كتب– محمد منصور:

احتفت جريدة المصري اليوم في عددها الصادر أمس الأربعاء 29 أكتوبر الجارى، بكتاب «محمد سلماوي.. رحلة كلمة ومسيرة إبداع»، الذي أصدره قسم الصحافة بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، تخليدًا لمسيرة الكاتب الصحفي الكبير محمد سلماوي، الذي اختير رمزًا لدفعة عام 2024/2025 من خريجي المعهد.

وجاء هذا الاحتفاء المميز تزامنًا مع احتفال جريدة المصري اليوم بعيد ميلاد الكاتب الكبير الثمانين، تقديرًا لمسيرة ممتدة من العطاء الصحفي والإبداع الأدبي والفكري، تجاوزت خمسة عقود من التأثير في الوعي الثقافي المصري والعربي.

ويُعد هذا الإصدار التوثيقي المنهجي ليعبر عن تقدير مؤسسي وأكاديمي لقامة فكرية وإبداعية رفيعة جمعت بين الصحافة والأدب والثقافة، وصاغت عبر نصف قرن تجربة إنسانية وفكرية ثرية لا تزال مصدر إلهام للأجيال الجديدة من الإعلاميين والكتّاب.

وبين صفحات الكتاب، تتجسد سيرة ومسيرة أحد أبرز المثقفين العرب، حيث تتقاطع دروب الصحافة والأدب والفكر في شخصية جمعت بين عمق التحليل الصحفي ورهافة الحس الأدبي واتساع الأفق الثقافي. فالكتاب لا يقتصر على التوثيق لمشوار شخصي، بل يرسم خريطة لتاريخ الصحافة والثقافة المصرية والعربية من خلال تجربة إنسان ترك بصمة عميقة في وجدان جيله.

الإصدار أعدّه بعناية الدكتور رامي عطا صديق، ورشا إسماعيل، وجهاد عادل، وأشرف على إخراجه الفني هيثم السيد، ليكون مرجعًا ثقافيًا ورمزًا إعلاميًا لخريجي الدفعة الثالثة عشرة من المعهد، وبوصلة فكرية ومهنية في مستهل مشوارهم العملي.

وفي تقديمها للكتاب، كتبت الأستاذة الدكتورة سهير صالح إبراهيم، عميدة المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، مقدمة تعد بمثابة بيان فكري يلخص فلسفة التكريم، إذ قالت: «الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد سلماوي هو واحد من أبرز الكُتّاب والصحفيين في مصر والعالم العربي، جمع بين الإبداع الأدبي والتميّز الصحفي والتألق الثقافي والفكري، وهو يمثل نموذجًا للمثقف الشامل الذي جمع بين الصحافة والأدب والدفاع عن قضايا الحرية والتنوير والديمقراطية… ومن هنا، وبالإجماع، فقد وافق أعضاء مجلس إدارة المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق على اختياره رمزًا وعنوانًا واسمًا لدفعة العام الجامعي 2024/2025م».

وقد أبرزت المصري اليوم في تغطيتها مكانة سلماوي الفريدة، مشيرة إلى أن الكتاب الصادر عن أكاديمية الشروق يمثل وثيقة فكرية نادرة تعكس عمق تجربة المثقف الموسوعي، الذي جمع بين رئاسة تحرير “الأهرام إبدو”، ورئاسة مجلس تحرير ثم مجلس أمناء “المصري اليوم”، إلى جانب قيادته لاتحاد كتاب مصر والأمانة العامة لاتحاد الكتّاب العرب، فضلًا عن دوره في وزارة الثقافة ووكالة العلاقات الخارجية.

ويتناول الكتاب محطات سلماوي الأكاديمية والمهنية، من دراسته للأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، ودبلوم مسرح شكسبير بجامعة أكسفورد، إلى حصوله على ماجستير الاتصال الجماهيري من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهي مراحل شكلت ملامح مشروعه الفكري والإبداعي الجامع بين الأدب والإعلام والمسرح والثقافة.

كما يوثق الإصدار أبرز أعماله الأدبية والمسرحية، مثل رواية «أجنحة الفراشة» ومسرحية «الجنزير»، التي مثلت انعكاسًا لوعيه الإنساني والسياسي، وتنبؤه المبكر بتحولات المجتمع المصري، فضلًا عن دوره البارز في الدفاع عن حرية الإبداع وحقوق المثقفين.

ويضم الكتاب عددًا من الصور النادرة من أرشيف الكاتب الكبير، ومقتطفات من مؤلفاته وشهادات شخصيات ثقافية وإعلامية بارزة، في عمل يجمع بين التوثيق الأكاديمي والثراء الإبداعي.

واعتبرت جريدة المصري اليوم أن هذا الكتاب «يُعد وثيقة تليق برمز ثقافي استثنائي»، وأن احتفاء أكاديمية الشروق به واختيار سلماوي رمزًا لخريجيها «يمثل رسالة إلى طلاب الإعلام مفادها أن الكلمة الصادقة والفكر المستنير هما أساس الإعلام الحقيقي».

وفي ختام التغطية، أكدت الجريدة أن كتاب «محمد سلماوي.. رحلة كلمة ومسيرة إبداع» ليس مجرد تكريم لمبدع، بل احتفاء بمشروع فكري متكامل، وبقيمة المثقف الذي جعل من الكلمة جسرًا نحو الحرية والتنوير.