حسن يوسف.. من أيقونة الرومانسية إلى رمز الالتزام الفني والديني

كتبت/ ماريف ماهر
حسن يوسف، النجم المصري الذي أسر القلوب بشخصيته العذبة وأدواره الرومانسية، عاش مسيرة فنية متفردة جعلته أحد أبرز وجوه الفن المصري. وُلد في 10 ديسمبر 1934 في القاهرة، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ليبدأ رحلة إبداعية امتدت لعقود، كتب فيها اسمه بحروف من نور في قلوب جمهوره ومحبيه وقد توفي عن عمر يناهز ٩٠ عاما، بعد رحلة حافلة لمشواره الفنى والاجتماعى .
البدايات.. شاب وسيم وأحلام رومانسية
كانت البداية في أواخر الخمسينيات، حين ظهر حسن يوسف على الشاشة بوسامته وشبابه المتألق، يجسد دور العاشق الذي يتحدى الصعاب بحثًا عن الحب والسعادة. سرعان ما أصبحت ملامحه الشابة وابتسامته البريئة أيقونة للشباب الرومانسي، لتبدأ معها مسيرة نحو النجومية ولعب أدوارًا لا تُنسى، عايش فيها الجمهور تفاصيل الحب وصراعاته بأداء يفيض بالعذوبة.
مرحلة النجاح الكبير.. تألق وأدوار خالدة
في الستينيات والسبعينيات، بزغ نجم حسن يوسف وسط موجة إبداعية في السينما المصرية، مقدماً أفلاماً أضحت جزءًا من ذاكرة السينما:
“إشاعة حب” الذي شارك فيه بجانب عمالقة الفن كعمر الشريف وسعاد حسني، حيث نسجت الكوميديا الرومانسية في هذا الفيلم قصصًا أبدية.
“الخطايا”، حيث وقف بجانب عبد الحليم حافظ في عمل درامي أثار مشاعر الجمهور بطرحه العميق للقضايا الاجتماعية.
“الزواج على الطريقة الحديثة”، الذي برع فيه بالأداء الكوميدي الرومانسي، ليصبح من أشهر أفلام تلك الفترة.
استحق بجدارة لقب “دون جوان السينما المصرية”، بتألقه وجاذبيته التي جعلته حبيب الجماهير.
التحول نحو الفن الهادف.. رسالة جديدة
وفي الثمانينيات، اتخذ حسن يوسف قرارًا مفصليًا باختياره تقديم فن يحمل رسائل دينية وأخلاقية، مبتعدًا عن أدوار الشاب العاشق، ليظهر في أدوار أعمق تعكس قيمه الشخصية وقد كان هذا التحول بداية جديدة، تعززت فيها مسيرته برؤى إنسانية مؤثرة.
أعمال محورية في رحلته الجديدة
كانت مسيرته في هذا الاتجاه مليئة بالأعمال المؤثرة، وعلى رأسها مسلسل “إمام الدعاة”، حيث جسد شخصية الإمام محمد متولي الشعراوي بأسلوب مؤثر لاقى إعجاب المشاهدين، وحقق مكانة مميزة في قلوب من تابعوه.
الزواج من شمس البارودي.. قصة حب والتزام
في قمة نجوميته، تزوج حسن يوسف من الفنانة شمس البارودي، التي كانت من ألمع نجمات السينما بعد زواجهما، اتخذت شمس قرارًا جريئًا باعتزال الفن وارتداء الحجاب، ليعيشان معًا حياة هادئة مليئة بالتآلف والالتزام، بعيدًا عن أضواء الشهرة، في قصة حب شكلت مثالاً ملهماً داخل الوسط الفني.
العودة بحذر إلى الشاشة الصغيرة
بعد سنوات من الغياب، عاد حسن يوسف بحضور متأنٍ إلى الدراما، حيث ظهر في أعمال محدودة تتوافق مع مسيرته الجديدة، متناولاً قضايا اجتماعية ودينية تحمل رسائل نبيلة ورغم قلة ظهوره، بقي حضوره رمزًا للالتزام الفني، يتابعه الجمهور بشغف وحنين.
إرث خالد ووداع هادئ
رحل حسن يوسف تاركًا إرثًا لا ينسى، وخلّف وراءه أثرًا خالداً في ذاكرة عشاق السينما كان وداعه أكثر من مجرد نهاية لمسيرة فنية؛ بل كان وداعًا لرجل اختار أن يلتزم برسالة سامية في فنه، وأن يقدم نموذجًا نادرًا للتطور والتفاني.
ترك حسن يوسف بصمة راسخة في قلوب محبيه، وسيرته ستظل شاهداً على التزامه وإبداعه، ليبقى نجمًا يضيء درب الأجيال المقبلة.