“حديقة الأزهر”.. واحةٌ خضراءٌ في قلب القاهرة تجمع بين الطبيعة والتراث

- د. أحمد عبدالفتاح: الدولة تسعى باستمرارٍ لتحسين الحديقة وصيانتها لضمان جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم
كتبت: روان أحمد عطا
تعتبر حديقة الأزهر، من أهم المعالم السياحية في قلب العاصمة المصرية القاهرة، وتُعد من أكبر الحدائق العامة في المنطقة، وتمثل استراحةً خضراء وسط العاصمة المُزدحمة، كما تُجسد جهود مصر في تعزيز المساحات الخضراء، وحماية البيئة، وتتيح للزوار فرصة للاستمتاع بالطبيعة في موقعٍ تاريخيٍ يمزج الماضي مع الحاضر.
أُنشئت حديقة الأزهر في عام 2005م، بعد أن كانت منطقة غير مُستغلة، وتم تحويلها إلى واحدةٍ من أهم معالم القاهرة، بعد سنواتٍ من العمل المُكثف؛ حيث قامت وزارة الزراعة، مع عددٍ من الخبراء والمصممين، بتطوير الموقع على مساحة حوالي 80 فدانًا، وكانت المنطقة قبل ذلك جزءًا من الأراضي المُهملة المُجاورة لجامع الأزهر، وتحتوي على العديد من الآثار الإسلامية المهمة.
التصميم المعماري والطبيعة
تم تصميم الحديقة بأسلوبٍ يتناغم مع الطابع التاريخي للمنطقة، ويتميز تصميمها بممراتٍ، وحدائقٍ متنوعة، تشمل أشجارًا ونباتات من أنواعٍ مُختلفة، بالإضافة إلى مساحاتٍ شاسعة من المسطحات الخضراء، تتيح للزوار الاستمتاع بجولات المشي بين الأشجار والنباتات المُتنوعة، أو الجلوس في أماكن هادئة للاسترخاء.
كما تحتوي الحديقة على العديد من المعالم؛ مثل:
- بحيرة صغيرة، تمنح الزوار فرصة للاستمتاع بمشهد مائي هادئ.
- المساحات المخصصة للأطفال؛ حيث يُمكن للأسر الاستجمام في بيئة آمنة.
- المطاعم والمقاهي التي توفر لزوارها؛ حيث توفر فرصةً لتناول الطعام في مكانٍ مفتوح وسط الطبيعة.
أهمية الحديقة البيئية
ولا تمثل حديقة الأزهر وجهةً سياحيةً فقط؛ بل هي أيضًا جزءًا من الجهود الحكومية؛ لحماية البيئة، وتحسين جودة الهواء في القاهرة، مع التوسع العمراني الذي تشهده معظم أنحاء العاصمة، أصبحت المساحات الخضراء نادرة، مما جعل من حديقة الأزهر مكانًا هامًا للتنفس النقي، والابتعاد عن الضوضاء؛ حيث تعمل على تحسين بيئة المنطقة المحيطة بها، إذ تُساهم في تقليل التلوث البيئي، ورفع مستوى جودة الحياة للسكان المُحيطين بها.
الأنشطة والفعاليات
تستضيف حديقة الأزهر، بشكلٍ دائمٍ، العديد من الفاعليات الثقافية والاجتماعية؛ مثل:
- الحفلات الموسيقية: حيث يتم تنظيم فاعليات موسيقية في الهواء الطلق.
- الاحتفالات والمهرجانات: خاصةً في الأعياد، والمُناسبات الوطنية، مما يجعل الحديقة وجهة مُحببة للعائلات
- توفر أماكن مُخصصة للمشي وركوب الدراجات، ما يجعلها مكانًا مثاليًا لممارسة الرياضة، أو الاستمتاع بجولات هادئة.
التحديات
على الرغم من كون حديقة الأزهر مكانًا رائعًا للزيارة؛ إلا أنها تواجه بعض التحديات المُتعلقة بالحفاظ على المساحات الخضراء، وصيانتها بشكلٍ دوريٍ، ذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، والتغيرات المناخية التي قد تؤثر على النباتات؛ وعلى هذاالنحو، فإن الجهات المعنية تواصل بذل الجهود لتطوير الحديقة، وصيانتها؛ لتظل وجهةً جذابةً، ومناسبة لجميع الزوار.
جهود وطنية
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد عبد الفتاح، مدير حديقة الأزهر، أنها تُمثل نموذجًا هامًا لجهود الدولة في توفير المساحات الخضراء في وسط القاهرة؛ موضحًا أنها ليست فقط ملاذًا طبيعيًا في قلب العاصمة؛ بل أيضًا مثالًا للتعايش بين البيئة الطبيعية والتراث الثقافي، وتسعى الدولة باستمرارٍ لتحسين الحديقة، وصيانتها؛ لضمان أن تظل مكانًا مُميزًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.