كونها أحد أشكال الصحافة الشعبية والبديلة..د. رامي عطا صديق يوضح دور “صحافة المواطن” في صناعة الإعلام

عطا: صحافة المواطن تُبدل الكراسي بين الأفراد والصحفيين
قلة الخبرة وغياب التدريب أبرز تحديات صحافة المواطن
أجرى الحوار: عبد الرحمن إبراهيم
في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه، باتت وسائل التواصل الاجتماعي منصة أساسية للتواصل وتبادل المعلومات، وأبرزت ظاهرة جديدة تُعرف باسم “صحافة المواطن” كأداة فعالة لمُشاركة الأخبار والأحداث من منظورٍ مختلف.
وتُعد “صحافة المواطن” واحدةً من الظواهر الجديدة التي طرحت نفسها بقوةٍ على الساحة الإعلامية، حتى أصبح يتم وصفها من قِبل بعض الباحثين، بأنها واحدةً من أبرز أشكال الصحافة الشعبية.
وفي هذا الإطار، موقع “شروق نت”، حاور الدكتور رامي عطا صديق، رئيس قسم الصحافة، بالمعهد الدولي العالي للإعلام، بأكاديمية الشروق، حول أهم جوانب صحافة المواطن، ومزاياها وعيوبها، ودورها في صناعة الإعلام.
كيف لصحافة المواطن أن تُساهم في نشر الوعي حول القضايا المهمة؟
تُتيح “صحافة المواطن” للجمهور فرصة المُساهمة في صناعة الإعلام، والتعبير عن آرائهم، وطرح القضايا التي تهمهم بشكلٍ مباشر، كما تُساهم في تعزيز الشفافية، وكسر احتكار المؤسسات الإعلامية التقليدية لنشر المعلومات، فالمواطن أصبح شريكًا في صناعة الرسالة الإعلامية، وحدث نوع من أنواع تبادل الكراسي؛ حيث أصبح المواطن هو الإعلامي، وفي بعض الأحيان يتلقى الإعلامي المعلومة من المواطن، ويكون ذلك بسبب شبكة الإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي، فعلى سبيل المثال؛ مواطن يسير في الشارع ويسجل الحدث الذي أمامه سواء حريق أو حادثة، ويصورها فيديو، وينشرها على حسابه عبر فيسبوك، أو يرسل ما صوره لإحدى وسائل الغعلام التقليدية أو الحديثة، فيصبح المواطن هنا مُنتجًا للرسالة الإعلامية.
ولكن يوجد في “صحافة المواطن” بعض المُشكلات، كونها في النهاية نِتاج مجموعة من الهواة، غير المُتخصصين في مجال الإعلام، وكيفية صناعته، فبعض الذين يمارسون العمل الإعلامي من المواطنين، ليس لديهم فكرة عن ضوابط وأخلاقيات العمل الإعلامي، فمن الممكن أن يُعرضوا محتوى به تعبيرات سب وقذف، أو تعبيرات سخرية، أو خطاب كراهية، فلذلك يحتاج المواطنون إلى التوعية الإعلامية، سواء من خلال الدراسات الحرة في كليات الإعلام، أو في مؤسسات إعلامية، أو جمعيات أهلية، أو بشكلٍ خاص.
وأصبحت “صحافة المواطن” مؤثرة الآن؛ فعلى سبيل المثال: “صورت مواطنة فيديو لرجل يتحرش بسيدة، ونشرته عبر منصات السوشيال ميديا، وبعد ساعتين من نشر الفيديو استطاعت الجهات الأمنية القبض على المُتحرش”، فهناك أشياءً إيجابية كثيرة يستطيع المواطن أن يقوم بها.
ما التحديات التي يواجهها الصحفي المواطن؟
هناك تحديات كثيرة أذكر منها مثلًا لا حصرًا..
- قلة الخبرة وغياب الاهتمام بالتدريب تُعتبر أبرز التحديات، في بعض الأحيان يُريد المواطن الكتابة في موضوعات وقضايا سياسية أكبر من إدراكه، أو لا تتوفر لديه معلومات كافية.
- ثقة الناس في صحفيو السوشيال ميديا ما زالت محدودة نسبيًا، فالبعض مازال يقول أنا قرأت الجريدة، أو شاهدت التلفاز، أو سمعت الرادية، خاصةً أن شبكات التواصل الاجتماعي لا تتحلى بالمصداقية الكافية.
- الصحفيون لديهم خبرة أكثر في الوصول إلى المصادر المسؤولة على عكس المواطن الصحفي.
- المواطن الصحفي يقتصر عمله على نقل الحدث الذي يراه من خلال صورة أو فيديو، لكنه لا يمتلك خبرة القيام بحوارٍ مع وزير، أو مسؤول مهم ومؤثر، فهي تجربة محدودة نسبيًا.
كيف يمكن تجنب نشر المعلومات المُضللة أو الأخبار الكاذبة في صحافة المواطن؟
أن يتسم المواطن الصحفي بالوعي الذاتي، والضمير النفسي، وعدم التسرع في النشر، وعدم نشر المعلومة من شخص إلا بعد التأكد منها، فمن المهم أن يتأكد الصحفي من المعلومة مرة، واثنان، وثلاثة؛ كي لا يتسبب في نشر الشائعات والأخبار الزائفة.
ما النصائح التي تُقدمها للصحفيين المواطنين المبتدئين؟
أدعوهم إلى الدراسة، سواء من خلال الدورات التدريبية بنقابة الصحفيين، أو المؤسسات الصحفية، أو الدراسة في كليات ومعاهد وأقسام الإعلام، لأن الدراسة تدفعك إلى كشف الموهبة والمهارة وصقلها بالمعرفة والمعلومات.
على أية حال فإن صحافة المواطن من أهم الظواهر الحديثة؛ حيث إن التداول عبرها أصبح ضخمًا في فترة وجيزة، بالإضافة إلى أنها ما زالت في ازدياد، خاصةً في ظل قدرة الجمهور على توظيف أدوات الصحافة والإعلام بسهولة ويُسر، وبالتحديد عبر الهاتف المحمول الذي أصبح بمثابة أداة رئيسة تُستخدم في صحافة المواطن، بالإضافة غلى توظيف الكثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي.