#تحقيقات وحوارات

 متلازمة ستوكهولم.. عندما يعشق الضحية جلاده

 

» الخوف هو السبب وراء متلازمة ستوكهولم

» الشرطة: 8% من الجرائم أسبابها متلازمة ستوكهولم

» الابتزاز العاطفي من قِبل الأسرة من أسباب الإصابة بمتلازمة ستوكهولم

» اليهود مصابين بمتلازمة ستوكهولم

» متلازمة ستوكهولم الأكثر انتشارًا في القرن الـ21

» أغلب مصابي متلازمة ستوكهولم لديهم اضطراب الشخصية الحدية

» التكوين المازوخي من أخطر مراحل متلازمة ستوكهولم

 

تحقيق: حبيبة علي

 

 متلازمة ستوكهولم هي ظاهرة نفسية قديمة، يشعر الإنسان فيها بالإعجاب تجاه من يُسيء له، بل ويُظهر الولاء له ويبدأ يتعلق بوجوده، أو كما ظهرت خلال الأحداث الأخيرة، وهي ظهرت  كاستجابة نفسية يبدأ فيها الرهينة أو المخطوف أو الضحية بالتعاطف مع خاطفيه، وكذلك مع أجندتهم ومطالبهم، فالأمر يبدو وكأنه سيناريو من فيلم كوميدي، فما هى تلك المتلازمة؟! .. وما أعراضها؟ .. وما أسباب الإصابة بها؟ .. وتُصيب أي فئات؟ .. وما علاجها؟

خلل عميق

يقول الدكتور أحمد خيري حافظ، استشاري الطب النفسي إن متلازمة ستوكهولم هى ما تُسمى بالتوحد بالمُعتدي، وبدلًا من أن تبدأ الضحية في عدوانها على الشخص المؤذي أو تعبّر عن رفضها وكراهيتها، يصل الأمر بها إلى الإعجاب والتوحد به وتتحول هى لمُعتدي آخر على شخص أضعف منها، وهذه قضية من قضايا التحليل النفسي القديمة، على سبيل المثال: ما يحدث الآن في غزة، فيفعل اليهود مثلما فعل بهم هتلر، فهم متوحدون بالمُعتدي القوي.

يضيف أن هذه المتلازمة هى خلل نفسي عميق، وسلوك مضطرب يحتاج لعلاج عميق جدًا؛ ليتخلص الإنسان منه، فلا تُصنف كمرض عقلي، إنما هى حالة تحدث لعدد من المخطوفين أو المغصوبين، ومع مرور الوقت بين الخاطف والرهائن؛ يبدأ التعاطف يزيد ويتحول لمشاعر إيجابية، ويبدأ المخطوفين يشعرون بأنهم يشاركون الخاطفين أهدافهم، فتنشأ لديهم مشاعر سلبية ضد المنقذ لهم، وهى طريقة تأقلم الضحايا مع الموقف، يضيف: متلازمة ستوكهولم الأكثر انتشارًا في القرن الـ 21؛ فضغوط الحياة جعلت كثير من الضحايا يتحولون إلى التوحد بالمُعتاد، يقول: الضحية ليس لديها الوعي بسلوكها، وكم الكراهية والعدوان يظهر للأشخاص الأضعف، وذلك يرفع من شأن المُعتدي؛ لذلك نجد اليهود يرفعون من شأن الألمان كثيرًا، ويرون أنهم قدوة، فهذا الإعجاب انعكاس لحالة الضعف الشديد تجاه المعتدي الأول، ويتحول هذا الضعف الشديد لعنف أشد تجاه الضعيف الآخر، يقول: في بعض الأحيان قد يشعر الأشخاص المحتجزون أو الذين يتعرضون لسوء المعاملة بمشاعر التعاطف أو مشاعر إيجابية أخرى تجاه الخاطف، ويمكن أن تنمو الرابطة بين الضحية والخاطف، وقد يؤدي ذلك إلى معاملة طيبة وأضرار أقل من المعتدين لأنها قد تخلق أيضًا علاقة إيجابية مع ضحاياهم.

التلذذ بالألم، المازوخية

من جانبه يقول الدكتور طلعت حكيم، استشاري علم النفس: إن أسباب الإصابة بمتلازمة ستوكهولم هى الشعور بعدم الاستحقاق، والتربية ذات النمط السلبي، والابتزاز العاطفي من قِبل الأسرة، أو الضغط الزائد عن اللازم، فكلها عوامل تجعل الإنسان يشعر بعد الاستحقاق أو أن الظالم دائمًا على حق، يكمل: فتبدأ الضحية بتبرير الظلم للظالم، ومن العوامل أيضًا: عدم قدرة الضحية على أخذ حقها؛ فتبدأ في التماس العذر للعدو؛ حتى لا تشعر بالعجز، يضيف: أغلب مصابين متلازمة ستوكهولم لديهم اضطراب الشخصية الحدية، يكمل: ممكن يصل الأمر لتلذذ الضحية واستمتاعها بالألم وهو ما يُسمى بالتكوين المازوخي، فتصل الحالة لاختيار الضحية للأشخاص المؤذية لتلذذها بالتعذيب، يقول: فتلك العملية تبدأ بمرحلة غضب، ثم تحدث عملية التكوين العكسي؛ فتتكون مشاعر مناقضة للمشاعر الأساسية فيكون هناك مبالغة في المشاعر بزيادة، واسترسل: هناك حالات تتلذذ بمنظر الدم على بدنها، وبالرغم من ذلك تتعاطف الحالة مع الشخص المؤذي، فقد تكون لدى الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم مشاعر محيرة تجاه المعتدي، بما في ذلك: الحب، التعاطف، الرغبة في حمايته، يضيف: قد تتسبب متلازمة ستوكهولم أيضًا في أن تكون لدى الرهينة مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو أي شخص قد يحاول محاولة الإنقاذ، واسترسل: ومن أسباب الإصابة بمتلازمة ستوكهولم، أن يمكث الرهينة مع الخاطف في مساحة مشتركة مع ظروف سيئة لمدة معينة، وعندما يعتمد الرهينة على الخاطف لتلبية الاحتياجات الأساسية أو أن الخاطف لا ينفذ تهديداته، يكمل: ويستخدم الجناة أحيانًا هذه الميزة لجذب الضحايا لتلبية مطالبهم، يقول: من المواقف التي أدت لظهور متلازمة ستوكهولم: الجناة يظهرون مشاعر إيجابية تجاه الأسرى مع بدء رؤيتهم كبشر، والرهائن أيضًا يحملون مشاعر إيجابية تجاه آسريهم.

مشاعر غريبة

من جانبه يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية: إن متلازمة ستوكهولم تُصيب الشخصيات الضعيفة والنرجسية، والأسرة الديكتاتورية، يكمل: تُصيب كل الأعمار، وأيضًا الأطفال، على سبيل المثال: إصرار طفل على التعاون مع من يُسيء له بل ويُظهر الولاء له، وتبدأ المتلازمة في مرحلة الطفولة المبكرة، مع علاقة الأبناء مع والديهم، والارتباط بهم رغم قسوتهم أو الديكتاتورية السائدة، ويعود السبب وراء تلك المتلازمة: هى الخوف، وحاليًا نطاق متلازمة ستوكهولم أوسع وأشمل من حالات الخطف واحتجاز الرهائن، فيشمل أي شخص يتعرض للعنف أو التهديد من أي نوع، يقول هندي: لتجنب هذه المتلازمة: لو حاسس إنك مصاب بستوكهولم، مهم تفكّر نفسك بالواقع، سواء مخطوف أو فاقد حريتك، مهما كان الخاطف طيب أو يعاملك بإنسانة، ولا تستمع له عن أزماته النفسية أو الصعوبات التي كان يعاني منها منذ طفولته، فتذكر أن ليس لك ذنب فيها، يضيف: يجب أن يكون لدى المريض إرادة في التغيير، ومهم إقناعه بالعلاقة السوية، والتدريب السلوكي على العلاقات الإنسانية الصحيحة، والمشاركة في أنشطة تطوعية مبنية على الأخذ والعطاء، يكمل: ضروري أن يتعلم أن يقول رأيه، وذلك بالنقد البناء والفِكر التقدمي، واسترسل: يجب أن يتحرر الإنسان من مخاوفه للتخلص من التبعية، يقول: صرحت الشرطة بأن 8% من سجلات الجرائم والضحايا، أسبابها متلازمة ستوكهولم، يكمل: التعايش السلمي من أسباب الإصابة بمتلازمة ستوكهولم، فالناس عايشة مغلوبة على أمرها؛ للتكيف مع الوضع الحالي.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *