# Tags
#أخبار

الذكاء الاصطناعي والإعلام.. أداة مساعدة لا بديل للعنصر البشري

كتب- محمد منصور:

أكدت الدكتورة إلهام يونس، وكيلة المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق، خلال استضافتها في برنامج «بنصبح عليك» المذاع على القناة الثانية بالتليفزيون المصري، أن الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا مؤثرًا في المشهد الإعلامي العالمي، يحمل في طياته إيجابيات كبيرة لكنه لا يخلو من التحديات.

وقالت إن من أبرز الجوانب الإيجابية للذكاء الاصطناعي في الإعلام سرعة جمع المعلومات وتحليلها، بما يساعد الصحفيين على توفير الوقت والجهد، بالإضافة إلى مساهمته في كشف الشائعات والأخبار الزائفة عبر تقنيات متقدمة للفحص والتحقق، الأمر الذي يعزز مصداقية المحتوى الإعلامي، مشيرة إلى أن الخوارزميات المتخصصة تسهم في جمع كم هائل من البيانات حول موضوعات محددة خلال وقت قصير، ما يجعلها أداة مساعدة فعّالة للعمل الصحفي.

في المقابل، حذّرت من المخاطر السلبية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها انتشار الأخبار المفبركة وتقنيات التزييف العميق، التي باتت قادرة على تبديل ملامح الوجه وتلاعب الصوت بصورة يصعب كشفها في البداية، موضحة أن هذه التقنيات تمثل تهديدًا حقيقيًا للمصداقية الإعلامية، غير أن التطور الموازي في التطبيقات القادرة على كشف التزييف بنسبة تصل إلى 90% يفتح نافذة أمل أمام المؤسسات الإعلامية لمواجهة هذه الظاهرة.

وشددت على أن العنصر البشري يظل الركيزة الأساسية في الإعلام، قائلة: «الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة مهمة، لكنه لا يمكن أن يحل محل الصحفي أو الإعلامي في التفاعل الإنساني والتواصل المباشر مع الجمهور»، مضيفة أن استخدام العقل النقدي والتحقق المنطقي من المعلومات يظل ضروريًا لكشف التزييف وحماية المجتمع من الأخبار الكاذبة.

كما أبرزت أهمية التدريب المستمر للإعلاميين على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل فعّال، مشيرة إلى أن بعض المؤسسات لا تزال تفتقر لهذه الخطوة، رغم أنها تمثل مفتاحًا لتحسين جودة الأداء الإعلامي، ودعت إلى تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية، محليًا ودوليًا، لتعزيز قدرات الإعلاميين في هذا المجال.

وتطرقت الدكتورة إلهام يونس، إلى التحولات في المشهد الإعلامي، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المحرك الرئيسي للرأي العام، وجذبت قطاعًا واسعًا من الشباب على حساب الإعلام التقليدي، موكدة أن هذا التحول يفرض ضرورة إنتاج محتوى سريع وخفيف يناسب إيقاع الأجيال الجديدة، مثل «الكبسولات الثقافية والسياسية»، بما يعزز وعي الشباب ويقدم لهم معلومات مركزة وذات قيمة.

أكدت على أن المحتوى الإيجابي هو الذي يفرض نفسه في النهاية، محذّرة من الانجراف وراء الترندات السلبية، وداعية المؤسسات الإعلامية إلى الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على البعد الإنساني في العمل الصحفي والإعلامي.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *