المدير السابق بإدارة الخانكة التعليمية:”بدون تطوير التعليم، لا يمكن بناء دولة حديثة”.

حوار: ندي أسامة
في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري إعادة النظر في منظومة التعليم لتواكب متطلبات العصر الحديث. ومع اتجاه وزارة التربية والتعليم المصرية إلى تطوير المناهج، كان لابد من التعرف عن قرب على هذه التغيرات وتأثيرها على الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. ولذلك قمنا بحوار خاص مع عويس حسن محمد عويس المدير السابق بإدارة الخانكة التعليمية لنتحاور معه عن تفاصيل خطة تطوير المناهج، ورؤيته للمستقبل التعليمي في مصر.
وكان الحوار كالتالي..
* ما الهدف الأساسي من تعديل المناهج؟
تطوير العملية التعليمية أصبح ضرورة في الوقت الحالي، فالمناهج القديمة ليست مناسبة للأجيال الحالية، ومع تطور العالم أصبح من الضروري تطوير التعليم ليتماشى مع المتغيرات والتقنيات الحديثة، ومن دون هذا التطوير لم يكن من الممكن أن نصل إلى المستوى العالمي أو ننافس على الساحة الدولية.
* ما أبرز التغيرات التي طرأت على المناهج في السنوات الأخيرة؟
شهدت المناهج التعليمية تغيرات ملحوظة في السنوات الأخيرة تمثلت في التركيز على تنمية المهارات العملية والفكر النقدي بدلاً من الحفظ والتلقين، كما تم إدخال وسائل تعليمية حديثة تعتمد على التكنولوجيا وتفعيل دور الطالب داخل العملية التعليمية، فالمناهج القديمة لم تعد تلائم الأجيال الحالية التي تمتاز بالذكاء وسرعة الفهم، ومع التطورات السريعة في مجال التربية والتعليم، أصبح من الضروري إعادة النظر في النظام التعليمي وتطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر، ودون تطوير التعليم، لا يمكن أن نبني دولة حديثة، فالتعليم هو الأساس الذي تُبنى عليه المجتمعات القوية والدول المتقدمة، وورغم ما تحقق من خطوات مهمة، لا يزال التعليم في بلدنا بحاجة إلى المزيد من التطوير والتحديث المستمر، لأن تطوير التعليم هو المفتاح الحقيقي لبناء الدولة المصرية الحديثة وتحقيق مستقبل أفضل.
* هل ترى فرقاً بين الجيل الحالي والجيل القديم؟
بالتأكيد هناك فرق واضح بين الجيل الحالي، والجيل القديم؛ حيث إن الجيل الحالي يتميز بذكاء أكبر وسرعة في الفهم نتيجة تعرضه لوسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، لكنه في المقابل أقل طاعةً وانضباطًا، بسبب هذا الانفتاح الكبير على العالم، أما الجيل القديم فكان أبسط في تفكيره، يعتمد بشكل رئيسي على الكتاب، وكانت مطالبه محدودة، ويتسم بالاحترام والطاعة، ومع ذلك، فإن تطور الأجيال الحالية في الفهم والذكاء فرض علينا ضرورة تطوير التعليم، وتحديث أساليب التربية والقيم والمبادئ، حتى نتمكن من مواكبة ما وصلت إليه الدول المتقدمة.
* كيف تم التركيز الآن على الفهم أكثر من الحفظ؟
التركيز الآن أصبح على الفهم أكثر من الحفظ، لأننا بدأنا نستخدم طرقًا حديثة مثل التعلم النشط، الذي يُشرك الطالب ويجعله يفكر، لا أن يستمع ويحفظ فقط. اليوم، يفهم الطالب المعلومة من خلال أنشطة ومناقشات، وهذا يساعده على الاستيعاب الأفضل وتطبيق ما يتعلمه، وكل ذلك يتماشى مع طبيعة العصر والأجيال الجديدة.
* هل تم إضافة مواد جديدة أو إلغاء مواد قديمة؟
لم يتم إلغاء المواد القديمة، بل ما زالت موجودة، ولكن تم إضافة مواد جديدة مثل مادة ‘اكتشف’ و’المهارات’، بالإضافة إلى إضافة لغة أجنبية ثانية في المرحلة الإعدادية مثل الفرنسية، أو الألمانية، أو الإيطالية بجانب اللغة الإنجليزية.
* هل يوجد اختلاف بين المناهج الحكومية والخاصة؟
لا يوجد أي اختلاف بين المناهج الحكومية والخاصة، حيث أن الجميع يتبع المناهج المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة.
*كيف أثر تطوير المناهج على استيعاب الطلاب؟
تطوير المناهج أثر بشكل إيجابي كبير على استيعاب الطلاب ومع تطور العملية التعليمية أصبح الطلاب أكثر قدرة على فهم واستيعاب المعلومات بشكل أسرع وأعمق؛ فنحن الآن نواكب المناهج العالمية وكل ما يتم تدريسه في الدول المتقدمة أصبح موجودًا في مدارسنا، مما ساعد على تحسين مستوى ذكاء الطلاب. كما أن هذا التطور لم يقتصر فقط على الطلاب، بل أثر أيضًا على المعلمين الذين أصبحوا أكثر تطورًا؛ حيث أصبحوا يستخدمون طرق وأساليب حديثة تتناسب مع احتياجات الأجيال الجديدة.
* هل ساعد التطوير المعلمين على تحسين طرق التدريس؟
بالتأكيد باستخدام الوسائل الحديثة في التدريس، أصبح المعلم أكثر تطورًا في طرق الشرح. كما تحسنت علاقته بالطلاب وأصبحت أكثر تفاعلًا وودية، مما ساعد في زيادة وعي الطلاب ومستواهم العلمي. كما أن التطورات التكنولوجية، مثل استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الذكاء الاصطناعي، ساهمت في نضوج الطلاب علميًا وجعلتهم أكثر قدرة على استيعاب المعلومات، مما ساعدهم على مواكبة التطورات العالمية.
* هل واجه المعلمون صعوبات مع التغيير؟
واجه المعلمون بعض الصعوبات في البداية مع التغيير، خاصة فيما يتعلق بتطبيق الأساليب والوسائل التعليمية الحديثة. لكن تم التغلب على هذه الصعوبات من خلال وسائل التدريب الحديثة التي وفرتها وزارة التربية والتعليم.
* هل أدى التغيير إلى تخفيف العبء التدريسي على الطلاب؟
لا، لم يؤدي التغيير إلى تخفيف العبء التدريسي على الطلاب، بل في بعض الحالات، زاد العبء التدريسي نتيجة لتوسيع المناهج وإضافة مواد جديدة.
* ما رأي الطلاب في المناهج الجديدة مقارنة بالقديمة؟
الجيل الحالي لم يمر بتجربة المناهج القديمة إلا من خلال ما يسمعونه من أقرانهم أو أقاربهم. كثيرًا ما يعبر الأقارب عن شعورهم بالأسف على الجيل الجديد بسبب زيادة عدد المواد والمناهج، مما يضع عبئًا أكبر على عقول الطلاب في العملية التعليمية، ومع ذلك يرى الطلاب أن الوسائل التعليمية الحديثة قد جعلت طرق التعليم أسهل وأكثر تفاعلًا مقارنة بالماضي، مما يسهم في تحسين تجربتهم التعليمية رغم زيادة الضغط الدراسي.
* هل تراعي المناهج الحديثة الفروق الفردية بين الطلاب؟
بالطبع المناهج الحديثة تراعي الفروق الفردية بين الطلاب؛ حيث يتم التعامل مع الطلاب بناءً على مستواهم الأكاديمي، فنجد أن هناك طلابًا بمستوى ممتاز وآخرين بمستوى جيد جدًا، بالإضافة إلى الطلاب ذوي المستويات المتوسطة وأقل من المتوسطة. وهؤلاء الطلاب يتم تقديم الدعم لهم من خلال عمليات تحسين خاصة في القراءة والكتابة، وكذلك في المواد الحسابية واللغة الأجنبية، وذلك لضمان أن جميع الطلاب يحصلون على التعليم الذي يتناسب مع قدراتهم.
* هل ما زالت الامتحانات الوسيلة الأساسية للتقييم؟
نعم، ما زالت الامتحانات هي الوسيلة الأساسية لتقييم الطلاب في مصر.
* هل يتم استخدام بنك المعرفة وأدوات التعليم الإلكتروني بفاعلية؟
نعم يتم استخدام بنك المعرفة وأدوات التعليم الإلكتروني بفاعلية. على سبيل المثال، في مدرستي يتم الاستفادة من بنك المعرفة، وكذلك القراءة في المكتبة، بالإضافة إلى استخدام السبورات الذكية الحديثة، التي تساعد الطلاب في فهم المناهج التعليمية بشكل أفضل وأكثر تفاعلًا.
ما رأي أولياء الأمور في تغيير المناهج؟
في البداية كان أولياء الأمور يشعرون بصعوبة في التغيير وكانوا يفضلون المناهج القديمة، لكن مع مرور الوقت وبعد أن تم تطوير المناهج وتبسيطها، وشرح المعلمين لهم الطرق الحديثة في التدريس، بدأ أولياء الأمور يفهمون الفوائد التي حققتها هذه التغييرات. الآن، أصبحوا أكثر سعادة وفخرًا بالتقدم العلمي الذي حققته المناهج في وزارة التربية والتعليم.
* ما تقييمك للمناهج الحديثة؟
المناهج الحديثة أفادتنا بشكل كبير مقارنة بالمناهج القديمة، فقد ساعدت المناهج الحديثة في تطوير ذكاء الطلاب، وقللت من الفوارق بينهم، كما زادت من نشاطهم وحيويتهم، كانت المناهج القديمة في بعض الأحيان تؤدي إلى بطء في النشاط وقلة التفاعل، ولكن الآن، أصبح النشاط الطلابي أكثر تنوعًا وحيوية، لذلك، نجد أن الطلاب يحبون المناهج الحديثة، ولا يرغبون في العودة إلى المناهج القديمة، لما لها من مزايا كبيرة، وأثر إيجابي على تطورهم العلمي والنفسي.