بعد الخروج المبكر: الصفقات الجديدة.. هل ظلمها التوقيت ..أم فشل في التوظيف ؟

كتبت : تقى تامر
في ليلة كروية مجنونة على ملعب “ميتلايف” بنيوجيرسي، ودّع النادي الأهلي بطولة كأس العالم للأندية 2025 بعد تعادل مثير أمام بورتو البرتغالي بنتيجة 4-4، في ختام دور المجموعات. رغم تسجيل الأهلي أربعة أهداف، إلا أن شباكه استقبلت العدد ذاته، ليكتفي الفريق بنقطتين فقط من ثلاث مباريات، ويحتل المركز الرابع في مجموعته، خلف بالميراس وإنتر ميامي وبورتو.
ورغم الأداء الهجومي المميز، خاصة من النجم الفلسطيني وسام أبو علي الذي سجل “هاتريك”، فإن الأخطاء الدفاعية وسوء استغلال الفرص حرما الأهلي من التأهل، ليُطرح سؤال جوهري فهل كانت الصفقات الجديدة على قدر التطلعات أم ظلمها توقيت المشاركة وعدم تناغم المدرب الجديد مع هذه الصفقات ؟
تريزيجيه
البداية كانت مدوّية بصفقة محمود حسن تريزيجيه ، الذي عاد إلى القلعة الحمراء قادمًا من طرابزون سبور التركي و بلغت قيمة الصفقة نحو 1.7 مليون يورو، دفع منها الأهلي 1.6 مليون، بينما تنازل اللاعب عن 100 ألف يورو من مستحقاته حبًا في الأهلي وتسهيلًا للعودة. ووقّع عقدًا لمدة خمس سنوات، تنتهي في صيف 2030. فنيًا، يتميز تريزيجيه بسرعته، وقدرته على خلق المساحات، والتسديد من خارج المنطقة ، ويمكنه اللعب على الطرفين، مما يمنح الأهلي مرونة تكتيكية وفعالية أكبر في المباريات الكبرى.
بن رمضان
تبع ذلك التوقيع مع التونسي محمد علي بن رمضان، لاعب الوسط القوي القادم من نادي فرينكفاروزي المجري مقابل 2 مليون دولار، بعقد يمتد إلى أربع سنوات. بن رمضان معروف بتحكمه في إيقاع اللعب، ودوره كرمانة ميزان في قلب الوسط، يجيد التمريرات القصيرة، ويُغلق المساحات أمام المنافس، وهو النموذج المثالي للاعب المحور الدفاعي العصري.
أليو ديانج
من ناحية أخرى عاد أليو ديانج من الإعارة دون تكلفة، لكنه عاد وهو في قمة النضج والجاهزية ويتميز ديانج بقوته البدنية، وقدرته على قطع الكرات من الخصم، والتمريرات الطولية القادرة على تفكيك دفاعات الخصوم و يُشكل وجوده بجانب بن رمضان ثنائيًا شبه حصين في وسط الميدان، ويمثل العمود الفقري للتنظيم الدفاعي والهجومي للفريق.
بن شرقي
وفي الخط الأمامي، ضم الأهلي المغربي أشرف بن شرقي في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع الريان القطري، وافق بن شرقي على تقاضي مليون دولار ثم الحصول على 500 ألف دولار بالجنيه المصري أي نحو 25 مليون جنيه مصري و بعقد يمتد إلى ثلاث سنوات. بن شرقي يُعد من أبرز اللاعبين القادرين على صناعة الفارق بفضل مهاراته الفردية، وقدرته على اللعب بين الخطوط، وصناعة الفرص من لا شيء، بالإضافة إلى خطورته في إنهاء الهجمات.
سيحا
وفي مركز حراسة المرمى تم تدعيمه بضم الحارس الشاب محمد سيحا من المقاولون العرب، في صفقة بلغت 37 مليون جنيه مصري (نحو 470 ألف دولار) بعقد يمتد إلى أربع سنوات لمده خمس مواسم مقبله. سيحا يتمتع بردود فعل قوية، وهدوء تحت الضغط، ويُعد خيارًا جيدًا لدعم التنافس داخل مركز الحراسة، خلف الشناوي وشوبير.
أما الصفقة التي أبهرت الجماهير وأشعلت الأوساط الإعلامية فكانت التعاقد مع أحمد سيد “زيزو”، نجم الزمالك السابق، في صفقة انتقال حر بعد نهاية عقده، بصفقه بلغت 400 مليون جنيه مقابل عقد يمتد إلى أربع سنوات ويُجيد زيزو اللعب كجناح أو صانع لعب، ويمتلك سرعات عالية، دقة في الكرات العرضية، فضلًا عن كونه أحد أبرز منفذي الكرات الثابتة في إفريقيا. انضمامه أعطى للأهلي قوة هجومية إضافية في الجبهة اليمنى، ومصدر تهديد دائم لأي دفاع.
بيكهام
كما استعان الأهلي بأحمد رمضان “بيكهام” على سبيل الإعارة من سيراميكا كليوباترا لمدة موسم، وهو لاعب يُجيد اللعب في مركز قلب الدفاع أو الظهير الأيمن. يتميز بيكهام بالصلابة في المواجهات الهوائية، والخبرة في الدوريات المحلية، ويُعد حلًا دفاعيًا مرنًا في نظام ريبيرو.
وبالنظر إلى إجمالي تكلفة الصفقات فقد اقتربت من 12 مليون دولار، وهو رقم يُعد ذكيًا بالنظر إلى حجم الجودة التي أُضيفت للفريق، مع الاستفادة من الانتقالات الحرة وعودة المعارين، مما يعكس كفاءة الإدارة في تسيير الموارد.
مكاسب مالية
أما من حيث العائد المالي من كأس العالم للأندية ورغم الخروج المبكر، فقد حقق الأهلي مكاسب مالية ضخمة من مشاركته، حيث حصل على 11.55 مليون دولار، منها 9.55 مليون دولار كمكافأة مشاركةو 2مليون دولار نتيجة تعادلين أمام إنتر ميامي وبورتو.
هذا المبلغ يعادل نحو 585 مليون جنيه مصري، مما يُعد دعمًا ماليًا كبيرًا للنادي في ظل التحديات الاقتصادية.
أما على المستوى المعنوي والجماهيري فالأهلي قد رسّخ مكانته كأكثر نادٍ عربي وإفريقي مشاركة في كأس العالم للأندية، بإجمالي 11 مشاركة حتى الآن، وحقق خلالها 4 ميداليات برونزية (2006، 2020، 2021، 2023)، ورفع رصيده من الأهداف إلى 35 هدفًا، ليصبح ثاني أكثر الأندية تسجيلًا في تاريخ البطولة بعد ريال مدريد.
بين الإنجاز والخيبة
ورغم الخروج من دور المجموعات، تبقى مشاركة الأهلي في نسخة 2025 ذات أبعاد متعددة. فنيًا، كشفت عن نقاط ضعف دفاعية واضحة، وطرحت تساؤلات حول مدى انسجام الصفقات الجديدة. ماليًا، كانت المشاركة مربحة، وداعمًا مهمًا لخزينة النادي. وتاريخيًا، واصل الأهلي تمثيل الكرة المصرية والعربية في المحافل العالمية، مؤكدًا أنه لا يزال الرقم الأصعب في القارة السمراء.
لكن يبقى التحدي الحقيقي في ترجمة هذه المكاسب إلى نتائج ملموسة، واستعادة الهيبة القارية والمحلية، لأن جمهور الأهلي لا يرضى إلا بالذهب.