نسيان الحاضر والاحتفاظ بالماضي..حقائق حول مرض “فقدان الذاكرة”.. وما علاقته بـ “الخَرَّف”؟

- تعرف على أسباب “فقدان الذاكرة” وطرق الوقاية منه
كتبت: روان أحمد
يُشير فقدان الذاكرة، إلى نسيان الذكريات؛ مثل: الحقائق والمعلومات والتجارب، وعلى الرغم من أن الأفلام والبرامج التلفزيونية تصور فقدان الذاكرة على أنه نسيان الهوية، فإن هذا ليس هو الحال عمومًا على أرض الواقع.
فإن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة، يعرفون هويتهم عادةً؛ ولكن، قد يواجهون صعوبة في تعلم معلوماتٍ جديدةٍ، وتكوين ذكرياتٍ جديدة، ويُمكن أن يحدث فقدان الذاكرة، بسبب تلف مناطقٍ في الدماغ، تلعب دورًا حيويًا في عمل الذاكرة، على عكس النوبات المؤقتة من فقدان الذاكرة، وهو ما يسمى بـ “فقدان الذاكرة الشامل العابر”.
لا يُوجد علاجٌ مُحددٌ لفقدان الذاكرة؛ ولكن يُمكن توجيه العلاج إلى السبب الرئيس للمرض، ويمكن مُساعدة الأشخاص المصابين بفقدان الذاكرة، وأسرهم، على التعايش مع المرض؛ وذلك من خلال نصائح تقوية الذاكرة، والحصول على الدعم.
الأعراض
ويُصاب مريض فقدان الذاكرة، بعرضين رئيسين؛ هما: صعوبة اكتساب المعلومات الجديدة، وصعوبة تذكر الأحداث الماضية، والمعلومات التي كانت مألوفةً له في السابق.
ويعاني معظم الأشخاص المُصابين، من مُشكلاتٍ في الذاكرة قصيرة المدى؛ لذا يعجزون عن الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، ويفقدون غالبًا الذكريات الحديثة، أما الذكريات الأقدم أو المُترسخة في الذاكرة، فقد تظل حاضرةً في أذهانهم.
وعلى سبيل المثال؛ قد يتذكر الشخص بعض التجارب من فترة الطفولة، أو يعرف أسماء الرؤساء السابقين؛ لكنه يعجز عن معرفة اسم الرئيس الحالي، أو الشهر الحالي، ولا يتذكر ما تناوله في وجبة الإفطار.
ولا يؤثر فقدان الذاكرة المُنعزل، في مستوى ذكاء الشخص، أو معرفته العامة، أو وعيه، أو مُدّة انتباهه، أو قدرته على تقدير الأمور، أو شخصيته، أو هويته، ويستطيع الأشخاص المُصابون فهم الكلمات المكتوبة والمنطوقة، وتعلُّم المهارات؛ مثل: ركوب الدراجات، والعزف على البيانو، كما أنهم يدركون أنهم يعانون من اضطرابٍ في الذاكرة.
ويختلف فقدان الذاكرة عن الخَرَف؛ إذ يشمل “الخَرَف” غالبًا فقدان الذاكرة، ولكنه ينطوي أيضًا على مشكلاتٍ أخرى في التفكير، تؤدي إلى تدهور الوظائف اليومية، وقد تتضمن هذه المشكلات صعوبة في اللغة، والقدرة على تقدير الأمور، والمهارات البصرية المكانية.
ويعتبر فقدان الذاكرة أيضًا، عرَضًا شائعًا للاختلال المعرفي المُعتدل، وينطوي هذا الاضطراب على مشكلاتٍ في الذاكرة، والإدراك، تكون أقل خطورةً من تلك التي يُعاني منها مريض الخَرَف.
متى يجب زيارة الطبيب؟
ويظل السؤال دائمًا، عن متى يجب زيارة الطبيب في حالات فقدات الذاكرة؟ والإجابة هي، إذا تعرض أي شخصٍ لفقدان ذاكرة مجهول السبب، أو إصابة في الرأس، أو عدم معرفة المريض لمكان وجوده، فإنه يحتاج إلى رعاية طبية فورية.
الأسباب فقدان الذاكرة
ويمكن أن يحدث فقدان الذاكرة، نتيجةً لتضرر أجزاء المخ التي تُشكِّل الجهاز الحَوفي، الذي يتحكم في الانفعالات والذكريات؛ والتي تشمل: المهاد الموجود في عمق مركز المخ، والتشكيلات الحُصينية الموجودة داخل الفصين الصدغيين.
كما يحدث فقدان الذاكرة أيضًا، بسبب إصابةٍ أو ضررٍ يلحق بالدماغ، يُعرف بـ “فقدان الذاكرة العصبي”، ومن الأسباب المُحتملة له:
- السكتة الدماغية.
- التهاب الدماغ، نتيجة لعدوى فيروسية؛ مثل: فيروس الهربس البسيط، أو كردّ فعل مناعي ذاتي لورم سرطاني في مكانٍ ما في الجسم، أو حتى كردّ فعل مناعي ذاتي مع عدم الإصابة بالسرطان.
- عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ؛ على سبيل المثال، إثر نوبة قلبية، أو ضيق تنفسي، أو التسمم بأول أكسيد الكربون.
- شُرب الكحوليات لفتراتٍ طويلة، ما يؤدي إلى نقص فيتامين B-1، أو ما يُعرف بالثيامين، في الجسم، والذي يُعرف بـ “متلازمة فرنيكيه كورساكوف”.
- وجود أورام في أجزاء المخ التي تتحكم بالذاكرة.
- الإصابة بداء آلـ زهايمر والأمراض الأخرى التي تُسبب تلف الأنسجة العصبية.
- نوبات الصرع.
- بعض الأدوية؛ مثل: مركبات البنزوديازيبين، أو الأدوية الأخرى التي تعمل كمهدئات.
ويمكن أن تؤدي إصابات الدماغ التي تُسبب ارتجاجًا، كـ “حوادث السيارات أو إصابات الملاعب”، إلى التشوش الذهني، وصعوبة تذكر المعلومات الجديدة، وهي أعراضٌ شائعةٌ في المراحل المُبكرة من التعافي، كما يوجد نوعٌ آخر نادرٌ من فقدان الذاكرة، يُسمى “فقدان الذاكرة الانفصالي”، وهو ينتُج عن التعرض لصدمة عاطفية أو صدمة نفسية شديدة؛ مثل: الوقوع ضحية لجريمة عنف، أو أي نوعٍ آخر من الصدمات النفسية الحادة، فعندما يُصاب الشخص بهذا الاضطراب، فإنه يفقد ذكرياته الشخصية، وأي معلوماتٍ عن حياته، ولكن عادةً ما يستمر ذلك مدة قصيرة فقط.
طرق الوقاية
قد يكون حدوث تلف في الدماغ سببًا رئيسًا لفقدان الذاكرة؛ لهذا من الضروري اتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل احتمالات تعرض الدماغ للإصابة؛ التي منها:
- عدم الإفراط في تناوُل المشروبات الكحولية.
- ارتداء الخوذة عند ركوب الدراجة، وحزام الأمان عند قيادة السيارة.
- سرعة علاج العدوى، حتى لا تنتشر في الدماغ.
- طلب العلاج الطبي فورًا، إذا كانت لديك أعراض تُشير إلى إصابتك بسكتة دماغية، أو تمدد الأوعية الدموية في الدماغ؛ ومن هذه الأعراض: الصداع الشديد، والشعور بالخدر في أحد جانبي الجسم، أو عدم القدرة على تحريكه.