# Tags
#تعليم

ماجدة موريس: الحياة الحقيقية خارج الشاشة.. وعلينا أن نعيد للإنسان تواصله ودفء مشاعره

كتب – محمد منصور – ونورهان عمرو – ومهرائيل ميلاد:

أكدت الكاتبة الصحفية والناقدة السينمائية ماجدة موريس أن التكنولوجيا رغم ما قدمته من مزايا وتسهيلات، إلا أنها سلبت الإنسان جزءًا كبيرًا من إنسانيته وتواصله الحقيقي، مشددة على أن الحياة الحقيقية لا تُعاش عبر الشاشات، بل تُبنى بالتفاعل الإنساني والدفء والمشاعر الصادقة.

جاء ذلك خلال كلمتها في ندوة “معًا.. يوم بلا شاشات” التي نظمها المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، برعاية اللواء الدكتور أحمد عبد الرحيم رئيس مجلس إدارة الأكاديمية، وبإشراف الدكتورة سهير صالح عميدة المعهد، وبمشاركة نخبة من رموز الإعلام والفكر والثقافة، بينهم الدكتورة منى الحديدي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وصاحبة فكرة المبادرة.

وقالت ماجدة موريس إن فكرة الندوة تعد مبادرة واعية وجريئة، لأنها تطرح تساؤلًا وجوديًا في زمن تسيطر فيه التكنولوجيا على تفاصيل حياتنا اليومية، قائلة: “هل ما زلنا نعيش فعلًا.. أم أننا أصبحنا نعيش عبر الشاشات؟”

وأضافت أن علاقة الإنسان بالتكنولوجيا تحولت من علاقة استخدام إلى علاقة تبعية، موضحة في الماضي كانت التكنولوجيا وسيلة نلجأ إليها وقت الحاجة، لكنها اليوم أصبحت تتحكم فينا، نبدأ يومنا بها وننهيه معها، وبينهما نفقد أجمل ما في حياتنا: التواصل الإنساني الحقيقي.

وأشارت إلى أن هذا التحول انعكس بوضوح على مختلف مناحي الحياة، خاصة في المجال الفني والاجتماعي، حيث فقدت السينما روحها الجماعية التي كانت تجمع المشاهدين في قاعة واحدة، وتحولت التجربة إلى مشاهدة فردية معزولة، وكذلك أصبحت العلاقات الاجتماعية محصورة في الرسائل والمنشورات والصور الافتراضية.

وأكدت الناقدة السينمائية أن التكنولوجيا منحت الإنسان الكثير لكنها أخذت أكثر، موضحة أنها سرقت الوقت والهدوء والتركيز، وجعلت الإنسان يعيش ويفكر ويحكم بسرعة، حتى أصبح أقرب إلى الآلة منه إلى الإنسان.

وشددت “موريس” على أن الهدف من الندوة ليس رفض التكنولوجيا، بل الدعوة إلى إعادة التوازن بين العالم الرقمي والحياة الواقعية، قائلة: “الإعلام لا يُبنى بالمعلومة وحدها، بل بالوعي والإحساس بالمسؤولية، وعلينا كإعلاميين أن نستخدم التكنولوجيا لخدمة الحقيقة، لا للهروب منها، وأن نجعل الكلمة أقوى من الصورة الزائفة، والصدق أسمى من الترند العابر.”

ووجهت تحية تقدير للدكتورة منى الحديدي على فكرتها التي وصفتها بـ”الإنسانية العميقة”، ولأكاديمية الشروق على تبنيها وتنفيذها لهذه الندوة التي تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي الإعلامي لدى الشباب، وتذكيرهم بأن “الإعلام رسالة قبل أن يكون مهنة”.

واختتمت ماجدة موريس كلمتها بدعوة الحضور إلى تجربة يوم بلا شاشة، قائلة: “حاولوا أن تعيشوا لحظة واحدة بلا هاتف أو جهاز أو شاشة. تحدثوا مع من تحبون، انظروا في العيون لا في الشاشات، لأن الحقيقة البسيطة التي يجب أن ندركها جميعًا هي أن: الحياة الحقيقية خارج الشاشة، وليست داخلها.”

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *