقدي
- د.دينا عبد الكريم: المغامرة في تقديم محتوى هادف هي التي تصنع الفارق
- خالد البرماوي: يجب ترشيد استخدام التكنولوجيا والتركيز على المهارات الأساسية
- د. رامي عطا: العمل الأكاديمي والمجال المهني وجهان لعملة واحدة
كتبت: فاطمة ربيع – يمنى عزت
تصوير :إسلام نوار- سندس ياسر
مارفن عادل- محمد حنفي
نظم قسم الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق ندوة “الصحافة والإعلام الرقمي-بين الواقع والتطور- نصنع المستقبل” شارك فيها الإعلامية د. دينا عبدالكريم، عضو مجلس النواب وخالد البرماوي– الكاتب الصحفي والخبير في الإعلام الرقمي تحت رعاية الدكتورة سهير صالح عميدة المعهد وأدارتها الدكتورة منى الحسيني المدرس بقسم الصحافة، وقدمتها شهد سليمان الطالبة بالفرقة الرابعة بقسم الصحافة.
ورحبت الدكتورة إلهام يونس، وكيلة المعهد بالإعلامية البارزة وعضو مجلس النواب د. دينا عبدالكريم، مشيدة بتجربتها المتنوعة في ماسبيرو، وبرنامجها الذي قدم فقرات مميزة، منها فقرة “المهندس”، التي لاقت تفاعلاً كبيرًا على مواقع التواصل، خاصة من المجتمع الهندسي.
كما أثنت على مشاركة الإعلامي والخبير في الإعلام الرقمي خالد البرماوى، المحاضر بالدبلومة المهنية للإعلام الرقمي بالجامعة الأمريكية، مشيرة إلى أن وجوده يمثل إضافة حقيقية للطلاب، لما لديه من خبرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحولات الرقمية في الإعلام.
المهارات الأساسية
وأكدت وكيلة المعهد ، أن التطورات المتلاحقة في المجال الإعلامي تستدعي أن يكون الطالب قادرًا على التفاعل مع كل جديد، ولكن دون أن يفقد شخصيته أو يتنازل عن مهاراته الأساسية .
وقالت إننا نتعامل اليوم مع واقع إعلامي متغير، والتحدي الحقيقي هو أن نُعلّم طلابنا كيف يتفاعلون مع هذه التغيرات بأدوات التفكير النقدي، دون أن يتخلوا عن هويتهم أو يفرطوا في مهاراتهم الشخصية.
أضافت أن المناهج والمقررات الجديدة في كليات الإعلام، خصوصًا بعد تطبيق اللائحة الجديدة التي أقرها المجلس الأعلى للجامعات، باتت تركز على محاور متعددة أبرزها الدمج بين التكنولوجيا والتدريب العملي، وتطوير مهارات التفكير والتحليل في مواجهة الرسائل الإعلامية المعاصرة .
وأشارت إلى أن مشاركة الطلاب في هذا النوع من اللقاءات والأنشطة يُعد فرصة ممتازة لفهم رؤية البرامج الجديدة، التي تُعنى بتأهيلهم لسوق إعلامي رقمي متطوريعتمد على الاستفادة من التكنولوجيا دون التخلي عن المدخل القيمي والإنساني في العمل الإعلامي .
مد الجسور
أكد الدكتور رامي عطا صديق، رئيس قسم الصحافة بالمعهد ، على أهمية مد جسور التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات الإعلام العملي، مشددًا على أن العمل الأكاديمي والمجال المهني وجهان لعملة واحدة، ولا يجب أن تفصل بينهما جدران .
وأشار إلى أن اللقاء يمثل فرصة مهمة للطلاب والخريجين للاطلاع على أحدث التوجهات في الإعلام، مؤكدا أن الإعلام المعاصر لم يعد حكرًا على المؤسسات التقليدية، بل أصبح المواطن شريكًا فاعلًا في صناعة المحتوى، مؤكدا حرص المعهد على تعزيز التعاون مع المتخصصين في كثير من المجالات، وأن اللقاء ليس مجرد ندوة بل خطوة نحو توسيع آفاق الطلاب وربطهم بسوق العمل الإعلامي.
المحتوى الهادف
وقالت الإعلامية وعضو مجلس النواب د. دينا عبدالكريم إن المغامرة في تقديم محتوى جاد وهادف هي التي تصنع الفارق الحقيقي، مستشهدة بتجربتها الشخصية في أحد البرامج، حيث قالت إنه عرض عليها تقديم برنامج بإمكانيات محدودة جدًا، كانت أقل ميزانية في تاريخ البرامج التلفزيونية، ومع ذلك قبلت التحدي واستطاعت أن تخرج بأول برنامج عن شهداء الوطن بأعلى جودة ممكنة مشيرة إلى أن المؤسسات الإعلامية الكبرى غالبًا ما تميل إلى المحتوى الآمن والمضمون من حيث العائد، مثل لقاءات الفنانين التي تحقق نسب مشاهدة مرتفعة وتدر إعلانات بشكل ثابت، لكنها تفتقد إلى الجرأة في تقديم محتوى مختلف أو مغامر .
وأضافت أن المحتوى الهادف يحتاج إلى صبر واستمرارية، وأن النتائج لا تأتي فورًا، لكنها تأتي بأثر أعمق وعلى المدى البعيد، و أن القيمة تسبق العائد المادي دائمًا، وأن المال هو نتيجة جانبية لأي محتوى صادق يحمل رسالة، مضيفة أنه يجب على الشباب أن يحب المحتوى الذى يقدمه ، وان يصبروا عليه حتى يقدر على إثبات نجاحه.
الاستثمار في الذات
وأشارت إلى أن الإعلام وصناعة المحتوى يجب أن يُقودهما أشخاص يتحلّون بالمسؤولية الأخلاقية، في ظل طوفان المحتوى السريع والخفيف، مشددة على أهمية الاستثمار في الذات وتكوين محتوى حقيقي قبل التفكير في التفاعل مع الجمهور، وأن يكون لدي الطلاب عقلًا نقديًا قادرًا على التمييز، وأن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون بديلًا عن الفكر النقدي ، فلن تفيدنا أدوات الذكاء الاصطناعي دون عقل قادر على تحليل ما نقدمه. ولنكن نحن التيار الأقوى، ولنجعل من أنفسنا نموذجًا للمحتوى الجاد المحترم القائم على الفهم، لا التكرار.
الذكاء الاصطناعي
من جانبه حذر الكاتب الصحفي والخبير بالإعلام الرقمي خالد البرماوي من الركون الكامل إلى أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة دون تعزيز المهارات الإنسانية الأساسية، مؤكداً أن المستقبل سيشهد تحولات حاسمة في سوق العمل تتطلب توازناً دقيقاً بين التكنولوجي والإنساني.
وقال البرماوي إننا نعيش في قلب منطقة مظلمة وغير واضحة المعالم من التحولات التكنولوجية، حيث تتقدم الأدوات الرقمية بسرعة تفوق قدرة الإنسان على اللحاق بها، وطالب بترشيد استخدام التكنولوجيا والعودة للتركيز على المهارات الأساسية.
التحقق من المعلومات
وأضاف أن المهارات الإنسانية، وعلى رأسها الاتصال، وإدارة الحوار، والتفكير النقدي، والقدرة على التحقق من المعلومات، أصبحت ضرورة لا رفاهية، متابعًا أنه لا يمكن لطالب إعلام اليوم أن يكتفي بقراءة منشور على فيسبوك كمصدر للمعرفة ولكن لا بد من العودة إلى الجذور، وإلى المصادر الأصلية، لفهم ما يجري بعمق .
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير كثيراً من الوظائف خلال السنوات القادمة، وربما يتفوق على الإنسان في بعض المهن عالية الدقة مثل الجراحات الدقيقة أو البرمجة، لكنه لن يستطيع أن يحل محل المهارات ذات الطابع الإنساني الخالص.
تحديات عديدة
وأوضح أن الإعلام المصري – وتحديدًا الرقمي – يواجه تحديات عديدة، أهمها غياب نموذج ربحي واضح ومستدام، مشيرًا إلى أن الإعلام التقليدي اعتمد تاريخيًا على مصدرين رئيسيين للدخل هما الإعلانات، واشتراكات الجمهور. لكن في الوقت الراهن، أصبح كلا المصدرين في تراجع منوها إلى أن الإعلام الرقمي أصيب بالعطش، لأن الإعلانات لم تعد كافية، وأيضًا ثقافة الاشتراك مقابل المحتوى ليست منتشرة في مصر، رغم أن الناس تدفع في أشياء غير ضرورية مثل نغمات الموبايل.
أشار البرماوي إلى أن نصيب المؤسسات الصحفية والإعلامية من سوق الإعلانات في مصر محدود للغاية، موضحًا أن التقارير الدولية تُظهر أن ما يقرب من 85% من الإعلانات تذهب إلى المنصات الكبرى مثل فيسبوك ويوتيوب، بينما تتقاسم بقية المؤسسات الصحفية النسبة المتبقية.
وفي نهاية الندوة قام اللواء دكتور أحمد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية والدكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة بتكريم ضيوف الندوة ، كما تم تكريم خريجي المعهد المتميزين وهم أميرة عبد الفتاح الصحفية بجريدة الكرامة وعضو نقابة الصحفيين ومحمود زكي الصحفي بجريدة المصري اليوم وعضو نقابة الصحفيين .