# Tags
#ثقافة وفن #مقالات رأى

حكمت أبو زيد…أول وزيرة للشئون الإجتماعية في عهد الرئيس عبد الناصر

إعداد/ ماجد كامل

ميلاده ونشأتها :

ولدت “حكمت أبو زيد ” في أحدى قرى القوصية بمحافظة أسيوط ، وكان ذلك خلال عام 1922، وكان ترتيبها هو الثالث بين أشقائها الثلاثة . وكان الوالد يمتلك مكتبة ضخمة تضم خطب “مصطفى كامل ” (1874- 1908) ومؤلفات ” مصطفى صادق الرافعي ” (1880- 1937) وكانت امها تشارك جاراتها المسيحيات في صوم السيدة العذراء ، تدرجت حكمت في مراحل التعليم المختلفة ، حتى ألتحقت بكلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة  خلال عام 1940، وكان عميد الكلية وقتها عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (1889- 1973) الذي تنبأ لها بمستقبل باهر . وبعد أن تخرجت من كلية الآداب ، حصلت على دبلوم التربية من معهد التربية العالي  .

سفرها إلى أنجلترا لدراسة درجة الدكتوراة :

أتيحت لها الفرصة لدراسة الماجستير والدكتوراة من جامعة ” سانت آندروز ” باسكتلندا  خلال عام 1950 ، ثم حصلت على درجة الدكتوراة  في علم النفس من جامعة لندن خلال عام 1955 ، وعن أثر الدراسة التي درستها فس تلك الجامعة تقول ” درست على يد مرجريت ميد ،وآيزيك ، ،وكان زملائي في نفس الدفعة كل من الأ ساتذة والدكاترة ( حامد عمار ، عبد العظيم أنيس ، أحمد أبو زيد ،ومعهم الطالب  العراقي خير الدين حسيب ، الذي تولى وزير منصب وزير الاقتصاد في بلاده ، وأسس مركز دراسات الوحدة العربية .

عودتها إلى مصر للتدريس بكلية البنات :

عادت أبو زيد بعد حصولها على الدكتوراة إلى مصر ، لتعمل أستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس ، وكانت عميدة الكلية وقتها الخبيرة التربوية الكبيرة ” أسماء فهمي ” (1906- 1956). 

أهم كتبها ومؤلفاتها :

1-التكيف الإجتماعي في الريف المصري  ( 1960 ) ويتناول موضوع التكيف الإجتماعي في المناطق الريفية في مصر .

2-التاريخ : تعلميه وتعلمه حتى نهاية القرن التاسع عشر ( 1962 ) وهو يتناول تطور تعليم التاريخ وطرق تدريسه .

3-دور المرأة العربية في معركة البناء ( 1964 ) وهو يتناول قضايا المرأة وتاثيرها في المجتمع.

4-ملامح شخصية المرأة البدوية :  ( 1972 ) دراسة منشورة في مجلة الدراسات الفلسفية والإجتماعية .

5- لها العديد من المقالات المتناثرة في الكثير من الدوريات .

وقد صدر عنها كتاب بعنوان ” الدكتورة حكمت أبو زيد : من القرية إلى الوزارة ( 2008 ) وهو كتاب يوثق سيرتها الذاتية ، ويجمع لها بعض الدراسات في علم الإجتماع .

توليها منصب وزيرة الشئون الإجتماعية :

تولت “حكمت  أبو زيد ” منصب وزيرة الشئون الإجتماعية في عهد الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر ، خلال الفترة من 29 سبتمبر 1962 – 30 سبتمبر 1965 ، ولقد اطلق عليها لقب ” قلب الثورة الرحيم ” . وخلال فترة توليها  الوزارة ، فتحت الباب للمرأة لتولي المناصب القيادية العليا ، رغم معارضة بعض القيادات الرجعية في تلك الفترة .

دورها في مجال المرأة والمجتمع :

كان لها  دور كبير في مشروعات التنمية وتحول المجتمعات المتخلفة إلى مجتمعات إنتاجية  ، فقامت بتأسيس مشروع ” الأسر المنتجة ” وهي عبارة عن أسرة تقدم لها ضمانا اجتماعيا أو إعانات مادية إلى ان يتحول أفرادها إلى خلية نحل تتمكن من إنتاج وتسويق إنتاجها فتصبح قادرة على تنمية دخلها وبالتالي تستفيد من هذا الدخل . كذلك حولت حكمت المراة الريفية من مجرد فلاحة بسيطة تقوم بمساعدة زوجها في الحقل وتربية المواشي ، لتصبح من الكوادر برغم عدم  إجاتها للقراءة والكتابة ، وتصبح رائدة ريفية تقدم خدماتها للأسر الريفية وتختار مشروعات من البيئة وتقوم بتنفيذها مثل مشروع الحياكة والكورشيه .

أهم ما حققته من إنجازات:

1-أثبتت حكمت أبو زيد كفاءة عالية في إدارة وزارة الشئون الإجتماعية ، وكانت صاحبة مشروعات قومية كبرى ، نذكر من بينها ( مشروع الأسر المنتجة ، مشروع النهوض بالمرأة الريفية ….. والخ ) واستطاعت أن تمند نشاطها لجميع القرى والنجوع بالجمهورية ،وإنشاء فروع عديدة للوزارة .

2-في خلال عام 1964 ،أضافت مع  آخرين ، مشروع وضع قانون ينظم العمل بالجمعيات الأهلية ، وكان الهدف منه هو جعل تلك الجمعيات ليست مجرد رئاسة وسلطة فقط  ،وإنما لها دور فعال ومؤثر بالمجتمع  ،وكان من أهم القوانين التي وضعتها “قانون الضمان الإجتماعي ” الذي يحمي أصحاب الحاجات .

3-عندما وقعت نكسة يونية 1967 ، كلفها الرئيس  الراحل عبد الناصر  بالاهتمام بالرعاية الإجتماعية لأسر الجنود  المقيمين على الجبهة المصرية .  

4-في عام 1969 ،قامت بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة ، بعد تعرضها للغرق ، مما جعل الرئيس عبد الناصر يصفها ب”قلب الثورة الرحيم ” ولقد اعجب بمشروع تهجير أهالي النوبة إلى منطثة شمال كوم  أمبو الكثير من زعماء العالم ،نذكر منهم “باندرانيكا ” رئيسة وزراء الهند .

 

أهم الجوائز وشهادات التقدير التي حصلت عليها :

1-منحها الرئيس الليبي الراحل ” معمر القذافي ” نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى .

2-منحها الملك الحسن الثاني ملك  المغرب  سيفه الذهبي  رغم أنه لم يكن يمتلك سواه .

عضويتها في جمعيات ومؤسسات  وطنية ودولية  :

1-عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي 1962 .

2-عضوية جمعية الأمم النتحدة بالقاهرة خلال الفترة من ( 1972- 1975 ) .

3-عضوة المجلس التنفيذي للاتحاد العالمي للمشتغلين بالمهن العلمية – باريس 1973 . 4-رئيسة الجمعية المصرية للتكافل الإجتماعي ( 1967 ) .

 

5-عضوة في المجالس القومية المتخصصة للخدمات والشئون الإجتماعية خلال الفترة من ( 1974- 1975 ) .

6-عضوة لجنة الدراسات الإجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة   لجنة الدراسات الإجتماعية .

 خلافها مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات :

عندما قام الرئيس الراحل أنور السادات بتوقيع أتفاقية كامب ديفيد ، أعترض بعض المثقفين عليها ، وكانت من بينهم ” حكمت أبو زيد ” ،فسافرت بعدها إلى ليبيا للعمل هناك  ،ولقد ظلت  حكمت أبز زيد خارج مصر لمدة عشر سنوات تقريبا  .

قرار الرئيس الراحل “حسني مبارك ” بعودتها إلى مصر :

وفي 2 مارس 1992 ، أصدر الرئيس الراحل ” حسني مبارك ” قرارا بعودتها إلى أرض مصر ، كما أصدرت المحكمة العليا قرارها بإلغاء الحراسة ، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بجنسيتها المصرية ، وفور علمها بذلك ،عادت على الفور إلى مصر .

 

تاريخ وفاتها :

توفت حكمت أبو زيد في 31 يوليو 2011 عن عمر يناهز 89 عاما ،وذلك نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية .

مراجع مختارة :

1-المجلس القومي للمرأة : الدكتورة حكمت أبو زيد .

2-مؤسسة المرأة والذاكرة The Women And Memory Forum

3-هايدي أيمن : حكمت أبو زيد أول وزيرة مصرية …. أسرار خاصة من حياتها …. وبماذا لقبها جمال عبد الناصر ؟  موقع بوابة الأهرام ، 30 يوليو 2024 .

 

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *