# Tags
#تحقيقات وحوارات #رياضة

“كرفس في المدرجات”.. القصة الكاملة لأغرب تقليد في تاريخ جماهير تشيلسي

كتب:عبدالرحمن ابراهيم

شهد نادي تشيلسي الإنجليزي واحدة من أغرب القصص في عالم كرة القدم، قصة ارتبطت بخضار لا يبدو أن له أي علاقة باللعبة “الكرفس”. لكن هذا الخضار تحول، خلال سنوات طويلة، إلى جزء من ثقافة مدرجات “البلوز”، قبل أن ينتهي به الحال على قائمة الممنوعات داخل ملعب “ستامفورد بريدج”.

تعود بداية القصة إلى أحد أشهر مشجعي تشيلسي، ويدعى “مايكي جرينووي”، الذي ارتبط اسمه بعدد من الأهازيج الجماهيرية التي اشتهرت في الثمانينيات والتسعينيات. واحدة من هذه الأغاني كانت تتضمن كلمات ساخرة عن “الكرفس”، وسرعان ما أصبحت جزءًا من هتافات المدرجات، ومع الوقت بدأت جماهير تشيلسي أو جزء منها بإحضار الكرفس إلى المباريات، والتلويح به أو رميه في الهواء أثناء الهتاف. ومع مرور الوقت، تطورت الظاهرة إلى أن أصبح البعض يرمي “الكرفس” نحو أرض الملعب، وأدى إلى تسبب في مشكلة حقيقية للنادي.

ورغم أن القصة  في بداياتها مجرد “مزحة جماهيرية”، فإن تشيلسي لم يتعامل معها بالطريقة نفسها. ففي عام 2002، وأثناء مباراة في كأس الاتحاد الإنجليزي، شهد الملعب حادثة رمي كميات من الكرفس على أرضية الملعب، أدى إلى إيقاف أربعة مشجعين بسبب الواقعة، باعتبارها مخالفة لقوانين السلامة داخل الملاعب. ومع تكرار الشكاوى من الحكام ومسؤولي المباريات، بدأ النادي يتخذ إجراءات أكثر صرامة.

وجاء عام 2007 ليكون نقطة التحول الكبرى. ففي ذلك العام، أصدر نادي تشيلسي بيانًا رسميًا غير مسبوق، أعلن فيه حظرًا نهائيًا على إدخال الكرفس إلى المدرجات أو رميه خلال المباريات. البيان، الذي نشرته حينها صحيفة “ذا غارديان”، أكد أن “إلقاء أي أجسام على أرض الملعب ومن بينها الكرفس  يُعد جريمة جنائية قد تؤدي إلى الاعتقال وتسجيل جنحة على السجل الجنائي للمشجع. كما شدد النادي على أن أي مشجع يخرق ذلك قد يتعرض لعقوبة تصل إلى الحرمان من دخول الملعب مدى الحياة.

القرار كان واضحًا وحاسمًا، وجاء بعد تقارير أمنية تحدثت عن أضرار محتملة قد يسببها رمي أي جسم حتى لو كان قطعة من الخضار سواء للاعبين أو الحكام أو سير المباراة. ومنذ صدور ذلك البيان، لم يشهد ملعب “ستامفورد بريدج” أي حادثة رمي للكرفس، لتنتهي بذلك واحدة من أكثر الظواهر غرابة في تاريخ المدرجات الإنجليزية.

ورغم اختفاء الظاهرة رسميًا، فإن “قصة الكرفس” ما زالت تُروى بين جماهير تشيلسي، وأصبحت جزءًا من التراث غير الرسمي للنادي، وواحدة من الطرائف التي تُذكر عند الحديث عن تاريخ التشجيع في إنجلترا. إنها حكاية بدأت بنكتة في المدرجات، وانتهت ببيان رسمي وقانون صارم، ليبقى الكرفس على غرابته شاهدًا على كيف يمكن لعادة صغيرة أن تتحول إلى قضية كبيرة داخل كرة القدم.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *