# Tags
#ثقافة وفن

“أبو رية” لطلاب إعلام الشروق: تغيير جلدي الفني «احترافية».. والصدق على الشاشة يبدأ من التلقائية

كتب– محمد منصور:

أكد الفنان الكبير كمال أبو رية أن اختياراته الفنية المتنوعة وتحوله من الأعمال التاريخية إلى الكوميديا لم تكن «مغامرة»، بل خطوة مهنية نابعة من قناعته بأن الممثل المحترف يجب أن يمتلك القدرة على تجديد نفسه وتغيير جلده بما يناسب تطور الدور والدراما نفسها.

جاء ذلك خلال الندوة الحوارية التي نظمها قسم الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، والتي شهدت تفاعلاً كبيرًا من الطلاب الذين وجّهوا للفنان العديد من الأسئلة حول مسيرته وتحوّلاته الفنية وأسلوب أدائه التمثيلي الراقي.

وفي بداية حديثه، ردّ “أبو رية” على تساؤلات الطلاب الساخرة حول ظهوره دون «البدلة» الشهيرة التي ارتبطت بإحدى شخصياته، ليؤكد بروح مرحة أن بعض التفاصيل التي تتحول إلى «أيقونة» لدى الجمهور تبدأ غالبًا من تلقائية العمل وروحه، وليس من خطة مسبقة.

وانتقل النقاش إلى مسيرته الفنية، حيث أوضح أنه بعد سنوات طويلة قدّم خلالها شخصيات تاريخية بارزة مثل قاسم أمين وغيرها، قرر خوض تجربة الكوميديا، مؤكدًا أن هذه الخطوة لم تأتِ من جرأة بقدر ما جاءت من «احترافية»، وقال: “أنا في مهنة حساسة.. اشتغلت أدوار كثيرة جدًا، ورقصت واتنططت وعملت كل حاجة.. لكن ده شغل، وده احتراف.”

وأشار إلى أن نجاح شخصية كوميدية ما لا يعود لنمط الأداء فقط، بل يرتبط أولاً بقوة الكتابة، قائلاً: “لو قلنا إن الشخصية نجحت، فهي نجحت لأن الكاتب شاطر.. مش علشان أنا كنت شاطر. الخامة اللي اعتمدت عليها جيدة، الكاتب راسم الشخصية كويس، فاهم سلوكها وطريقة كلامها وتصرفاتها.”

وأضاف أن ما يقدمه الممثل يبقى جزءًا من عمل متكامل يُسهم فيه الكاتب والمخرج وباقي الفريق، موضحًا: “لو ليا فضل في النجاح فهو بفضل يتضاءل قدام الجهد العظيم اللي عمله أحمد عاطف، واللي عمله زمايلي في المسلسل.”

وانتقل الطلاب لسؤاله حول استعداداته للأدوار، وهل يعتمد على التحضير المكثف مسبقًا أم على الارتجال وفهم السياق أثناء التصوير، وهنا قدم الفنان شرحًا فنيًا معمقًا للمنهج الذي يتبعه في الأداء، مستشهدًا بمدرسة «ستانسلافسكي» في فن التمثيل، ولا سيما مفهوم خط الفعل المتصل.

وأوضح: “في الحياة الطبيعية إحنا ما نعرفش اللي هيحصل.. لكن في الدراما الممثل قاري وعايش ده، ومع ذلك المفروض يتعامل كأنه مش عارف. دي الطريقة اللي بتخلي الأداء تلقائي وصادق.”

وبيّن “أبو رية” أن هناك مدرستين في التمثيل: الأولى تعتمد على التحضير الشديد، والثانية على الفهم العميق دون تحميل العقل فوق طاقته، وقال إنه يتبع منهجًا «وسطيًا» يجمع بين الفهم والتلقائية دون إجهاد مبالغ فيه، مضيفًا: “أنا دايمًا أقول للممثلين الشباب: ما تشيلش هم المشهد.. افهم.. استوعب.. وادخل طبيعي. الصدق الفني بييجي من الحالة مش من الإجهاد.”

كما شرح كيفية دخول الممثل للمشهد بافتراض أنه لا يعرف ما سيحدث، رغم أن السيناريو مكتوب ومعلوم مسبقًا، قائلًا: “أنا داخل البيت مش عارف إن فيه مشكلة.. لو دخلت وأنا حاسس إن فيه مصيبة، هبان مكشر من الباب، وده غلط.. لازم أكون طبيعي 100% عشان رد الفعل يبقى صادق.”

وخلال الندوة، تحدّث “أبو رية” أيضًا عن الفروق بين الممثل الذي يمتلك قدرة عالية على الاستيعاب والإبداع اللحظي، والممثل الذي يجتهد بشكل مبالغ فيه في التحضير، مشيرًا إلى أن «الفهم والتعايش» أهم كثيرًا من «الحفظ والضغط».

أكد على أن التمثيل ليس مجرد أداء، بل دراسة حقيقية للسلوك الإنساني وتقديمه بصدق، مضيفًا أن أصعب ما يواجه الممثل هو الحفاظ على التلقائية رغم معرفته بكل تفاصيل المشهد مسبقًا.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *