#أخبار

اللواء د. أحمد عبد الرحيم: بناء الإنسان يبدأ من وعيه.. والإعلام سلاح لا يقل أهمية عن المدفع

كتب- محمد منصور:

أكد اللواء د. أحمد عبد الرحيم، رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، على أن الإعلام لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل أصبح شريكًا فاعلًا في تشكيل الوعي وبناء الإنسان، بل وأداة مؤثرة في إدارة الأزمات وصناعة الانتصارات أو الهزائم على حد سواء.

وقال عبد الرحيم قد أبدو اليوم متأثرًا بالوجدان أكثر من العقل، لأنني أتحدث عن قضية عشتها وعايشتها بنفسي، وهي قضية بناء الإنسان والإعلام، فقد كنت شاهدًا على فترات فاصلة من تاريخ هذا الوطن، من نكسة 1967 إلى نصر أكتوبر المجيد.

الإعلام بين التهوين والتهويل

تحدث اللواء أحمد عبد الرحيم، عن دور الإعلام في نكسة يونيو 1967، مشيرًا إلى أن الإعلام وقتها لم يتعامل بشفافية مع الشعب، بل عمد إلى تهوين الهزيمة وتضخيم الإنجازات الوهمية، مما ساهم في حالة من الصدمة الجماعية حين أعلنت الحقائق.

وأضاف: “كلنا صدقنا أن القوات المصرية على مشارف تل أبيب، لكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا. وعندما أعلن الرئيس عبد الناصر تنحيه يوم 9 يونيو، شعر الجميع بالخذلان، وكان لا بد من إعادة بناء القوات المسلحة… لكن الأهم كان إعادة بناء الإنسان المصري نفسه.”

بناء الوعي… معركة أخطر من السلاح

أكد أن بناء الإنسان هو المعركة الأهم، وهو ما أدركته الدولة بعد الهزيمة، فتم تأسيس “إدارة التوجيه المعنوي” في القوات المسلحة، لتلعب دورًا محوريًا في تعزيز الثقة بالنفس لدى الجنود والضباط، وفي تعبئة الروح الوطنية لدى عموم الشعب.

وأوضح: “في حرب أكتوبر لم نمتلك سلاحًا جديدًا، ولا طائرات متقدمة، لكن المفاجأة كانت في المقاتل المصري، الذي تم تأهيله نفسيًا ووطنيًا ليؤمن بأن النصر ممكن، وأن الكرامة يمكن استردادها.”

توحّد الشعب خلف معركة الكرامة

روى اللواء أحمد عبد الرحيم، مشهدًا إنسانيًا مؤثرًا من يوم 6 أكتوبر، حين تلقى أوامر بدء الحرب، قائلاً: “عندما علم الجنود بالتحرك نحو المعركة، لم يكن هناك تردد، بل كان هناك فرح واحتفال، وكأننا داخلون على عُرس. لقد كان الجميع متعطشًا للثأر من الهزيمة، وكان الشعب كله يدًا واحدة خلف قواته المسلحة.”

وأشار إلى أن الروح الجماعية التي عاشها الشعب المصري خلال الحرب، تجلت في مظاهر غير مسبوقة، حيث لم تُسجل أقسام الشرطة أي بلاغات عن سرقات أو مشاجرات، وهو دليل واضح على أن المجتمع بأكمله كان في حالة اصطفاف وطني نادر.

الإعلام المسؤول… هو البداية

واختتم كلمته بتوجيه الشكر لكل القائمين على المؤتمر، وعلى رأسهم سيدة الأعمال ياسمين خميس على دعمها ورعايتها، كما شكر لجان التنظيم والباحثين والطلاب، مؤكدًا: “هذا المؤتمر ليس مجرد فعالية علمية، بل هو منصة لحوار وطني حقيقي حول مستقبل الإعلام، وكيف نصنع إعلامًا مسؤولًا، إنسانيًا، يبني ولا يهدم… ينهض بالوعي ولا يضلله.”

وذلك خلال كلمتها بالجلسة الإفتتاحية للمؤتمر العلمي الثامن للمعهد الدولي العالي للإعلام باكاديمية الشروق، بحضور الأستاذة ياسمين خميس، واللواء دكتور أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس إدارة أكاديمية الشروق، ودكتور محمد شومان نائب رئيس مجلس الإدارة، ودكتورة إلهام يونس وكيلة المعهد وأمين عام المؤتمر، ود. طارق سعده نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، ود. جودة غانم رئيس قطاع التعليم وأمين المجلس الأعلى لشؤون المعاهد، نيابة عن دكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، ود. حسام عبد الغفار مساعد وزير الصحة، والمتحدث الإعلامي، ود. مفيد شهاب أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، ووزير التعليم العالي سابقًا، ود. سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ووزير الإعلام الأسبق، والفنان أشرف زكي نقيب الممثلين، ود. منى الحديدى أستاذ الإعلام وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، والكاتبة الصحفية سناء البيسي.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *