احترس من السفاح ..قصة أشهر عائلة إجرامية في كاليفورنيا

كتبت : ملك شوقي
في ليلة صيفية من عام 1969 ارتُكبت واحدة من أكثر جرائم القتل صدمةً في التاريخ الأمريكي ، جرائم ارتبطت باسم السفاح مانسون وعائلته
لم تكن هذه الجرائم مجرد أعمال عنف عشوائية ، بل كانت جزءًا من مخطط غريب يدور في ذهن قائد طائفة متطرفة وقد أثارت جرائمه الرعب وأصبحت علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة.
أرتكب أعضاء جماعة “العائلة” (مانسون فاميلي) التي أسسها تشارلز مانسون سلسلة عمليات قتل مروعة عكرت أجواء السلام لصيف كاليفورنيا عا 1969، حيث قُتل تسعة أشخاص في غضون خمسة أسابيع فقط بمن فيهم الممثلة شارون تيت في ظروف وحشية.
ورغم أن مانسون لم يرتكب أي جريمة بنفسه، إلا أنه لم يستطع الإفلات من حكم الإعدام حيث قضى بقية حياته في السجن.
وُلد تشارلز ميلز مانسون في 12 نوفمبر عام 1934 ، وكانت والدته تبلغ من العمر 16 عامًا فقط عند ولادته ، كما أنها كانت مدمنة على الكحول وقد سُجنت بعد سرقتها محطة وقود ، مما ترك مانسون طفلًا بائسًا بلا مأوى .
وقامت المحكمة بوضعه بمركز رعاية تابع للكنيسة الكاثوليكية ، لكنه هرب بعد عشرة أشهر فقط … ومنذ ذلك الحين بدأ مسيرة إجرامية مبكرة وبدأ في سرقة المحلات الصغيرة والسيارات ، ومع بلوغه 17 عامًا كان سجله الجنائي مليئًا بالجرائم الصغيرة .
لم يكن مانسون مجرد مجرم عادي بل قام بتأسيس طائفة في أواخر الستينات عُرفت باسم “عائلة مانسون” واستغل قدرته الغريبة في التأثير على الشباب ليصبحوا أتباعه وانجذبوا إلى أفكاره المشوشة عن نهاية العالم وحرب سماها “هيليتر سكيلتر” … وكان يجتمع مع أتباعه في مزرعة مهجورة بكاليفورنيا للتخطيط لسلسلة من الجرائم لإشعال الفتنة العرقية
” ليلة الرعب ”
كانت ليلة الرعب الحقيقية في أغسطس 1969 ، عندما هجم أربعة من أتباع مانسون على منزل الممثلة الشهيرة شارون تايت زوجة المخرج رومان بولانسكي في لوس أنجلوس . وكانت تايت حاملًا في شهرها الثامن لكن ذلك لم يوقف المجرمين عن ارتكاب جريمتهم البشعة … قام اتباع مانسون بقتل تايت وأربعة من أصدقائها ، ثم قاموا بكتابة كلمة PIGبدماء الضحايا على الحائط كرسالة غامضة أراد مانسون إيصالها وفي الليلة التالية قامت نفس المجموعة بقتل زوجين من لوس أنجلوس بنفس الوحشية ، مع كتابة كلمات مثل Rise و Death to Pig على الجدران
بدت الجرائم في البداية وكأنها أعمال عنف عشوائية ، لكن التحقيقات كشفت عن مخطط أكثر تعقيدًا
وبعد القبض على أتباع مانسون ، اعترفت ليندا كاسابيان والتي كانت عضو في عائلة مانسون ، بجميع التفاصيل ، وبدأت جرائم عائلة مانسون على أحد معارف مانسون في يوليو 1969 ، عندما أرسل ثلاثة من أتباعه إلى منزل غاري هينمان أحد معارفه وكان يعتقد أنه يخزن الكثير من الاموال في منزله وانتهى الأمر بقتل هينمان بوحشية ليكون أول ضحايا عائلة مانسون .
وقالت ليندا أيضا إن دوافع مانسون كانت مزيجًا من الوهم الديني والرغبة في الشهرة وكان يعتقد أن جرائم القتل ستثبت قوته وتجذب الانتباه إلى أفكاره المشوشة .. جرائم مانسون لم تكن مجرد أحداث دموية بل كانت انعكاسًا لمرحلة مضطربة في التاريخ الأمريكي حيث اختلط التطرف الديني بالرغبة في الشهرة ، لتخلق واحدة من أكثر القصص إثارةً للرعب في القرن العشرين
وفي عام 1970 خلال المحاكمة أظهر مانسون سلوكًا غريبًا ومتحديًا مما جعله شخصية مثيرة للجدل وتم إدانته هو وأتباعه بجميع الجرائم وحُكم عليهم بالإعدام ولكن تم تخفيف العقوبة في عام 1972 إلى السجن المؤبد
توفي تشارلز مانسون في نوفمبر 2017 عن عمر يناهز 83 عامًا بعد قضائه أكثر من 45 عامًا في السجن … وعلى الرغم من وفاته لا تزال أسطورة مانسون وعائلته تثير الفضول والرعب وأصبحت جرائمه موضوعًا للعديد من الأفلام والكتب والوثائقيات مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية الأمريكية .