عيد الأم.. يوم واحد لا يكفي لمن منحنا الحياة كلها

كتبت: روضة أيمن
لا يوجد في العالم حب أنقى ولا أصدق من حب الأم، فهي تعطي بلا مقابل، وتضحي دون انتظار الشكر، وتظل الملاذ الأول والأخير لأبنائها مهما تقدم بهم العمر. ورغم أن مكانتها لا تحتاج إلى مناسبة لتقديرها، إلا أن العالم قد خصص لها يومًا ليكون فرصة للتعبير عن الامتنان لهذه الإنسانة العظيمة. ولكن، كيف بدأ الاحتفال بعيد الأم؟ ولماذا يحتفل به العالم بطرق وتواريخ مختلفة؟
عيد الأم هو يوم عالمي يحتفل فيه العالم بتكريم الأمهات والتعبير عن الحب والتقدير لهن، ويختلف موعد الاحتفال به من دولة إلى أخرى، لكن الهدف منه واحد وهو الاعتراف بفضل الأم ودورها المحوري في بناء المجتمع وتربية الأجيال.
وتعود فكرة عيد الأم إلى أوائل القرن العشرين، حيث بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أرادت الناشطة “أنا جارفيس” تكريم والدتها الراحلة، فقامت بحملة لجعل هذا اليوم مناسبة رسمية. وبالفعل، نجحت جهودها، وأُقر عيد الأم رسميًا عام 1914، ليتم الاحتفال به في الأحد الثاني من شهر مايو في الولايات المتحدة، ومن ثم انتشر إلى مختلف دول العالم.
أما في الوطن العربي، فقد بدأت الفكرة عام 1956 على يد الصحفيين مصطفى أمين وعلي أمين، عندما تأثرا بقصة أم كرّست حياتها لأبنائها دون أن تلقى أي تقدير منهم. فاقترحا تخصيص يوم 21 مارس، الذي يتزامن مع بداية الربيع، ليكون عيدًا للأم، إشارة إلى التجدد والعطاء.
وتختلف طرق الاحتفال بعيد الأم من بلد إلى آخر، حيث يعبّر الأبناء عن امتنانهم بطرق متنوعة مثل تقديم الهدايا، أو تنظيم الاحتفالات، أو مشاركة لحظات خاصة مع الأمهات، ولكن أكثر ما يسعد الأم ليس الهدايا المادية، بل الشعور بالحب والاهتمام والتقدير من أبنائها.
ويُعد عيد الأم فرصة لتقدير الدور العظيم الذي تقوم به الأمهات في بناء الأسرة والمجتمع فالأم ليست فقط منجبةً للأطفال، بل هي من تزرع القيم، وتغرس المبادئ، وتشكل ملامح الأجيال القادمة والاحتفال بها ليس مجرد تقليد، بل هو تذكير بفضلها، وفرصة لإظهار التقدير لها، خاصة في ظل ضغوط الحياة التي قد تجعل البعض يغفل عن التعبير عن مشاعرهم.
ورغم أن عيد الأم يُحتفل به ليوم واحد، إلا أن قيمته الحقيقية تكمن في جعل كل يوم فرصة لرد الجميل لهذه الإنسانة التي لا تتوقف عن العطاء. فالأم ليست بحاجة إلى يوم واحد لتُكرّم، بل تستحق التقدير والحب في كل لحظة. لذا، لا تجعل هذا اليوم يمر دون أن تعبر لها عن حبك وامتنانك، لأن الأم هي النعمة التي لا تُعوّض، والتي لا يدرك الإنسان قيمتها إلا بعد فوات الأوان.