د. خالد البرماوي: الذكاء الاصطناعي مساعد ذكي لا بديل عن الإنسان.. وعلينا أن نتعلم قبل أن نعتمد عليه

كتب – محمد منصور :
أكد الكاتب الصحفي وخبير الإعلام الرقمي د. خالد البرماوي، خلال مشاركته في ندوة “الصحافة والاعلام الرقمي”، أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة فعالة، لكنه ليس بديلاً عن الإنسان، محذرًا من الاعتماد الكلي عليه دون امتلاك المهارات الأساسية في التحقق والتفكير النقدي.
وقال البرماوي، أن الذكاء الاصطناعي سيصبح أفضل منك فقط إذا تخليت عن دورك كمبدع ومفكر، لا مانع أن يساعدك في تنظيم فكرة أو تلخيص مادة، لكن الخطر يبدأ عندما تطلب منه أداء مهمة لا تجيدها أصلاً، وهنا تتحول من مستخدم لأداة إلى شخص يعتمد عليها كليًا، في حين أن مهاراتك لا تتطور.
وأضاف عندما أستخدم الذكاء الاصطناعي، أُعطيه توجيهات دقيقة: أرقام، دراسات، مقارنات، ثم أراجعه وأصحح له، ولكن للأسف، واحد فقط من كل مئة شخص يتعامل مع الأداة بهذا الوعي. لأن الأغلبية لا تملك الرغبة في التعلم، وهي الكلمة الفارقة.
وأوضح البرماوي، أن الفارق الجوهري بين الإنسان والآلة يكمن في القدرة على التعلم من التجربة، وضرب مثالًا بالطفل الذي يسقط في حفرة لأول مرة ويتجنبها لاحقًا، بينما أنظمة الذكاء الاصطناعي تتعلم من مليارات التجارب والبيانات حول العالم بشكل لحظي، ما يمنحها قدرة تطورية هائلة.
وحذر من خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في أداء المهام دون وعي أو رقابة، قائلاً: “المشكلة مش في الأداة، المشكلة فينا. لو سلمتها المهام بالكامل، ستتطور بسرعة خارقة وتتفوق عليك، ولكن لو استخدمتها كأداة مساعدة، أنت من سيبقى في المقدمة”.
وأشار إلى أن بعض الدراسات تتوقع أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي وظائف بشرية كثيرة بين عامي 2030 و2040، قائلاً: “التحول أسرع مما نتخيل. الذكاء الاصطناعي يتطور بمعدلات تفوق ستة أضعاف ما كنا نعرفه. لذلك علينا أن نكون يقظين، نستخدمه بذكاء، لا أن نسلم له مفاتيح مستقبلنا”.
أكد على أهمية التجريب والتطوير الذاتي: “جربوا الأدوات الجديدة، تعلموا منها، استخدموها لتوفير الوقت، لكن لا تسلموها مهامكم الأساسية. ما زال الإنسان هو الأذكى، ما دام قادرًا على التعلم والتفكير والنقد”.