كتبت-منه الله ساري عبدالمقصود
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي اليوم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي لم تعد مجرد وسيلة للتسلية أو قضاء الوقت، بل تحولت إلى منصة للتعبير، والتأثير، والتواصل بين الأفراد في مختلف أنحاء العالم.
ومع هذا التطور الكبير، بات تأثيرها واضحًا على سلوكيات الناس وطريقة تفكيرهم. فبينما تقرّب السوشيال ميديا المسافات، وتتيح الفرصة للتعارف وتبادل الخبرات، فإنها في الوقت نفسه قد تخلق نوعًا من العزلة النفسية والاجتماعية لدى البعض.
الكثيرون أصبحوا يقيسون قيمتهم بعدد المتابعين أو الاعجابات، متناسين أن العالم الحقيقي لا يُقاس بالتفاعل الرقمي، بل بالتواصل الإنساني الحقيقي والمواقف الصادقة.
ورغم الجوانب السلبية، تبقى للسوشيال ميديا مزايا لا يمكن تجاهلها، فقد فتحت مجالات واسعة للإبداع، وساعدت الشباب على بناء مسارات مهنية جديدة، والتعبير عن أفكارهم بحرية.
وفي النهاية، يبقى التوازن هو الحل. أن نستخدم التكنولوجيا بوعي، دون أن نسمح لها بالسيطرة على تفاصيل حياتنا، وأن نتذكر دائمًا أن الواقع أهم من الشاشة، وأن الإنسان أثمن من أي رقم أو إعجاب.