#تحقيقات وحوارات

رمضان في مصر حاجة تانية .. “شهر الصوم” فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية

كتبت: نبيلة روماني- الفرقة الأولى 

يتميز شهر رمضان في مصر بجو من التعاون والمحبة بين المسلمين والمسيحيين، مما يعكس أروع معاني الوحدة الوطنية  في هذا الشهر الكريم، حيث يتبادل الجميع مشاعر الألفة والتراحم، ويظهرون صوراً من التضامن الاجتماعي عبر العديد من الأنشطة المشتركة.

من أبرز هذه الأنشطة، تنظيم مائدة رحمن ضخمة لإفطار الصائمين، التي يعتبرها العديد من الأقباط تقليداً سنوياً، وأحد الأمثلة المميزة هو مبادرة محارب رمزي عجايبي، الذي نظم مائدة رحمن لإفطار الصائمين للسنة الثامنة على التوالي، استكمالاً لإرث المحبة الذي تركه له والده. كما قام راعي كنيسة الأقباط الكاثوليك، القمص يؤنس أديب، بتعليق زينة رمضان وفانوس على أبواب الكنيسة، في خطوة تعكس روح التسامح والتعايش بين المسلمين والمسيحيين.

إضافة إلى ذلك، ففي قرية بني عبيد بمركز أبو قرقاص جنوب المنيا، قام الأب أرميا، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم للأقباط الكاثوليك، بتعليق فانوس رمضان أمام الكنيسة، مما يعزز أجواء الشهر الفضيل.

وفي مدينة الغردقة، تم تركيب أكبر فانوس وهلال رمضان في شارع الشيراتون، الذي يعد من أهم الشوارع السياحية في المدينة، في احتفالية لفتت انتباه السياح والمواطنين.

وفي سياق مماثل، قامت كنيسة الأمير تادرس الشطبى، الموجودة وسط مدينة المنيا، بتزيين ميدانها الشهير بزينة شهر رمضان المبارك، بهدف الاحتفال بالشهر الكريم وتعزيز العلاقات الطيبة والمميزة بين المسلمين والمسيحيين.

تعكس هذه الأنشطة روح التعاون والمشاركة بين المسلمين والمسيحيين، حيث يتم تبادل الزيارات، وتقام سهرات رمضانية، ويتم تناول الأطعمة والحلويات والمشروبات الشهيره مثل الكنافة والقطايف والعَرَق سوس. كما تنظم الكنائس موائد إفطار مشتركة مع المسلمين، مما يعكس صورة مشرقة من الوحدة الوطنية.

وقد بدأت الكنائس في تنظيم موائد إفطار منذ عام 1919 بعد دعوة القمص سرجيوس من على منبر الجامع الأزهر إلى الوحدة الوطنية. البابا شنودة الثالث كان من بين أول من نظم هذه الموائد في الكاتدرائية المرقسية، حيث كان يحضرها كبار المسؤولين وشيخ الأزهر وعدد كبير من الائمه والشيوخ .

وعلى الرغم من توقف بعض الكنائس عن تنظيم موائد الإفطار بعد ثورة 25 يناير بسبب انتشار مرض إنفلونزا الطيور ،استمرت بعض الكنائس مثل الكنيسة الإنجيلية في تنظيم هذه الموائد، مما يعكس التزامها الدائم في تعزيز الوحدة الوطنية.

أعمال الخير لا تقتصر على موائد الإفطار فقط، بل تشمل أيضاً توزيع شنط رمضان، وتزين الشوارع، وتجهيز الكنائس لاستقبال شهر رمضان. وفى بعض الكنائس تقوم بتحضير وجبات ويقوم القساوسة بمساعدة فرق الكشافة بتوزيعها  على الصائمين في الشوارع، المنازل، والطرق السريعة وقت الإفطار، مما يعزز روح التكافل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع.

في النهاية، يُعد شهر رمضان في مصر فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين. إنه شهر يجسد التعاون والمحبة بين الجميع، ويعزز من قيمة التكافل الاجتماعي والمساعدة المتبادلة، مما يعكس صورة مشرقة للمجتمع المصري في أبهى صوره

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *