# Tags
#تحقيقات وحوارات #تعليم

الغائب الحاضر.. رجل الصناعة والتعليم محمد فريد خميس

  • أدوار وطنية رائدة ومتميزة.. اقتصادية وسياسية واجتماعية

  • من أبرز أقواله: التعليم أفضل وأكبر استثمار لأنه يتعلق ببناء الإنسان

  • كثيرًا ما كان يردد أنه أسس العديد من المصانع في عدد من دول العالم ولكن أكثر المصانع التي يعتز بإنشائها هي تلك المؤسسات التعليمية التي أسسها

خاص «شروق نت»

مع الاحتفال بتخريج ثلاث دفعات جديدة من خريجي معاهد أكاديمية الشروق الثلاثة، المعهد العالي للهندسة، المعهد العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات، المعهد الدولي العالي للإعلام، لا نستطيع أن ننسى مؤسس الأكاديمية وراعيها الأول، رجل الصناعة والاستثمار والتعليم.. الحاضر الغائب.. محمد فريد خميس..

هو واحد من الذين شقوا طريقهم للنجاح ولا يعرفون الإحباط أو الفشل، وكأي شخص ناجح عندما تبحث في سيرته ستجد أنها مليئة بالتحديات، فلم يولد أحدهم وهو يحمل جينات في رأسه تختلف عن باقي البشر، كانت ميزتهم فقط الفضول والمثابرة.

خميس رجل صناعة واستثمار ومؤسس شركة النساجون الشرقيون التي تعتبر من أكبر شركات صناعة السجاد في العالم، وهو يُعد من أشهر رجال المجتمع تميزًا بعمله في مجال الاقتصاد وله بصمة مميزة ودور إيجابي وفعال في بعض الأعمال الخيرية والخدمة الوطنية بالإضافة إلى الجانب التعليمي وإسهاماته الواضحة.

بداية الرحلة

ولد خميس في أبريل 1940م فى بيلا بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على بكالوريوس التجارة، كما حصل على ماجستير تكاليف صناعية ودراسات في صناعة النسيج، ثم دكتوراة من جامعة لافبرا، بريطانيا 2008م، أما عن الحالة الاجتماعية فإنه متزوج وله بنتان وولد (فريدة وياسمين ومحمد) وثلاثة أحفاد “عمر وملك وأسامة”، وتعد ابنتيه من أنجح سيدات الأعمال ومنذ سنوات وهن يحصلن على المراكز المتقدمة في قائمة “فوربس” لأقوى السيدات في الوطن العربي في مجال “الإدارات التنفيذية”، لشغلهما مناصب رئاسة مجلس الإدارة بشركة النساجون الشرقيون.

الانطلاقة

كانت الانطلاقة حين عمل في البنك الأهلي المصري في الفترة من عام 1961 وحتى عام 1967 وفي مجال الصناعة كانت انطلاقته كرجل أعمال مخضرم في عام 1979، عندما أسس شركة النساجون الشرقيون، وبدأ التداول على أسهم الشركة في البورصة المصرية منذ عام 1997.

والنساجون الشرقيون هي إحدى أكبر مصنعي السجاد في العالم، وتعمل في سوق المفروشات الأرضية ما يزيد عن 30 سنة، وتمتلك النساجون الشرقيون مصانع في كل من أمريكا والصين، وتبيع منتجاتها لأكثر من 130 دولة، وامتلك مجموعة شركات تعمل في عدة مجالات غير صناعة السجاد مثال الشرقيون للبتروكيماويات والشرقيون للتنمية العمرانية وإلى جانب ذلك أسس أكاديمية الشروق والجامعة البريطانية في مصر، وكانت توسعات محمد فريد خميس عابرة للقارات، إذ كان المصري الوحيد الذي تعامل مع ملف البضائع الصينية بطريقة عملية، حيث واجه المد الصيني في صناعة السجاد من داخل الصين نفسها حماية للمنتج المصري، كما استثمر في الولايات المتحدة الأمريكية في نفس القطاع.

اهتمامه بالتعليم

كثيرًا ما كان يردد الراحل محمد فريد خميس في الندوات واللقاءات العامة أنه أسس العديد من المصانع في عدد من دول العالم ولكن أكثر المصانع التي يعتز بإنشائها هي تلك المؤسسات التعليمية التي أسسها، وبالأخص أكاديمية الشروق بمعاهدها الثلاثة: المعهد العالي للهندسة والمعهد العالي للحاسبات وتكنولوجيا المعلومات والمعهد الدولي العالي للإعلام.

كان ذلك من منطلق إيمانه بأنه لا توجد تنمية حقيقية شاملة بدون التفوق والبحث العلمي، ومن هنا كان اهتمامه بدعم أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة بمعاهد أكاديمية الشروق وكليات الجامعة البريطانية لتحقيق إنجازات علمية في مختلف مجالات الثقافة والمعرفة، فقد كان لرجل الأعمال محمد فريد خميس بصماته الواضحة والإيجابية في مجال التعليم، ويذكر أنه أثناء احتفالية أكاديمية الشروق التي قام بتأسيسها وبمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس الأكاديمية أعلن عن 250 منحة مجانية للنوابغ في الجامعات المصرية بأكاديمية الشروق و50 منحة لأبناء حوض النيل، مُشيدًا بمستوى الخريجين من الأكاديمية، كما أعلن فريد خميس عن 50 منحة دراسية للطلاب الإثيوبيين بالجامعة البريطانية كما أنشاء مدرستين للتعليم بإثيوبيا، وتُعد مدرسة محمد فريد خميس من أولى المدارس وليدة العهد في مدنية العاشر من رمضان فهي تعد صرح من صروح التعليم لما حققته من تقدم ورقى وتميز، وتم تسليم المبنى المدرسي للإدارة المدرسية في يونيو 2007م، وبدأت الدراسة بمدرسة محمد فريد خميس في (16/9/2007م)، وفازت المدرسة بالمركز الأول على مستوى الجمهورية في نهاية العام الدراسي (2007/2008م).

العمل الوطني والسياسي

انخرط محمد فريد خميس في العمل السياسي مثل الكثير من رجال الأعمال، من بوابتي البرلمان والحياة الحزبية، حيث كان رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشورى 2008 فقد شغل العديد من المناصب أيضًا منها عضو مجلس إدارة هيئة الاستثمار، رئيس اتحاد المستثمرين، رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية، عضو مجلس أمناء مدنية العاشر من رمضان، كما كان من الشخصيات العامة المرشحة لعضوية الجمعية التأسيسية لإعداد الدستور عام 2012م.

المسئولية الاجتماعية

كان فريد خميس يؤمن بالمسئولية الاجتماعية ودور رجال الأعمال في خدمة المجتمع، فأسس مؤسسة مـحمد فريد خميــس لتنمية المجتمع كواحدة من منظمات المجتمع المدني التي تسعى إلى تحقيق التنمية المجتمعية من خلال رعاية الموهبة والتفوق كمدخل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، قدمت المؤسسة الكثير من الخدمات على المستوى المحلي، وبالأخص داخل محافظة الشرقية باعتبارها المحافظة التي تحتضن أنشطة المجموعة، لذا توزعت أعمال المؤسسة بين العاشر من رمضان ومدينة بلبيس باعتبارها المخزن البشري الإستراتيجي الذي من خلاله نوفر العمالة التي تؤمن نجاحات أعمال المجموعة والأعمال التي تتم على المستوى القومي.

رعاية المتفوقين

تقوم المؤسسة برعاية المتفوقين في مدينة بلبيس والعاشر من رمضان، واهتمت المؤسسة بتنفيذ برنامج إنشاء فصول تقوية بمعظم مدارس قرى ومركز بلبيس والعاشر من رمضان، وتبنى مشروع محو الأمية، ومن أنشطة المؤسسة توفير خدمة النقل لطلاب الجامعات، من خلال نقل الطلاب من أبناء بلبيس والعاشر من رمضان إلى مقار الجامعات بمختلف المدن سواء القاهرة أو الزقازيق أو الإسماعيلية مجانًا، أيضًا إنشاء وتجهيز المركز الاستكشافي العلمي بمدينة العاشر من رمضان، وقامت المؤسسة بإعداد وتجهيز فصول تعليمية لمختلف العلوم والفنون وتجهيز مسرح مكيف لسعة 300 مشاهد مع تكوين فرق فنية ومسرحية لإحياء الحركة الفنية والمسرحية بالمدينة، كما قامت المؤسسة بإنشاء مجمع فؤاد خميس الأزهري النموذجي، وللمؤسسة دور في توفير الزي المدرسي والمستلزمات الدراسية، تقوم المؤسسة بسداد المصروفات الدراسية لمراحل التعليم المختلفة للطلاب غير القادرين، علاوة على مصروفات المدن الجامعية لطلبة الجامعات غير القادرين.

كما قامت المؤسسة بإنشاء مراكز ومستشفيات طبية، منها مركز خميس الطبي الخيري بالعاشر من رمضان، ومركز خميس الطبي فرع كفر الشيخ الذي يضم كافة العيادات التخصصية، ومركز خميس الطبي فرع بلبيس والذي يضم كافة العيادات التخصصية ووحدة غسيل كلوي ويقدم الخدمات العلاجية مجانًا، وإنشاء مستشفى خميس الخيري بمدينة العاشر من رمضان وللمؤسسة دور واضح في رعاية الأيتام، بالإضافة إلى تقديم إعانات لرفع مستوى القرى من خلال توفير الحديد والأسمنت للقرى للمساهمة في بناء المدارس والمعاهد والجمعيات التعاونية وإمدادها بأجهزة الحاسب الآلي وأجهزة الإنارة وتجهيزات الملاعب. وتوفير مستلزمات دور المناسبات بالقرى. والاحتفال بالمناسبات المختلفة (مثل المولد النبوي الشريف- عيد الأم)، حيث يتم إعلان نتيجة قرعة العمرة بالمولد النبوي الشريف وتكريم الأمهات المثاليات، وإقامة الأفراح الجماعية ومساعدات الزواج، وإقامة دورات تدريبية للشباب على الحاسب الآلي، وتقديم المساعدات العينية خلال شهر رمضان.

وتقوم المؤسسة بتقديم مساعدات مالية لمصابي الحوادث والكوارث، وسداد رسوم الطلبة الفلسطينيين الموجودين بالجامعات المصرية، صرف رواتب شهرية للأسر غير القادرة والأولى بالرعاية، رعاية الأيتام بمحافظتي الشرقية وكفر الشيخ، المساهمة في تنمية القرى بواقع 120.000 (مائة وعشرون ألف) جنية شهريًا بإجمالي قيمة 1.440000 (مليون وأربعمائة ألف وأربعون) جنية سنويًا، المساهمة سنويًا في دعم الأنشطة والمهرجانات التي تتبناها وزارة الثقافة (المهرجانات الدولية والمحلية). وما زالت أنشطة تلك المؤسسات الخيرية مستمرة حتى بعد رحيله في سبتمبر 2020م.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *