عام دراسي مُشرق

بقلم د . هند يحيى
نحن الآن على مشارف عام جديد وفصل دراسى جديد فماذا أعددت له ؟….
للإنسان في حياته أدوارٌ شتى، ولكل دور منها مهامه وواجباته، فللأم دور، وللأب دور، وللأخ وللأخت دور، وللطالب دور، للمعلم دور، وغيرها من الأدوار… إلخ، والشعور بالتكليف تجاه تلك الأدوار والقيام بواجباتها هو ما تعرف به المسؤولية فى عمومها، ويعرف صاحبها بالفرد المسؤول.
تتجلى مسؤولية الطالب الجامعى في مناحٍ شتى، مناح المرحلة العمرية الخصبة التي يحياها الطالب في تلك المرحلة التعليمية، وتتباين بحسب كل طالب تبعاً لعوامل نفسية واجتماعية، باعتبار بروز تأثيراتهما.
أقول لكل طالب يريد التفوق والتميز ، حاول أن تحدد هدفك منذ بداية دخولك للجامعة ، فمثلا إذا كان هدفك هو أن تصبح صحفى ماهر ، فيجب أن تسعى للتدريب فى مؤسسة إخبارية كبيرة أو فى وكالة أنباء ، ويجب أن تتعلم أن تتحرى الدقة فى أخبارك كلها .
حاول أن تستمتع بكل لحظة تمر عليك بالجامعة لأن كل دقيقة تمر عليك بها لن تعوض أبدا ، وزملائك بالجامعة لن يعوضوا أبدا ، فمثلا إذا كان هناك أى نشاط طلابى بالجامعة سواء رحلات أو كتابة شعر وزجل أو قصة قصيرة أو زيارات ميدانية لمؤسسات صحفية حاول أن تشترك فى كل ذلك ، لأنك عندما تنتهى من المرحلة الجامعية ويرزقك الله بعمل فاعلم أنك لن تجد كل هذه الأنشطة فى عملك وستنشغل بحياتك العملية . فالمرحلة العمرية للطالب الجامعى مرحلة خصبة ربيعية لها قابلية كبيرة لأن تؤتى أكلها وأثمارها.
حاول أن تشارك بالنشاطات والندوات النقاشية حول كتاب ما، وسّع مداركك بالقراءة ، وفي محيطك وبيئتك ومجتمعك، وحتى فى أرجاء العالم، ابقَ على اطلاع على أحدث التقنيات والتكنولوجيا، وشاهد المفيد والممتع من الأفلام، وأخص الوثائقية منها، شاهد نشرات الأخبار وأقرأ الصحف والمجلات على اختلافها وتنوعها، وواكب التقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية.
كُن تلك الشخصية المعروفة بحماسها ونشاطها وتمردها وجنونها الجميل، وخطط كيف ستكون عطلتك القادمة وهى عطلة نصف العام الدراسى ، اغتنمها بتعلم هواية أو لغة ما، أو حلم كان يُراودك منذ الصغر.
استمتع بكل تفاصيل حياتك، انقل ثقافتك لغيرك، التقِ بأشخاص لا يتكلمون لغتك الأم واقضِ أكبر وقت معهم، حافظ على أصدقائك الذين يستحقون ان تُشاركهم طموحك معهم.
ولذلك على الطالب أن يعد نفسه جيداً من جميع جوانبها، مستفيداً من المزايا العديدة لحياته الجامعية وفرصها الكثيرة، ليصبح مواطناً صالحاً قادراً على العطاء وصناعة الحياة .