#تعليم

د. خالد البرماوي: الخصوصية والإعلام الرقمي… بين الأخلاقيات المتغيرة وحدود المهنة

كتب – محمد منصور :

أكد الكاتب الصحفي وخبير الإعلام الرقمي د. خالد البرماوي، أن الجوانب الأخلاقية في العمل الإعلامي تظل مسألة نسبية ومتغيرة باختلاف الزمان والمكان والثقافة، مشيرًا إلى أن العاملين في هذا المجال يجب أن يميزوا دائمًا بين الخطأ المهني والخطأ الأخلاقي.

وقال خلال مشاركته في ندوة “الصحافة والإعلام الرقمي”، انه إذا أخذت محتوى دون نسبه إلى صاحبه، فهل ارتكبت خطأ مهنيًا أم أخلاقيًا؟ الحقيقة أن الإجابة تعتمد على السياق الثقافي، فالأخلاقيات ليست مطلقة، بل تتغير من مجتمع لآخر، ومن فترة زمنية لأخرى، وهنا تظهر أهمية الإدارة الأخلاقية الواعية.

وتطرق” البرماوي” إلى قضية الخصوصية في عصر الإعلام الرقمي، مؤكدًا أن المشاهير يخضعون لقواعد مهنية مختلفة نظرًا لطبيعة شهرتهم، قائلاً: “أشهر شخصية في البلد هي أقل شخص يتمتع بمساحة خصوصية، فإذا كان الفنان أو السياسي قد اختار الظهور العام، فلا يمكنه الاعتراض على التغطية الإعلامية في أماكن عامة، لكن يجب دائمًا احترام حدود الخصوصية، خاصة حين يتعلق الأمر بأفراد عائلته غير الساعين للشهرة”.

وأشار إلى أن التغطية الصحفية للمشاهير يجب أن توازن بين الحق في المعرفة واحترام الحياة الخاصة، ضاربًا مثالًا بالمصورين الصحفيين الذين يلتقطون صورًا من الشوارع أو الأماكن العامة، قائلاً: “لو التُقطت صورة من البلكونة، فهذه مساحة مكشوفة، ولا تُعد خرقًا للخصوصية. أما إذا اقتحم المصور المنزل، فقد تجاوز الحد الأخلاقي”.

وفي سياق متصل، انتقد “البرماوي” المعايير المزدوجة التي تستخدمها بعض المؤسسات في تغطية القضايا، قائلًا: “أحيانًا تُبرر بعض القنوات عدم عرض مشاهد معينة بأنها تلتزم بقواعد المنطقة، لكن هذه ليست بالضرورة قواعد مهنية. علينا دائمًا التفريق بين القواعد المحلية والمعايير المهنية الدولية”.

أكد د. خالد البرماوي، على أن الصحفي في العصر الرقمي مطالب بأن يكون على وعي بالتحولات الرقمية والضوابط الأخلاقية، قائلاً: “أمامنا تحديات متجددة تتعلق بالخصوصية والهوية والسرعة في النشر. لذا، فإن التمسك بالقيم المهنية والتفكير النقدي في كل قرار صحفي هو ما يصنع الصحفي الحقيقي”.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *